الشيخ الصفار يحذّر المتمولين من هوس تكديس الثروة
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار أن يصاب الإنسان بهوس جمع المال والثروة لمجرد الاستمتاع بتكديسها بين يديه، وتحت سلطته، دون أن يحرك تلك الثروة وينفق منها.
وتابع: هناك من يرتاح ويتلذذ بتضاعف أرقام حساباته وقيمة ممتلكاته، ويتفاخر بذلك دون أن يكون لها دور في الارتقاء بحياته وإسعاد آخرته.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 19 شوال 1443هـ الموافق 20 مايو 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: "هوس تكديس الثروة"
وابان سماحته أن حب المال والثروة نزعة متجذرة في نفس الإنسان منبثقة من حب الذات، وأنها نزعة إيجابية في أصل وجودها لأنها تدفع الإنسان إلى العمل والسعي والإنتاج وإعمار الأرض.
وأوضح أن الإنسان يستهدف من اكتساب المال والثروة تلبية حاجاته ورغباته، وتيسير أمور حياته، كما يحصل على مكانة اجتماعية بمقدار ماله وثروته.
وأضاف: وإذا كان يحمل تطلعات إنسانية وقيميّة يستفيد من ثروته في خدمة تلك التطلعات.
واستدرك: لكنّ قد يصاب الإنسان بهوس جمع المال والثروة، فتكون لديه ثروات وأموال فوق حاجته لكن إنفاق شيء منها يصيبه بالقلق والخشية، مهما كانت الأموال التي في حوزته طائلة.
وتساءل سماحته: ماذا ستكون نتيجة الهوس بجمع المال والثروة؟
وبيّن أنه سيفارق هذا المال أو أن المال يفارقه، وقد نال السمعة السيئة ببخله، وعّرض نفسه لشقاء الآخرة وعذاب الله تعالى.
وعن سبب إصابة الإنسان بهذا الهوس وشدّة حالة البخل لديه، قال سماحته: تفيد الآيات القرآنية أن ذلك ناشئ من الطبيعة الذاتية للإنسان إذا لم يسعى لتهذيبها وترشيدها.
وتابع: إذا انساق الإنسان مع الرغبات والأهواء دون أن يستثير وجدانه وعقله، ودون الاهتداء بالتوجيهات الإلهية، فإنه مهيئ لهذا النمط من السلوك.
وأشار إلى أنه نتيجة لهذا الهوس يختلق الإنسان في نفسه مبررات للبخل وعدم الانفاق. مؤكدًا أن آيات القرآن سلطت الأضواء على كثير من هذه التبريرات المختلقة لتنبه الإنسان من الوقوع فيها.
ولفت إلى أن بعض الناس يرجئ الإنفاق إلى الحصول على مستوى أفضل من الثروة، لكن حالة الشحّ حين تتمكن من نفسه قد لا تسمح له بالإنفاق حتى مع زيادة ثروته.
وذكر أن بعضهم يحمّل الآخرين مسؤولية الانفاق، أو يتفلسف في عدم الإنفاق بأن الله تعالى لو كان يريد إغناء هؤلاء الفقراء فهو قادر على ذلك.
مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿... أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ ...﴾.
وأشار إلى أن البعض يبرر عدم مساهمته في المشاريع الخدمية بأن ذلك مسؤولية الحكومة، ويحرم نفسه من المشاركة في خدمة وطنه ومجتمعه.
ولمّح إلى أن البعض حينما يطلب منه دعم شيء من أعمال الخير يتردد في الاستجابة، ويتساءل عن دور الأوقاف والحقوق الشرعية.
وحذّر سماحته من هذه الأقوال لأنها تبريرات تكرّس حالة الشحّ والبخل عند الإنسان.