الشيخ الصفار يؤكد على أهمية المشاركة المجتمعية ويدعو أصحاب الثروة لخدمة مجتمعهم
أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على أهمية المشاركة المجتمعية، وضرورة أن يقدم أصحاب الخير والثروة مبادرات أهلية لخدمة مجتمعهم ووطنهم.
وقال بأن إتاحة الفرصة للمواطنين الأثرياء، في أن يشاركوا في تقديم الخدمة لمجتمعهم ووطنهم، يُعدُّ توجهًا إيجابيًا، لأنه يغرس الشعور بالمسؤولية في نفس الإنسان.
جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها بمناسبة ذكرى مولد الإمام الحسن بن علي ، في مجلس السالم بسيهات، بتاريخ 15 رمضان 1444هـ الموافق 6 أبريل 2023م بحضور عدد من العلماء والوجهاء ورجال الأعمال والمثقفين.
وشدد سماحته على أهمية المشاركة المجتمعية، التي تعد الآن عنوانًا مطروحًا في ساحة الوطن، داعيًا الأثرياء، ورجال الأعمال، وأصحاب الخير، للوقوف مع وطنهم ومجتمعهم، للمشاركة في تقديم الخدمة للمجتمع، وبالتنسيق مع مؤسسات الدولة الصحية والتعليمية والبلدية ومختلف الأجهزة والمؤسسات.
وبيّن أنه في الدول الغنية المتقدمة توجد بها مشاركة مجتمعية، فالكثير من الجامعات والأنشطة البحثية والعلمية، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والتعليمية والصحية، أقيمت عن طريق أصحاب رؤوس الأموال، وبمبادرات أهلية، رغم كونهم يعيشون في دول ثرية متمكنة.
وأشاد بالمبادرات الخيرية الأهلية التي رُصِدت مؤخرًا على مستوى الوطن بشكل عام، مبينًا أن الكثير من رجال الخير تبرعوا ببناء مستشفيات، ومراكز صحية، ومؤسسات عامة، وأسهموا إسهامات كبيرة في تقديم خدمات مختلفة.
وتحدث عن مبادرة مركز الفحص الشامل الذي أقامه سماحة العلامة السيد علي السلمان، وإلى جانبه مركز صحي المجيدية الذي بلغت كلفته ما يقارب 40 مليون ريال، مؤكدًا أن "هذا عطاءٌ ينبغي أن يقدر".
وسلط الشيخ الصفار الضوء على مبادرات أخرى في تاروت لآل نوح، حيث كانت لهم مبادرة لبناء مركز ومؤسسة صحية كبيرة تقدر كلفتها بـ 25 مليون ريال.
وتطرق لمبادرة الحاج أحمد الصادق أبو ناصر في تاروت والذي التزم ببناء مركزين صحيين في الربيعية ودارين على نفقته.
وأشار إلى تبرع الشيخ عادل الأسود، ورجل الأعمال العميد المتقاعد الحاج عبدالله الخنيزي بـ10 ملايين ريال للاهتمام بمقابر المحافظة، وإنشاء مركز للاهتمام بإكرام الموتى في مقبرة القطيف الرئيسية.
ودعا الشيخ الصفار لتشجيع مثل هذه المبادرات والدعوة للإكثار منها.
وتابع: على من يحرص على مصلحته ومصلحة مجتمعه، وعلى خيره في الدنيا والآخرة، أن يغتنم مثل هذه الفرص، مشيرًا إلى أن هذه أفضل هدية نكتسبها من ذكرى ميلاد الإمام الحسن بن علي ، وهو الذي عرف بأنه كريم أهل البيت، وكان لا يأتيه سائل فيرده، وورد أنه : «خَرَجَ مِنْ مَالِهِ مَرَّتَيْنِ، وَقَاسَمَ اَللَّهَ مَالَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».
وقال: نحن نفرح بالناس الذين يعملون ويكدحون من أجل تحصيل المال والثروة، ومختلف أنواع القدرات والمكاسب، ولكن كيف يتصرف الإنسان في ثروته وفي الإمكانات التي تصبح تحت يديه؟ وكيف ينظر إليها؟
وذكر بأن البعض من الناس قد يعيش حالة من الانانية، ويتصور أن ثروته له خاصة، وأن ماله هو من يستمتع به فقط، مؤكدًا بأن هذا مخطئ في تصوره وسلوكه.
وأشار إلى أنه يجب ألا يغيب عن فكر الإنسان بأن الثروة فضل من الله عليه، وأن الله هو الذي أعطاه القدرة وأتاح له الفرصة.
وحثّ على وجوب شكر الله تعالى ليستفيد الإنسان من هذه النعمة، ويزيد الله نعمه عليه، وذلك من خلال أن ينال الآخرون مما أنعم الله به عليه.
وتابع: يجب على الإنسان أن ينفق ويسخّر ثروته من أجل خدمة مجتمعه ووطنه ومن أجل مساعدة الآخرين.
وقدم شكره لصاحب المجلس الحاج سالم علي السالم على عقد هذا اللقاء الحاشد من العلماء والمثقفين والوجهاء وذوي الرأي في المجتمع، داعيًا الله بأن يكونوا جميعًا دعاة للخير والسخاء، ومن العاملين به.