الشيخ الصفار: "التديّن الزائف" خطر يواجه المجتمعات المتدينة
ويقول إن بعض الزهّاد اختلقوا الأحاديث لاجتذاب الناس للدين بزعمهم.
ويعتبر مهمة تنقيح التراث الديني مهمة صعبة نتيجة الممانعة الكبيرة.
ويشيد بالجهود العلمية الكبيرة لفرز الروايات الموضوعة والضعيفة.
رأى سماحة الشيخ حسن الصفار إن أخطر ما يواجه المجتمعات المتدينة هو "التديّن الزائف" الذي يدفع بعض العلماء والزهّاد لاختلاق الأحاديث بغرض اجتذاب الناس نحو الشعائر والممارسات الدينية بزعمهم.
وقال الشيخ الصفار في محاضرته العاشورائية العاشرة مساء الأحد 9 محرم 1444هـ الموافق 7 أغسطس 2022م إن الأحاديث المختلقة والمدسوسة هي مصدر التشويه للفكر الديني والثقافة الإسلامية، وهي وقود الفتن والخلافات بين المسلمين ومنبع التوجهات الإرهابية والمتطرفة.
وأمام حشد من المستمعين الذين اكتظت بهم قاعات مجلس المقابي في مدينة القطيف قال سماحته "حينما جاء الإسلام فإن المهمة الأولى التي اتجه إليها لم تكن تشريع العبادات والشعائر، وإنما إعلاء صياغة عقلية الإنسان، وتحريره من الخرافات والأوهام، فبداية الوحي ﴿اقرأ﴾.
وأضاف موضحًا: إن الصلاة شرّعت في السنة التاسعة بعد النبوة، والصوم في الثانية للهجرة، بينما شرّع الحج في السنة التاسعة للهجرة.
وتحدث سماحته عن تأكيد الإسلام على تحرير إدارة الإنسان، فقد خلقه الله مريدًا حرًا، وهو يجب أن يكون صاحب القرار في اختياراته ومواقفه، ولا يقبل منه أن يكون إمعة تابعًا لأسلافه او زعماء قبيلته، او التيار السائد في مجتمعه.
ووصف "التديّن الزائف" بأنه أخطر ما يواجه المجتمعات المتدينة نتيجة تورط بعض العلماء والزهّاد في اختلاق الأحاديث بغرض اجتذاب الناس نحو الشعائر والممارسات الدينية بزعمهم.
وذكر في السياق بأن هذا ما فعله الأمويون ضمن سعيهم لإحياء الثقافة الجاهلية والعودة بالمجتمع الإسلامي إلى الوراء.
وتابع بأنهم شجعوا على قيام حركة واسعة لاصطناع الأحاديث والروايات ونسبتها لرسول الله تحقيقًا لأغراض سياسية ومصلحية إلى جانب تفسير الآيات القرآنية على غير وجهها.
وأشاد الشيخ الصفار بالجهود العلمية الكبيرة التي بذلها العلماء المصلحون من السنة والشيعة لفرز الروايات الموضوعة والضعيفة وتمحيص رواة الأحاديث.
واستدرك بأن مهمة تنقيح التراث الديني تواجه ممانعة كبيرة من بعض الأوساط التي ترفض أي مقاربة نقدية لهذا التراث.
مكافحة المفاسد الاجتماعية
وفي سياق مختلف دعا سماحة الشيخ الصفار إلى التصدي للمفاسد الاجتماعية خاصّا بالذكر آفة انتشار المخدرات التي تواجه مجتمعاتنا في هذا العصر وتفتك ببعض أبناء وبنات المجتمع.
وحذّر سماحته بأن الحديث عن خطر المخدِّرات على أبنائنا لم يعد حديثا عن خطر قادم، بل بات خطرا محدقا وقائما رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الدولة في مكافحته.
وحثّ على التعامل الواقعي مع المشكلة بالاعتراف بوجودها، وإطلاق مبادرات أهلية لمواجهتها وتشكيل لجان مختصّة، تحت مظلّة الجمعيات الرسمية، ومراكز التنمية، أو قيام جمعيات أهلية جديدة مرخصة.
وتناول سماحته نماذج من تجارب العمل الأهلي في التصدي لهذا الآفة ومنها جهود الشباب التائبين من الإدمان الذين يعملون مرشدين لمساعدة المدمنين على التخلّص من المخدِّرات حتى يعيشوا أسوياء مثل غيرهم.
لمشاهدة المحاضرة
https://www.youtube.com/watch?v=cWzqhA3NMH0