الشيخ الصفار: علماء الدين ليسوا فوق النقد الموضوعي البنّاء
ويقول إن علماء الدين يتحملون مهمة استكشاف الرأي الديني المواكب لتطورات الحياة.
ويرى الحالة الدينية في خطابها وسلوك رموزها هي حالة بشرية ليست فوق النقد.
ويشدد على ضرورة أن يكون النقد بنّاءً موضوعيا بعيدا عن التجريح والازدراء.
ويقول إن الانصاف يقتضي الإشادة بشخصيات العلماء المصلحين الورعين.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار علماء الدين إلى التحلي بسعة الصدر أمام حالات الإعتراض والنقد الموضوعي التي تطال عملهم والتعاطي معها بإيجابية اقتداء بالنبي الأكرم.
وضمن محاضرته العاشورائية الخامسة مساء الثلاثاء 4 محرم 1444هـ 2 أغسطس 2022م بمجلس المقابي في مدينة القطيف قال الشيخ الصفار " أن النقد حق مشروع فالحالة الدينية سواء في خطابها، أو مواقفها، أو سلوك وأداء رموزها، هي حالة بشرية ليست فوق النقد".
وتابع القول "إن عدم النقد مضر لأنه يؤدي إلى استمرار ما يحتمل أنه خطأ".
وشدّد سماحته على ضرورة أن يكون النقد بنّاءً موضوعيا بعيدا عن التجريح والازدراء والقاء الاتهامات جزافا.
ودعا علماء الدين إلى التحلي بسعة الصدر أمام حالات النقد والإعتراض اقتداء بالنبي الأكرم الذي درج على استيعاب سلوك الأعراب الذين طالما جابهوه بالاعتراض الخشن.
استغلال الموقع الديني
وقال الشيخ الصفار إن المفترض بعلماء الدين أن يكونوا قدوات للناس في التزامهم بقيم الدين وأحكامه لكن عالم الدين يبقى بشرًا معرّضًا لمختلف النوازع الشهوانية وقد يستغل موقعه في خدمة مصالحٍ ذاتية.
وتناول جانبا من مظاهر استغلال الموقع الديني المتمثل في توظيف الدين لخدمة المصالح والأغراض "وقد عانت الأمة من وضاعي الحديث ومفسري آيات القرآن، بما يخدم سياسات الحكام السابقين".
إضافة إلى سوء التصرف في المال العام كالحقوق الشرعية والتعالي على الناس والتميّز عليهم باسم الدين علاوة على انعكاس الصراعات في أوساط العلماء سلبا على المجتمع.
وتابع بأن القرآن الكريم تحدث عن انحرافات علماء اليهود والنصارى، ليس لمجرد التشهير بهم، وإنما لتقديم الدرس والعبرة للمسلمين حتى يفتحوا أعينهم على علمائهم.
في مقابل ذلك رأى سماحته إن الانصاف يقتضي الإشادة بشخصيات العلماء المصلحين الورعين، وبالمواقف النبيلة التي سجلوها، والعطاء العلمي والاجتماعي الذي قدموه.
ومضي يقول: إن مهمة استكشاف الرأي الديني مع بعد زمن النص وكثافة تطورات الحياة مهمة صعبة يقوم بها العلماء الواعون.
وأشار الشيخ الصفار إلى ضرورة التواصل والتشاور بين علماء الدين وذوي الرأي في المجتمع "فلا يصح أن يشعر عالم الدين بتضخم الذات وأنه في غنى عن رأي الآخرين".
واضاف إنّ من الخطأ الاستبداد بالرأي، واحتكار القرار، فيما يرتبط بالشؤون العامة ومصلحة الناس، في القضايا الدينية والاجتماعية.
لمشاهدة المحاضرة: