الشيخ الصفار يدعوا لاستحضار ثقافة الأمل والعمل على اختراق المشكلات

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لاستحضار ثقافة الأمل والعمل على اختراق المشكلات، مؤكدًا أهمية إشاعة هذه الثقافة في البيوت بين الأبناء والبنات، وفي الأجواء العامة للمجتمع، "كجزء من ثقافتنا الدينية ووعينا بواقع الحياة".

وتابع: اليأس من روح الله مظهر من مظاهر الكفر، ذلك أن المؤمن بقدرة الله وعلمه ورحمته لا يسمح لليأس أن يسيطر على نفسه.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 28 محرم 1444هـ الموافق 26 أغسطس 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: اختراق المشكلات.

وأشار سماحته إلى أن الإنسان يودّ أن يعيش حياة هادئة هانئة بلا مشاكل ولا صعوبات، ويتمنى ان يكون طريق حياته مفروشًا بالورود والرياحين، يخلو من العراقيل والعقبات.

وتابع: لكن هذه الأمنية التي تدغدغ نفس كل إنسان ليست قابلة للتحقق، لأنها تخالف طبيعة الحياة التي تحكمها سنن وقوانين، ولا تسيّرها الرغبات والأمنيات.

وأضاف: فعلى الإنسان أن يهيئ نفسه لمواجهة مشاكل الحياة، وأن يقرر نهجًا واسلوباً للتعامل معها.

وبيّن أن على الإنسان حين يواجه مشكلة ألا يستسلم لها وألا ينهزم أمامها، بل عليه بالدرجة الأولى أن يفكر في معالجة المشكلة وفي التغلب عليها.

وذكر أن كثيرا من المشاكل قابلة للحل. فليست كل مشكلة لا يمكن معالجتها. "لكن ذلك رهن بتوجه الإنسان لحل المشكلة ولمواجهتها. على الصعيد الفردي والاجتماعي".

وأوضح أن قسمًا كبيرًا من المشاكل التي يواجهها المجتمع قابلٌ للحل. بشرط أن تكون هناك إرادة لمواجهة المشكلة وحلها.

وتابع: بعض الناس أفرادًا ومجتمعات يكتفون بالتأوه والتألم ويتحدثون عن معاناتهم ومظلوميتهم ويجترون الغبن ويقفون عند هذا الحد.

ومضى يقول: هناك نهج سليم في التعامل مع أي مشكلة يبدأ بدراسة المشكلة دراسة موضوعية سواء كانت مشكلة صحية أو اقتصادية أو اجتماعية.

وبيّن أن دراسة المشكلة تعني التأكد من حقيقة وجودها ومن حدود حجمها، ذلك أن بعض المشاكل تكون صنيعة وهم الإنسان، ولا وجود حقيقي لها، وتشير بعض التقارير الطبية مثلاً إلى شياع الأمراض الوهمية.

وشدد على أهمية تحمل المسؤولية. بأن "يعترف الإنسان بمدى مسؤوليته في حدوث المشكلة".

وتابع: هذه المشكلة التي تعيشها قد تكون بسبب خطئك وتقصيرك. لعلك مسؤول عن جزء من المشكلة. تحمل مسؤوليتك وغير من ذاتك، وأسلوبك.

وأضاف: الإنسان قد يغالط نفسه، ويلقى باللائمة على الآخرين، ويحملهم كامل المسؤولية، مبرئاً نفسه.

ودعا للتفكير في الحلول للمشكلات، انطلاقاً من أن لكل مشكلة حلاً، ومن الايمان بطاقة الإنسان الخلاقة وقدرته العقلية الثاقبة. رافضًا أن يقع الإنسان تحت هيمنة العواطف والانفعالات وإنما يرجع إلى عقله وفكره.

وحثّ أن يبذل الإنسان جهده عمليًا لمواجهة المشكلة.

وقال سماحته: إن على الإنسان أن يسعى لاختراق المشكلة التي تواجهه، بالبحث عن الحلول والمعالجات، والاستمرار في السعي للتغلب على المشكلة.

وتابع: أسوأ ما يقع فيه الإنسان تجاه أي مشكلة هو سيطرة اليأس والإحباط على نفسه، مما يشل تفكيره ويوقف حركته.

وفي جمع من المصلين قال سماحته: إن أبناءنا وبناتنا وهم يدخلون معترك الحياة بحاجة إلى من يرفع معنوياتهم، ويرشدهم إلى أفضل السبل لمواجهة المشكلات، حتى لا يقعوا ضحايا اليأس والإحباط، والمواقف الانفعالية في إدارة شؤون حياتهم الفردية والعائلية والاجتماعية.

العام الدراسي الجديد

وبمناسبة قرب بدأ العام الدراسي الجديد حث سماحته على الاستعداد والتهيؤ النفسي لقدومه، مؤكدًا على استقبال العام الدراسي الجديد بإشاعة أجواء الابتهاج والفرح في نفوس أبنائنا وبناتنا ليبدأوا عامهم الدراسي برغبة وشوق.

وتابع: وكذلك في أوساط المعلمين وإداريي المدارس، ليستأنفوا مهمتهم بجدية وإخلاص، فأجيال المستقبل أمانة في أعناقهم.

وأبان أن للتحفيز والتشجيع أثرًا كبيرًا في نفوس الأبناء والبنات، رافضًا تضخيم الملاحظات والانتقادات على الحالة التعليمية أمامهم، ومؤكدًا على وجوب إبراز الإيجابيات والفوائد التي يكسبونها من خلال تفاعلهم الدراسي.

وقال: حق للأسرة أن تبتهج لأن أبناءها يقطعون شوطًا دراسيًا جديدًا، ويتقدمون خطوة على طريق العلم والمعرفة.

ولفت إلى أن للأسرة دورًا أساسًا في صناعة البهجة وبعثها في نفوس الطلاب والطالبات من أبنائها، والذين قد يشعرون بثقل الالتزام الدراسي بعد أن عاشوا فترة راحة وخلو من الالتزام أيام العطلة الصيفية.