الشيخ الصفار يدعو القيادات الدينية إلى دراسة علم الاجتماع الديني
ويقول إن أبحاث علم الاجتماع الديني تعزز مبدأ التعارف بعيدا عن التعميمات النمطية.
ويرى أن من شأن الدراسات الإجتماعية معالجة الثغرات في الظواهر الدينية.
ويقول إن تباين البيئة المجتمعية يقود لاختلاف أنماط التدين وتفاوت فتاوى الفقهاء.
ويحثّ الجامعات العربية والإسلامية إلى التعمق في دراسة علم الإجتماع الديني.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار علماء الدين والمتصدين للعمل الديني إلى دراسة علم الإجتماع الديني اعتمادًا على مناهج البحث الحديث حتى يكون عملهم الاجتماعي قائما على التخطيط والمعرفة.
وفي محاضرته العاشورائية الثانية مساء السبت 1 محرم 1444هـ الموافق 30 يوليو 2022م بمجلس المقابي في مدينة القطيف قال الشيخ الصفار "تفيدنا أبحاث علم الاجتماع الديني في تحقيق مبدأ التعارف بين الجماعات الدينية بعيدا عن النقولات التراثية والتعميمات النمطية.
ودعا سماحته علماء الدين والخطباء والقائمين على المؤسسات الدينية إلى دراسة واقع المجتمع وخاصة في المجال الديني، اعتمادًا على مناهج البحث في علم الاجتماع.
وتابع بأن ذلك كفيل بجعل العمل الديني قائما على أساس من التخطيط ومعرفة الأولويات وحجم المشاكل بلا تهوين ولا تضخيم ومعرفة مخرجات العمل الديني ومدى تأثيره وتفاعل المجتمع مع أطروحاته.
وأمام حشد من المستمعين رأى أن من المهم دراسة الظواهر الدينية في مجتمعنا دراسة تطبيقية ميدانية، لنعرف كيف نشأت وكيف تطورت، وكيف نتعامل معها توجيهًا وترشيدًا.
ورأى أن من شأن ذلك معالجة الثغرات في الظواهر الدينية، وتقوية الجوانب الإيجابية كظاهرة صلاة الجماعة والحج والخمس وإحياء الشعائر الحسينية.
وقال إن هناك تأثيرا متبادلا بين الدين والواقع الاجتماعي "فكما أن للدين دورًا وتأثيرًا في توجيه الواقع الاجتماعي، فإن للواقع دورًا وتأثيراً في طريقة فهم الدين وأساليب تطبيقه".
وأشار في السياق إلى اختلاف أنماط التدين بين مجتمع وآخر من نفس الدين ونفس المذهب اضافة إلى تفاوت فتاوى الفقهاء قديما وحديثا تبعا للبيئة الإجتماعية التي عاشوا فيها.
وتناول الشيخ الصفار ضعف الاهتمام بهذا الحقل من الدراسات في الاجتماع الديني وندرة الأعمال المؤلفة أو المترجمة فيه التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد وفقا للمختصين.
وقال سماحته إن المتوقع من أقسام علم الاجتماع في جامعاتنا العربية والإسلامية أن يتجهوا للإبداع وأن يجتهدوا في تقويم النظريات العلمية المنتجة غربياً، وأن ينتجوا ما يشكّل إضافة لهذا الحقل العلمي المهم.
وأضاف القول نحتاج للتوجه لدراسة المجتمع وتحليل الظواهر الاجتماعية فيه، بما يخدم عملية الفهم للواقع والعمل على تطويره، مشيراً إلى نموذج الدكتور علي الوردي في دراسة المجتمع العراقي.
ودعا أقسام علم الاجتماع في جامعاتنا العربية والإسلامية أن يتجهوا للإبداع، وأن يجتهدوا في تقويم النظريات العلمية المنتجة غربياً.
لمشاهدة المحاضرة، بعنوان: (علم الاجتماع الديني)