الصفار: تشكيك مبارك بالشيعة ظلم وإجحاف
أثار تصريح الرئيس المصري حسني مبارك حول ولاء الشيعة لأوطانهم ضجة كبرى، وقد بين موقع الخيمة الإلكتروني بتاريخ 9 أبريل 2006م بعض المواقف المستنكرة منها موقف سماحة الشيخ، وهذا ما جاء...
أثارت تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك حول الشيعة واعتباره أن ولائهم هو لإيران، ردود فعل غاضبة من القيادتين العراقية والإيرانية ومن رجال دين شيعة في المنطقة.
ورفض الشيخ حسن الصفار أحد كبار العلماء الشيعة في السعودية تصريحات مبارك، معربا عن الأمل بأن تكون "هفوة وزلة لسان غير مقصودة".
وقال الصفار "إن ما نقل عن الرئيس حسني مبارك من تصريحات تشكك في ولاء شريحة كبرى من الشعب العراقي وهم الشيعة لوطنهم، لا يخدم الدور المأمول من العالم العربي ومن مصر بالذات".
وتابع "كما أن التشكيك في ولاء جميع المواطنين الشيعة لاوطانهم، ظلم واجحاف يتنافى مع تاريخهم الناصع في الدفاع عن اوطانهم والاخلاص لمجتمعاتهم ويخدم مخططات الفتنة وتمزيق الامة ويخالف مقررات قمة مكة الاستثنائية والتي ما جف حبرها بعد وكان الرئيس المصري في طليعة المشاركين فيها".
وندد الشيخ الصفار بالتشكيك في وطنية العرب الشيعة معتبرا ان ذلك من "الظلم والاجحاف ومخالف للحقيقة".
ورفض قادة العراق تصريحات مبارك، وأشار رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس مجلس النواب عدنان الباجه جي الى "ما ورد على لسان" الرئيس المصري حسني مبارك "بشأن الاشارة الى ولاء الشيعة لايران مما يفهم على انه طعن في وطنيتهم وحضارتهم وان عن غير قصد".
واكد الجعفري ان هذا التصريح "سبب ازعاج شعبنا العراقي من مختلف الخلفيات الدينية والمذهبية والقومية والسياسية واثار ايضا استغراب واستياء الحكومة العراقية".
واضاف ان "الحكومة العراقية وجهت بهذا الخصوص وزير خارجيتها (هوشيار زيباري) لطلب الايضاح عبر القنوات الدبلوماسية".
من جهته، اكد طالباني ان "التهمة الموجهة ضد اخوتنا الشيعية هي تهمة ظالمة وليس له اي اساس".
واضاف ان "اول حزب قومي عراقي تأسس بعد الاستقلال كان رئيسه المرحوم محمد مهدي كبة وهو شيعي. وقبل ذلك اول حركة وطنية واسعة في الثلاثينات تعمل من اجل التحرير والديموقراطية وكان قائدها جعفر ابو التمن وهو شيعي".
وفي العراق طالبت لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية الرئيس المصري حسني مبارك بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته.
وقال الائتلاف في بيان إن "الائتلاف العراقي الموحد وعموم الشيعة في العراق يطالبون الرئيس المصري الاعتذار والتراجع عن تصريحاته، كما يطالب الحكومة العراقية ممثلة بالسيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس النواب ووزير الخارجية ان يسجلوا رفضهم واستنكارهم الرسمي لهذه التصريحات اللامسؤولة التي نخشى ان تصدع التلاحم العربي الاسلامي".
واضاف البيان ان "هذا التصريح الذي أساء لملايين الشيعة في العالم خال من الموضوعية والمصداقية التي اثبتها اتباع اهل البيت عموما من خلال ولائهم ومواقفهم الوطنية".
وتابع البيان ان "الشيعة في العراق الذين يشكلون حسب اعتراف السيد مبارك 65% هم عرب اصلاء من ارحام عربية وعشائر معروفة، لا يستطيع احد ان يشكك بولائهم الوطني لبلدهم ولا ينكرها إلا مكابر أو متمرد على الحقيقة، وان عشائر العراق نصفها سني والآخر شيعي فلماذا يتحول الانتماء الى أهل البيت سببا لسلب هويتهم الوطنية وربما العربية".
كما رفضت طهران تصريحات مبارك، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي ان بلاده تستخدم نفوذها لتامين "استقرار" المنطقة.