الشيخ الصفار يشيد بتوجهات القيادة لتعزيز التسامح الديني ومواجهة التطرف

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أشاد سماحة الشيخ حسن الصفار بالمواقف التي أطلقها سمو ولي العهد لتعزيز التسامح ورفض احتكار الرأي الديني، واصفًا لها بـ "الجريئة".

وأقتطف مقاطع من المقابلة التي أجرتها مع سموه مؤخرًا مجلة (أتلانتيك). مؤكدًا أنها مواقف "مهمة".

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 8 شعبان 1443هـ الموافق 11 مارس 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: تعزيز التسامح الديني.

وأوضح سماحته أن هذه المواقف تعبّر عن مسار ومنهجية تبشر بعهد جديد من التسامح وتحقيق مفهوم المساواة في المواطنة، وتعزيز الوحدة الوطنية.

وتابع: إن هذا الخطاب وهذه المواقف هي مصدر فخر واعتزاز لأبناء الوطن، بل لأبناء الأمة.

وأضاف: إن من شأن بلادنا ان تكون في موقع الريادة للتسامح الديني، ذلك أن الدين الذي نزل به الوحي في ربوعها يؤسس لهذا التسامح ويبشر به.

ومضى يقول: لقد خطت بلادنا خطوات واثقة على هذا الطريق، فاهتمت بحوار الأديان، وأسست مركزًا عالميًا لهذه المهمة، كما تكثف الآن رابط العالم الإسلامي نشاطها المؤثر على هذا الصعيد، بخطاب إنساني جديد، ينسجم مع عالمية الإسلام وحضارية مبادئه.

ودعا سماحته المواطنين للتلاحم مع قيادة الوطن لإنجاح هذه المسيرة الرائدة على طريق التسامح الديني، وتجاوز آثار العهود السابقة، والتي تحتاج إلى شيء من الوقت، والتحلي بالحكمة والصبر.

وتابع: إن ترسبات تلك الأفكار الظلامية لا تزول بين عشية وضحاها، كما لا تخلوا المواقع والمراكز من وجود من لا يتجاوب مع توجهات الدولة فيمارس العنصرية والتمييز بين المواطنين لأغراض شخصية أو فئوية.

وأضاف: لكن الأمل وطيد في جهود مؤسسات الرقابة والنزاهة التي تدعمها الدولة بكل قوة وحزم لكشف الفاسدين والعابثين بمصالح الوطن والمواطنين في كل المواقع والمؤسسات الرسمية، وفي القطاع الخاص.

وقال: علينا أن نرتقي بالخطاب الديني والثقافي في أوساطنا ليكون داعمًا ومواكبًا لهذا التوجه الوطني الريادي نحو التسامح الديني والاجتماعي، وألا نرضى بأي خطاب عنصري أو طائفي يتسلل إلى منابرنا وأجوائنا.

وتابع: تراثنا السني والشيعي متأثر بأوضاع العصور والبيئات التي أنتجته، وفيه الغث والسمين والنافع والضار.

وأضاف: علينا سنة وشيعة أن ننتقي من تراثنا ما يتوافق مع القيم الأساس في الدين، وما يعزز وحدة المجتمع والأمة، ويخدم مصلحتنا الحاضرة في حماية أمن واستقرار أوطاننا، وتنمية مجتمعاتنا، وألا نقبل بطرح ما يثير الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة.

وبيّن أن على الخطباء والدعاة والمثقفين من السنة والشيعة أن يتجاوزوا الانشغال بالجدل المذهبي العقيم، والتعبئة الطائفية.

وتابع: عليهم أن ينشغلوا ببث الخطاب الوحدوي التنموي، الذي يدفع أبناءنا للطموح العلمي والتميّز العملي، والكمال الأخلاقي، والخدمة لمجتمعهم ووطنهم.

وأبان أن مجتمعاتنا عانت لزمن طويل من وجود تيارات تعصبية متشددة، تدعي احتكار الحقيقة الدينية، وتمارس وصايتها على الناس، وتسعى لإلغاء وإقصاء من خالفها.

وتابع: تنطلق هذه التوجهات من سوء فهم للدين، أو سوء استغلال لعنوانه من أجل الهيمنة والتسلط على الآخرين.

وأضاف: لقد عرقلت هذه التوجهات مسيرة التنمية في مجتمعاتنا، وكرست حالة التخلف، بالتحفظ تجاه كل جديد، ومخالفة أي تطوير، والتشكيك في أي انفتاح على معطيات العلم وتجارب الحياة.

ومضى يقول: في غفلة من الزمن تغلغلت هذه التوجهات في مختلف المواقع، وامتلكت النفوذ والتأثير، وأسست لحالة الانقسام المجتمعي برفضها الاعتراف بالتنوع الديني والمذهبي والفكري، واتهامها سائر مكونات المجتمع بالكفر والشرك والابتداع والضلال.

وتابع: وسعوا إلى حرمان الوطن من الاستفادة من طاقات وكفاءات بعض أبنائه، بالتشكيك في دينهم وولائهم، حيث كان هؤلاء المتعصبون يصنفون الناس حسب مسطرتهم، ويفصلون الوطن على مقاسهم.

للمشاهدة:

 

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1527