الشيخ الصفار يدعو قرّاء القرآن للاستجابة لأوامره وتوجيهاته
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار من يقرأ القرآن أن يستعد للاستجابة والتفاعل مع أوامر القرآن وتوجيهاته.
وتابع: وأن يتأمل ما يقرأ ويحاول فهمه والتدبر فيه، ليعرف ما تقوله الآيات القرآنية، ويتفاعل مع مضمونها.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 16 رمضان 1444هـ الموافق 7 أبريل 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: الاستجابة للقرآن.
وأوضح سماحته أن النصوص الدينية تؤكد على وجوب التدبر في آيات القرآن والاستعداد للاستجابة لأوامره وتوجيهاته.
واستشهد بما ورد عن النبي : «أنتَ تَقرَأُ القرآن ما نَهاكَ، فإذا لم يَنهَكَ فَلَستَ تَقرَؤهُ».
وطالب من يقرأ القرآن أن يستحضر في نفسه أن ما يقرؤه خطاب من الله تعالى إليه وليس كما يقرأ كتاباً تاريخيا أو لأحد المؤلفين.
وتابع: يجب أن تقرأ القرآن كما تقرأ أي رسالة أو خطاب يأتيك من مقام تحترمه وتجله، وترى نفسك في حاجة لإرشاده، وملزمًا بتوجيهه.
وأضاف: يجب أن يتعامل الإنسان مع القرآن باهتمام كما يفعل الموظف حين تأتيه رسالة أو تعليمات من إدارته، أو حين تأتي خادمًا رسالة من مخدومه، أو من حبيب إلى حبيبه، فإنه يتعامل معها باهتمام.
وأبان سماحته أن مستوى الاستفادة من قراءة القرآن واستماعه يتفاوت حسب اختلاف مقاصد القراءة ودوافعها.
وتابع: هناك من يقرأ القرآن بقصد البركة ونيل ثواب التلاوة، كما هو السائد عند أكثر المسلمين، وقد يهدون ثواب التلاوة لموتاهم.
وأضاف: وهناك من يقرأ القرآن لكسب الأجر أو المكافأة.
وقال: هناك من يقرؤه لتحصيل استفادة علمية في اللغة أو التاريخ أو الفقه، أو سائر حقول العلم والمعرفة.
وأبان أن كل هذه الأهداف مقاصد نبيلة لكن ما يجب أن يكون مقصدًا أساسًا هو الاهتداء بالقرآن والاستجابة لأوامره وتعاليمه.
ومضى يقول: إن استحضار هذا المعنى هو ما تشير إليه بعض النصوص الدينية.
وبيّن أن القرآن يقرّر أن وظيفته ومهمته هي هداية الإنسان، يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا القرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾.
وتابع: كما يصف القرآن نفسه بأنه نور ووظيفة النور الإضاءة ليرى الإنسان موقع وجوده، ومسار حركته، ويرى الأشياء من حوله.
وأضاف: إن القرآن كتاب هداية وحياة وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
وكنماذج للاستجابة لأوامر القرآن وتوجيهاته قال الشيخ الصفار: إن من يقرأ قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ عليه أن يحرص على حفظ لسانه من أي كلمة بذيئة أو مسيئة.
وتابع: وإن من يقرأ قوله تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ عليه أن يتحلى بالحلم والصفح والعفو عمن أخطأ بحقه أو أساء إليه.