الشيخ الصفار يدعو لاكتشاف المخرج من كل أزمة وعدم الخضوع لليأس

 

وجه سماحة الشيخ حسن الصفار نصيحة لمن يصاب بأزمة قاهرة "ألا يصاب بالإحباط واليأس، وأن يتحلى بالثبات والأمل ليكتشف المخرج من أزمته".

وتابع: النصوص الدينية والتجارب البشرية الناجحة عبر العصور تبعث برسائل الأمل وتحفّز للسعي الايجابي.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 6 صفر 1444هـ الموافق 2 سبتمبر 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: مخارج الأزمات.

وأوضح سماحته أن الإنسان قد يواجه عائقا قاهرا يصعب اقتلاعه وتجاوزه، اما لطبيعة ذلك العائق كالعاهات والاعاقات الجسمية، وأما لاستلزامه ظرفًا وقدرة لا يمتلكها الإنسان بالفعل.

وتابع: هنا يجب أن يتحلى الإنسان بالثبات والطمأنينة وبالتفكير الواقعي.

ورفض سماحته أن يصبح الإنسان أسيرًا للمشكلة التي لا يمتلك حلها بالفعل. داعيًا له أن "يخرج عن سيطرة المشكلة على نفسه ومشاعره، وأن يلتفت إلى سائر نقاط قوته، وإلى الإمكانات المتوفرة لديه، والفرص الأخرى المتاحة أمامه.

وأضاف: هنا سيحقق لنفسه تقدمًا ونموًا يعوّض عليه ما فقده، وقد يجد نفسه في موقع أفضل ومستوى أعلى من حالته قبل المشكلة.

ومضى يقول: لو قرأنا تاريخ العظماء والقادة البارزين لوجدنا أن كثيرا منهم كانت المحن والآلام طريقه إلى التألق والتقدم.

وتابع: لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، ولا نشأوا في أجواء فارهة مترفة، بل تحدوا المشاق والصعاب وحققوا المكاسب والانـجازات.

وأضاف: حتى أحب الخلق إلى الله نبينا محمد شاء الله له أن يعيش حياة الآلام والمتاعب قبل أن يبعثه نبيا.

وبيّن: أن في التاريخ المعاصر كثيرًا من الأشخاص أصابتهم المحن وحلت بهم الأزمات فكانت طريقهم إلى التقدم والتألق.

واستشهد بالكاتبة والإعلامية وخبيرة إدارة علاقات من أمريكا (ماكساين شنال) التي ألفت كتابًا تحت عنوان: (الشدائد تصنع الأقوياء).

وأبان أن الكتاب جاء من وحي تجربة ومعاناة مرت بها حين أصيبت ابنتها الشابة في حادث سيارة، فسببت لها إعاقة وشللا.

عوائد التقوى على الإنسان

وأشار سماحته إلى أن آيات قرانيه كثيرة تتحدث عن آثار التقوى وعوائدها على الإنسان في الآخرة وأنها سبيل النجاة من النار والعذاب، وطريق الفوز بالجنة ونعيمها الدائم.

واستدرك: لكن هناك آيات أخرى تتحدث عن آثار التقوى وعوائدها على الانسان في هذه الحياة.

وتابع: من أبرز وأهم تلك الآثار والعوائد ما تتحدث عنه الآيات الكريمة، أن التقوى تفتح أمام الانسان المخارج من أزمات الحياة وتحدياتها.

وأوضح سماحته أن البعض قد يفهم من هذه الآيات أن هناك تدخلاً غيبياً ينقذ الانسان المتقي من مشاكل الحياة وأزماتها.

ومضى يقول: لا يمكن إنكار إمكان التدخل الإلهي الغيبي فالأمور بيد الله تعالى.

وتابع: ما يمكن فهمه من مجمل النصوص والمفاهيم الدينية، أن التقوى تصوغ شخصية الانسان المتقي بشكل يؤهله لمواجهة تحديات الحياة بالطريقة المثلى والنهج السليم من خلال رؤيته العقدية، ونفسيته المطمئنة الواثقة وادائه السلوكي المنضبط المتوافق مع السنن والقوانين الإلهية.