الصفّار ينبّه الشيعة قبل عاشوراء: اتقوا الله في سمعة مذهبنا ومجتمعنا

صحيفة صُبرة الالكترونية القطيف

 

دعا الشيخ حسن الصفار المواطنين الشيعة إلى التمسك بالخصوصية المذهبية والثقافية، والحذر من إعطاء فرصة لمن يريد استغلال شعائر عاشوراء في “إساءة العلاقة بيننا وبين محيطنا الوطني والإسلامي والعالمي”.

دعوة الشيخ الصفّار جاءت في سياق خطبته ـ ظهر اليوم ـ في المسجد المعروف بـ “مسجد الرسالة” بمحافظة القطيف، مستبقاً دخول شهر محرم، ليخاطب مجتمع المواطنين الشيعة. وحسب بيان تلقّته “صُبرة” من مكتبه ـ قبيل مغرب اليوم ـ فإن الصفار قال إن “الشيعة معنيون بحسن التقديم لأنفسهم ورسم صورتهم أمام المجتمعات الأخرى في المحيط المحلي والعالمي”. وحملت خطبته عنوان “موسم عاشوراء واليوم العالمي للتنوع الثقافي”.

وقال “علينا في خطاباتنا ومراسيم عزائنا أن ندرك أن العالم يرانا ويسمعنا، وأن هناك من يريد استغلال أي ثغرة لتشويه صورتنا، ولإساءة العلاقة بيننا وبين محيطنا الوطني والإسلامي والعالمي”. وأضاف “علينا أن نتقي الله في سمعة مذهبنا ومجتمعنا، وأن نحرص على تقديم أنقى صورة وأفضل سيرة”. وقال “إذا كان من حقنا على الآخرين أن يحترموا خصوصيتنا فإن من واجبنا أن نحسن تقديم أنفسنا لهم”.

ووصف الصفار كلام القائلين “لا يهمنا ما يقول الآخرون عنّا، ولا عن نظرتهم إلينا” بأن “هذا الكلام غير صحيح، لأن أئمتنا يقولون خلاف ذلك”. واستشهد بقول الإمام الصادق: «مَعَاشِرَ اَلشِّيعَةِ، كُونُوا لَنَا زَيْناً، وَلاَ تَكُونُوا عَلَيْنَا شَيْناً، ﴿قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً، اِحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَكُفُّوهَا عَنِ اَلْفُضُولِ، وَقَبِيحِ اَلْقَوْلِ» وأقوال أخرى عن الأئمة في نفس السياق.

وأشار الصفار إلى احتفال الأمم المتحدة يوم غدٍ 29 يوليو يومًا عالميًا للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، والعمل على نشر ثقافة التنوع وقبول الآخر، وإرساء قيم الحوار ونبذ الكراهية والعنصرية. وعلّق على المناسبة بقوله “إذا كان قبول التنوع مطلوباً على المستوى العالمي فهو أكثر إلحاحاً على مستوى الأوطان، أن تتقبل الأطياف في الوطن على اختلافها المذهبي والثقافي بعضها بعضاً، فلكل مجتمع خصائصه الثقافية ضمن الإطار الوطني العام”.

وتطرق إلى احتفال الشيعة بموسم عاشوراء بوصفه “خصيصة دينية ثقافية في مذهبهم وتقاليدهم”، و “على الآخرين أن يتفهموهم ويقبلوهم كما هم”، مشيداً بتوجّهات قيادة الوطن الحكيمة، مؤكدًا أن سياستها مكنت الوطن من تجاوز أجواء التطرف والتعبئة الطائفية، وأن المملكة تقوم اليوم بدور عالمي لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات”.

وعن موسم عاشوراء الذي يحلّ قريبًا أوضح الصفار أن الناس تشارك طواعية بالحضور في المساجد والحسينيات والمجالس والمواكب، ليستمعوا إلى المحاضرات الدينية، ويرددوا الشعارات الحسينية، وليبذلوا من جهدهم ووقتهم ومالهم من أجل إحياء ذكرى هذا الرمز الديني العظيم”.