الشيخ الصفار: المحافظة على المنجز هو التحدي الأكبر
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن تحقيق أي منجز من المنجزات المهمة، يجعل الإنسان أمام تحدٍ أكبر، وهو الحفاظ على ذلك الإنجاز، وحمايته من التلاشي والضياع.
وتأسف لانشغال البعض بفرحة الإنجاز، والغفلة عن حماية منجزه، فيضيع الإنجاز من بين يديه.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 8 شوال 1444هـ الموافق 28 أبريل 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: حماية المنجزات.
وأوضح سماحته أن من الطبيعي أن يفرح الإنسان، ويُسرّ حينما يحقق أي منجز. محذرًا من إصابته بالغرور، أو تسلل عوامل الضعف والفساد إلى منجزه، أو أن يتوانى عن استثماره وتطويره، فيضيع إنجازه.
وكنموذج ذكر أن الطالب الذي يتفوق في دارسته في مرحلة من المراحل، ويحقق التميز، بجهد واهتمام، لكن عليه أن يحافظ على مستوى نشاطه واهتمامه ليواصل مسيرة التفوق والتميز في المراحل اللاحقة، وإلا فإنه سيتراجع إلى مستوى الطلاب العاديين، وسيفقد نتائج إنجازه السابق.
وتابع: وفي المجال الروحي والمعنوي فإن الإنسان إذا وفقه الله للقيام بأعمال الخير والصلاح، من عبادات يتقرب بها إلى الله سبحانه، ومن خدمة يقدمها لعباد الله، فإن عليه أن يحافظ على مكتسباته الروحية، وأعماله الصالحة، حتى لا تتسلل إليها عوامل البطلان والفساد.
ومضى يقول: لقد تفضل الله علينا بأن بلغنا شهر رمضان، ووفقنا لصيامه، وأداء الطاعات فيه، حيث عاشت مجتمعاتنا أجواءً روحية وإيمانية عالية، بالإقبال على المساجد والمجالس الدينية، وإحياء ليالي القدر بالبرامج العبادية.
وتابع: وكانت هناك استجابة سخية لمشاريع البذل والعطاء في إفطار الصائمين، ومساعدة المحتاجين، والتفاعل مع الجمعيات الخيرية.
وأضاف: أمرنا الله تعالى أن نعيش فرحة تحقيق هذه الإنجازات بإعلان العيد بعد إتمام الشهر الكريم، فالحمد لله على نعمته وتوفيقه.
واستدرك: لكن الآية الكريمة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ بعمومها وإطلاقها تحذرنا من إبطال هذا العمل العظيم، والانجاز الكبير الذي منَّ الله علينا بتحقيقه في شهر رمضان المبارك.
وعن حماية هذا المنجز وصيانته عن التلاشي والبطلان قال سماحته: إننا نحمي هذا المنجز بالمحافظة على آثار الصوم في نفوسنا وسلوكنا، بتنمية القدرة على التحكم في الرغبات والشهوات، ذلك أن غرض الصوم هو تعزيز التقوى في نفس الإنسان.
وتابع أنه خلال شهر كامل يكبح الصائم رغباته وحاجاته المنافية للصوم، ليتدرب على مخالفة الرغبات المنافية للدين وقيم الأخلاق.
وأضاف: وبالمداومة على السنن الحسنة، والعادات الطيبة التي مارسناها في الشهر الكريم، بالمقدار الممكن، من مواظبة على تلاوة القرآن، وحضور المساجد، والتواصل الاجتماعي، والبذل والعطاء.
ودعا للمحافظة على رصيد الثواب الإلهي الذي تراكم من بركات الشهر الكريم، فلا نحرق ذلك الرصيد بالأعمال السيئة لا سمح الله.
وعن احباط الأعمال الصالحة وأكل السيئات للحسنات قال سماحته: لقد تحدث القرآن الكريم في عدد من آياته عن احباط الأعمال الصالحة، بمعنى إبطالها وإلغاء ثوابها، بسبب ارتكاب بعض المفاسد.