التعصب للرأي يمنع الانفتاح على الآخر
الصفار مطالباً بتفهم خلفية مواقف المخالفين، بيان نشر في جريدة عكاظ في عددها 1746 الأربعاء 29/2/1427هـ للكاتبة هبة الزاهر مشيرة إلى ورقة العمل التي قدمها سماحة الشيخ حسن الصفار في المؤتمر الذي أقيم في الكويت بعنوان (نحن والآخر)، وفيما يلي نص البيان...
أكد الشيخ حسن الصفار أن اختلاف الرأي ظاهرة طبيعية في حياة البشر ولا يصح أن تكون سببا للتعادي والتخاصم بل ينبغي أن تستثمر لصالح تكامل المعرفة واكتشاف الحقيقة وإثراء الساحة الثقافية. جاء ذلك في ورقة عمل قدمها الصفار بعنوان «ثقافة الاختلاف» في مؤتمر أقيم بالكويت مؤخرا تحت عنوان «نحن والآخر» مشيرا إلى أن أفضل خدمة يقدمها أي شخص للرأي الذي يؤمن به هو حسن تعامله مع الآخرين ليقدم بسلوكه الطيب أنموذجا مقبولا لأفكاره وليكون بسيرته الصالحة داعية لآرائه.. أما أسلوب العداوة والتشدد فهو يسيء للتوجه الذي ينتمي إليه. وقال الصفار في مشاركته بالمؤتمر إن بعض الناس يبالغون في الغضب لأرائهم ويفرطون في الثقة بها بحيث لا يفسحون أي مجال أو يعطون أية فرصة للرأي الآخر ويعتقدون أنهم على الحق المطلق دائما وغيرهم على الباطل في كل شيء.. وينتج عن هذه الحالة غالباً موقف التطرف تجاه المخالفين. وأضاف أن التعصب المطلق للرأي والتشنج تجاه آراء الآخرين يمنع الإنسان من الانفتاح على الرأي الآخر ومن الاستماع إليه والاطلاع عليه رغم انه قد يكون الرأي الصحيح والصائب. ودعا إلى الاعتدال قائلا انه حين يعتقد الشخص بأحقية رأي معين ويجد آخرين يخالفونه ذلك الرأي ينبغي عليه ألا يتهمهم بالمروق وإنما يجب أن يتفهم ظروفهم وخلفية مواقفهم فلعل لديهم أدلة مقنعة على ما يذهبون إليه أو يجهلون الرأي الحق لقصور في مداركهم ومعلوماتهم أو يعيشون ضمن بيئة وأجواء تحجب عنهم الحقائق أو هناك شبهات تشوش على أذهانهم وأفكارهم.