الشيخ الصفار: من يصغي لصوت ضميره لا يتورط في ظلم أحد
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إنّ على الإنسان أن يصغي دائمًا لصوت ضميره، ونداء وجدانه، وخاصة في مجال علاقاته مع الآخرين، قريبين أو بعيدين.
وتابع: الإنسان الذي يصغي لضميره لا يتورط في ممارسة الظلم والجور على أحد، ولا تلتبس عليه الأمور، ولا يقع في فخ التبرير للخطأ والانحراف.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سماحته مساء الخميس ليلة الجمعة 17 ربيع الأول 1444هـ الموافق 13 أكتوبر 2022م في حفل مسجد المحسن بسيهات بمناسبة ذكرى ميلاد رسول الله بعنوان: إحياء الضمير والوجدان.
وبمناسبة ذكرى ميلاد رسول الله قال سماحته: إن المهمة الأكبر التي قام بها رسول الله هي تزكية النفوس وإزالة الشوائب وإيقاظ الضمير.
وتابع: لقد أرجع رسول الله الصحابي (وابصة) إلى ضميره، بقوله له: "البِرُّ ما سَكَنَتْ إليهِ النَّفْسُ، والإِثْمُ ما لمْ تَسْكُنْ إليهِ النَّفْسُ، وإنْ أَفْتَاكَ المُفْتُون" مؤسسًا له قاعدة أن الضمير يدل على المائز بين الخير والشر.
وحذر سماحته أن يستقوي أحد بالقانون ليسلب من آخر حقه، أو يستقوي زوج بالفتوى ليظلم زوجته.
ومضى يقول: إنّ بعض الناس قد يغالط ضميره، ويلتفّ على وجدانه، بالقيام بممارسات خطأ لا يقبلها ضميره ووجدانه، اعتمادًا على مبررات من خارج ذاته، كالاستناد إلى بعض الفتاوى والقوانين.
وتابع: هنا لا بُدّ من استحضار رقابة الله ومعرفته بما تخفي الصدور.
ولفت إلى أن الإنسان قد يجد نفسه أمام حالة التباس، في تحديد بعض الموارد والمواقف، فتختلط عليه الأوراق، إما لانشداده نفسيًّا، بدافع الرغبة والمصلحة، تجاه بعض الخيارات، أو لوجود أجواء اجتماعية، تؤثر على اختياره لهذا المورد أو ذاك.
وتابع: هنا على الإنسان أن يرجع إلى ضميره ووجدانه، ويأخذ بما يرشده إليه ويمليه عليه.
وتسائل: هل هناك أعظم من أن يصدر حكم قضائي من النبي محمد ، لكن الإنسان إذا كان يعلم أنه ليس صاحب حقّ، فإنّ الحكم النبوي لا يعفيه من المسؤولية أمام الله تعالى، ولا يحميه من عقابه.
واستشهد بقول رَسُولُ اَللَّهِ : إِنَّمَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَاَلْأَيْمَانِ، وَبَعْضُكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْئاً، فَإِنَّمَا قَطَعْتُ لَهُ بِهِ قِطْعَةً مِنَ اَلنَّارِ.
وأشار إلى أن الإنسان قد يستطيع أخذ ما ليس له بحق والناس قد تعذره لأن القانون معه، لكن هل سيستطيع أن يهرب من تأنيب ضميره؟ وماذا سيقول لله تعالى يوم يسأله وهو العالم بكل شيء؟
وشدد على أن المسألة فيها حساب وعقاب، داعيًا ليقظة الضمير فإن الله بالمرصاد.
وقال سماحته: قد ينسى الإنسان نفسه فيهين سائقًا يعمل عنده، أو عاملة تخدم في بيته، وهذا ظلم لا يجوز.
وتابع: يجب أن نعمل على إحياء ضمائرنا‘ حتى لا ننجر ولا نقع في مطبات الشيطان فنخالف هدي الله وأوامره فننال العذاب.
وأبان سماحته أن من أجلى النعم والميزات التي منحها الله تعالى للإنسان، القدرة على التمييز بين الخير والشر، بين الحسن والقبح.
وتابع: حيث أعطى الله تعالى للإنسان في هذه الحياة حرية اختيار طريقه نحو الخير أو باتجاه الشر، وحرية أداء أعماله التي يقررها حسنة أو سيئة.
وأضاف: لذلك زوّده الله تعالى بالعقل كقوة إدراك وتفكير، ليتأمل ما يواجهه من خيارات، ويستبين به الأمور، كما أودع في نفسه الضمير والوجدان، لتحفيزه نحو الخير، وتحذيره من الشر.
ومضى يقول: قد تختلف بعض مصاديق الخير والشر، والحسن والقبح، باختلاف ثقافات الناس وتقاليدهم، وبتطور الحياة الاجتماعية. لكن المبادئ والأصول تكون ثابتة.
هذا وقد بدأ الحفل بتلاوة القرآن الكريم بصوت الحاج محمد العيثان، وشارك الشاعر الأستاذ عبدالله آل إبراهيم، والأهازيج وقراءة المولد الشريف مع الحاج منصور المرشود، وكان مقدم الحفل الأستاذ عبدالله المعلم.