الشيخ الصفار يدعو لإنشاء مؤسسات تهتم بالشباب وتحميهم من الأخطار
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن وجود مؤسسات ولجان في المجتمع تهتم بالشباب وترعاهم ضامن ألا ينساقوا إلى الأعمال الشريرة والتوجهات السيئة.
وتابع: الشباب الذين ينتمون للمؤسسات واللجان التي تشعرهم بذواتهم وتمنحهم دورًا يكونون أبعد عن الأنشطة الضارة بهم وبمجتمعهم.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سماحته في ديوانية الثقلين بصفوى مساء الأربعاء ليلة الخميس 26 رمضان 1443هـ الموافق 27 أبريل 2022م، ضمن الأمسية القرآنية السنوية.
وأوضح سماحته أن وجود مؤسسات ولجان تهتم بالقرآن الكريم في المجتمع يحقق اغراضا كثيرة كبيرة، منها تحصيل معالم الهداية واقتباسها من القرآن الكريم.
وتابع: القرآن هو مصدر النور في حياة وقلوب المسلمين، وحينما يكون هناك اهتمام بقراءة القرآن وتلاوته والتدبر في آياته ونشر معارفه، فذلك يعني ترسيخ معارف القرآن ومعانيه في نفوس أبناء المجتمع.
وأبان أن من أغراض وجود هذه المؤسسات، حماية المجتمع، بتربية أبنائه من الجيل الشاب الصاعد على الخلق القويم والسلوك السليم.
وتابع: كلما مرت أحداث بالمجتمع تتجلى أهمية هذا الغرض من مثل هذه المؤسسات والأنشطة.
وأضاف: في هذا العصر أصبح الاهتمام بالأبناء والأجيال الصاعدة امرًا أكثر ضرورة وإلحاحًا.
وأشار إلى ما يعيشه الأبناء من انفتاح على وسائل الاعلام ومواقع التوصل الاجتماعي، مبينًا أنهم يعيشون في حياة مفتوحة الأبواب والنوافذ على مختلف المجتمعات، ومختلف أنماط السلوك، ولهذا فهم معرضون للاستقطاب للتوجهات المنحرفة.
وأضاف: إننا نعيش في عصر أصبح فيه الانحراف والفساد تجارة ومصدر ربح لمؤسسات وشركات ومافيات وعصابات تعمل على مستوى العالم.
وبيّن أن من مظاهر هذا الخطر تجارة المخدرات ونشرها في أوساط مختلف الفئات والأعمار.
وقال: تجارة المخدرات اليوم تدر أرباحًا هائلة على من يقوم بها رغم وجود قوانين دولية، وللحكومات قوانينها ونشاطها في محاربة هذه الآفة الضارة بأبناء المجتمع الإنساني.
وتابع: لكن من يعمل في هذه التجارة يستسهل هذه المخاطر ويستخدم لها وسائل وطرق شيطانية كتهريبها عبر الأمعاء ونسخ من القرآن وضمن الفواكه.
وتساءل: لماذا هذا الإصرار على نشر المخدرات وإشاعتها في هذه الشعوب والمجتمعات؟
وأجاب سماحته بأن هناك الهدف المادي المصلحي، وهناك هدف إغواء أبناء هذه الشعوب وتوجيههم للاتجاه الخطأ.
وتابع: إن انتشار المخدرات يعني تدمير المجتمع في كل المجالات، فمن يتورط في هذا المنزلق لا يبقى لحياته ووجوده قيمة، بل يصبح كتلة من الشر والضرر على نفسه ومن حوله.
وأضاف: وأعداء هذه المجتمعات يريدون بمجتمعاتنا سوءً وشرا، لذلك يساعدون على ترويج هذه الآفة في مجتمعاتنا.
وعن العلاج الأفضل قال سماحته: الوقاية خير من العلاج، فكم من عائلة غفلت عن أبناءها فوجدتهم بعد حين في هذه المستنقعات؟
وتابع: ومن الطرق التي ينبغي ان نهتم بها لمواجهة هذه الآفة وأمثالها وجود مؤسسات تحتضن الأبناء، فكل مؤسسة تكوّن نسبة من الضمان والحصانة لأبناء المجتمع.
وأضاف: إن وجود أي جمعية خيرية أو مؤسسة دينية او لجنة اجتماعية أو نادي رياضي يرفع نسبة الحصانة في المجتمع.
وأشار إلى أن وجود الأعمال والأنشطة الإيجابية تكون على حساب الأنشطة السلبية، مستشهدًا بقوله تعالى ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾.
وأشاد سماحته باللجان القرآنية، وبيّن أن الذين اخذوا على عاتقهم الاهتمام القرآن وتعليم قراءته وتلاوته وحفظه والتدبر فيه يحققون درجة كبيرة من الضمانات لأبناء المجتمع.
ومضى يقول: من هنا نكبر دورهم، وينبغي أن نشعر بأهمية دعم هذه المؤسسات ماديًا ومعنويًا، وتشجيع الأبناء للانتماء إليهم، حتى تقوم بدورها بالشكل الأفضل.
هذا وقد شارك في الأمسية التي قدمها الأستاذ محمد الداوود، كل من القارئ سعيد العيسى، والقارئ حسين مكي الأبيض، والقارئ الشبل علي آل فريد، بالإضافة لموشح للقارئ حسن آل عبدربه.