الشيخ الصفار: القادة الالهيون يجتهدون في الارتقاء بوعي الناس
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن القادة الالهيين يلتزمون بقيم الرسالة الإلهية التي يحملونها، ويجتهدون في الارتقاء بوعي الناس إلى مستوى تلك القيم والمفاهيم.
وعرّف القادة الإلهيين بأنهم الذين يحملون رسالة الله تعالى لعباده، من الأنبياء والأئمة والأولياء.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 18 ربيع الأول 1444هـ الموافق 14أكتوبر 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: الارتقاء بوعي الناس نهج الأنبياء.
وأوضح سماحته أن في التاريخ الإنساني ظهر كثير من القادة الذين تبوأوا مواقع الزعامة في مجتمعاتهم، والتفَّ حولهم جمهور الأتباع.
وأبان أن هؤلاء القادة يمكن تصنيفهم إلى قادة إلهيين، يحملون رسالة الله تعالى لعباده.
وتابع: وهناك الزعامات التي تنطلق من طموحات ذاتية أو تطلعات اجتماعية كالسياسيين، وشيوخ القبائل، وقادة الحركات الفكرية والاجتماعية.
وأضاف: وهي غالبًا ما تتبنى ما يجذب إليها الناس، من أفكار وشعارات ومواقف، وإن كانت مجانبة للحق والصواب.
ومضى يقول: إن الطبيعة السائدة في جمهور الناس هي النزوع نحو الانفعال العاطفي على حساب التفكير العقلاني، والانشداد لعصبية الانتماء القبلي والعرقي والقومي والمناطقي والطائفي.
وتابع: وهناك طبيعة التمسك بالأعراف والتقاليد الموروثة، والقبول بالأفكار الساذجة والبسيطة على حساب الأفكار العلمية العميقة، والنزوع نحو الحسية أكثر من الأفكار النظرية التجريدية.
وأشار إلى أن تبني أي جهة ما يتماهى مع توجهات الجمهور وميوله، فإنها تكسب ولاء الجمهور وقبوله. وهذا ما تجيده الزعامات الدنيوية، وتوظفه في تحقيق زعامتها.
واستشهد بقول العالم الفرنسي (غوستاف لوبون) في كتابه (سيكولوجية الجماهير): «إن الجماهير لا يمكن تحريكها والتأثير عليها الا بواسطة العواطف المتطرفة، والشعارات العنيفة، وكذلك التكرار دون اثبات أي شيء عن طريق المحاجة العقلانية، والجماهير لا تعرف الا العواطف البسيطة والمتطرفة».
وقال: من هنا كانت الصعوبة بالغة في حركة الأنبياء والرسل، لأنهم يريدون الارتقاء بوعي الناس، وليس الاستجابة لرغباتهم وتوجهاتهم العاطفية الانفعالية.
وأبان أن الأنبياء خاضوا صراعًا ومعارك مستمرة ضد النزعات السلبية التي تظهر في مجتمعاتهم، حتى بعد قبولهم للدين الإلهي.
وبمناسبة ذكرى ميلاد النبي محمد قال إن النبي قد واجه كثيرًا من المعاناة في دعوته إلى الله وتبشيره بالقيم الإلهية.
وتابع: فقد كان البعض يضغط عليه لكي يهبط وينحدر إلى مستوى اوهامهم وخرافاتهم حتى يقبلوا دعوته.
وأضاف: لكنه وبتسديد الله تعالى له كان يرفض الاستجابة إلى ضغوطهم. وكانت الضغوط شديدة بحيث لو لا تسديد الإلهي، لكان استجاب لهم ولو بدرجة قليلة.
وأوضح أن القرآن الكريم حينما يتحدث عن مواقف الأنبياء الرافضة للضغوط والاغراءات الشعبوية، فإن من أغراضه تحذير حملة الرسالة وقادة الدين في كل عصر من الوقوع في هذا المطب.
وحذّر من الخضوع للتوجهات العاطفية الانفعالية للجمهور والتي تخلق فرصة سانحة لمن يريد ركوب الموج للأغراض والمصالح الدنيوية.
وتابع: إن الدعاة المخلصين الصادقين هم من يلجؤون إلى عون الله، وتثبيته لنفوسهم حتى لا يخضعوا لهذه الضغوط، ولو بعنوان ثانوي من أجل الاستقطاب والجذب، فإنه لا يطاع الله من حيث يعصى.
للمشاهدة: