الشيخ الصفار مؤبنًا عبدالمقصود خوجة:
وظف إمكاناته في خدمة الثقافة وكان يبحث عن ذوي الكفاءات ويبادر للتواصل معهم
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الراحل الشيخ عبدالمقصود خوجة لم يكن ينتظر الفرص العفوية للتعرف على الآخرين من ذوي الرأي والكفاءة، ولا كان ينتظر أن يقصده الآخرون لمكانته ووجاهته.
وتابع: بل كان يبحث عن ذوي الكفاءة والرأي، ويبادر للتواصل معهم والتعرف عليهم، ومن ثم يبدأ مشوار العلاقة التي يحرص على استمرارها وتفعيلها.
جاء ذلك خلال كلمة سماحته ضمن حفل التأبين الذي أقامه منتدى الثلاثاء الثقافي مساء يوم الثلاثاء 3 صفر 1444هـ الموافق 30 أغسطس 2022م وحضره حشد من المثقفين والأدباء.
وأوضح سماحته أن التواصل بين أبناء المجتمع قيمة إنسانية ودينية ووطنية، خاصة في أوساط النخب الاجتماعية، فهم ذوو الرأي والتأثير.
وتابع: حينما يتواصلون فيما بينهم تتاح لهم فرص التشاور وتداول الرأي وانضاجه، ويشيعون أجواء التواصل والتقارب على المستوى الاجتماعي العام.
وأشار إلى أن أهمية قيمة التواصل تتأكد حينما تظهر في المجتمع تيارات اقصائية تعصبية تنشر ثقافة الكراهية وتصنّف الناس بحسب توجهاتهم الفكرية والمذهبية وتحرّض بعضهم على بعض.
وتابع: هنا يأتي دور المثقفين الواعين في التبشير بثقافة التسامح والانفتاح، ومواجهة أفكار التعصب والانغلاق، وإطلاق مبادرات عملية للتلاقي والتواصل بين رموز التوجهات المختلفة والمكونات المتنوعة للنسيج الاجتماعي.
وأضاف: من الطبيعي أن تنتصب العوائق والعراقيل أمام مبادرات التواصل من قبل الجهات التي ترفض التسامح وتعادي الانفتاح.
ومضى يقول: قد حقق الفقيد الراحل الشيخ عبدالمقصود خوجة اختراقاً كبيراً ونجاحاً مهماً على هذا الصعيد.
وعن دور الراحل في الشأن الثقافي وتكريم الكفاءات قال سماحته: كان رحمه الله المبادر والمتصدي الأبرز على المستوى الأهلي الاجتماعي للقيام بهذا الدور فقد أسس منتدى (الاثنينية) قبل أكثر من أربعين عاماً، ليكرّم في أمسياته شخصية علمية أو أدبية كل أسبوع، حتى بلغ عدد الشخصيات التي قام منتدى الاثنينية بتكريمها أكثر من 500 شخصية معظمها من أبناء الوطن.
وتابع: وتتوزع هذه الشخصيات على خريطة الوطن وتنوعات ألوانه، من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه.
وأضاف: حينما تقرأ قائمة تلك الشخصيات التي كرمها تجد فيها السني والشيعي والسلفي والصوفي والليبرالي، وتجد المسؤول الحكومي، وعالم الدين، والمفكر والأديب، والطبيب والفيزيائي والفنان والإعلامي وسواهم.
وأبان أن الراحل وظّف مكانته وإمكاناته لخدمة الثقافة، بل كان في طليعة المهتمين بهذا الشأن حيث تصدى لطباعة عدد كبير من الأعمال الفكرية والأدبية لكبار المفكرين والأدباء في الوطن.
هذا وقد شارك في الحفل الذي أداره الإعلامي محمد الحمادي بالإضافة للشيخ الصفار كل من الأديب الشاعر السيد عدنان العوامي، والكاتب الشاعر محمد الجلواح، ورئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي محمد بودي، وصاحب ثلوثية المشوح الدكتور محمد المشوح. كما تم عرض فيلم قصير حول الدور الثقافي الذي مارسه المرحوم طوال حياته في دعم الثقافة والمثقفين، وألقى المشرف على المنتدى المهندس جعفر الشايب كلمة بهذه المناسبة.
هذا وكان سماحة الشيخ الصفار قد أصدر نعيًا بمناسبة رحيل الشيخ خوجة بتاريخ 23 محرم 1444هـ، كما شارك في مجلس العزاء بمنزل الفقيد الراحل في جدة، وقدّم العزاء لأسرته مساء يوم الجمعة 28 محرم 1444هـ.