الشيخ حسن الصفار نموذجاً

يحتار المرء من أين يبدأ في الكلام عن الشخصية الجميلة لهذا الشيخ الجليل واتكلم عن الشيخ حسن لعدة أسباب منها اني اعرفه عن قرب اضافة الى دوره البارز سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الديني او الاعلامي واخيرا كلمة شكر وتقدير لهذا الشيخ العظيم.

اتكلم عن الشيخ حسن انطلاقا من نظرة ذاتية ولكن موضوعية.

ان شخصية الشيخ حسن شخصية في تقديري متميزة على مختلف المستويات فان يجمع انسان هذا العدد من الصفات الجميلة والمتميزة والتي تعبر عن موهبة صقلها صاحبها منذ الصغر واستثمرها في خدمة مجتمعه لهو امر يثير الاعجاب والتقدير فعلا.

فان يكون الانسان خطيبا مفوها ومؤلفا بارعا يتميز باسلوب خطابي وكتابي راقي اضافة الى الحركة على المستوى الاجتماعي والسياسي في خدمة هذا الوطن وهذا المجتمع وكذلك التواصل مع الاطراف المختلفة سواء داخل المجتمع او خارجه، ان تجتمع هذه الصفات في شخص واحد فهو امر نادر ويتميز به اصحاب المواهب المتميزة.

فعلى صعيد الخطابة فالشيخ حسن يتميز اضافة الى صوته الجميل باسلوب راقي يمتع من يسمعه فكيف بك وان تستمع الى مضمون راق يحمل من المعاني والافكار والثقافة الانسانية ما يحملك على الدعاء له بظهر الغيب ان لايحرمك ومجتمعك من هذه النعمة الالهية.

واما من ناحية مؤلفاته فقد بلغت مايزيد على 70 كتابا في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والدينية والتي اثرت المكتبة العربية بالافكار القيمة والمفيدة لابل واثرت مختلف المكتبات بمختلف اللغات الآذرية والفارسية والاندوسية اضافة الى اللغات الاخرى التي لاتحضرني الآن.

وعلى صعيد الارتقاء بالوضع الاجتماعي فان شيخنا لايألو جهدا في التوجيه والقيام بما يمكنه على هذا الصعيد فهو يدعو من مختلف المنابر وفي مختلف المناسبات الى استخدام عقولنا ومراجعة واقعنا وتحكيم مفاهيم ديننا التي تدعو الى ماهو اقوم وان نستجيب الى مايحيينا.

وعلى الصعيد السياسي فتواصله مع الدولة من أجل تحقيق مطالبنا وحقوقنا العادلة لهو جهد مشكور من فرد ورجل يعادل امة.

وفي المجال الديني فان منهج الشيخ وفهمه لهذا الدين انه دين الحياة والارتقاء بالانسان وان العبادات هي في نهاية المطاف وسيلة من اجل تحقيق الفضيلة في المجتمع الانساني وليست غاية في حد ذاتها ننشغل بها عن الارتقاء واصلاح حياتنا حيث انتشر الوسواس القهري بشكل واسع ومخيف في امور العبادات من صلاة ووضوء وغسل حسب الاخصائيين النفسيين من جراء المنهج الخاطئ الذي كرس تخلفنا في مختلف المجالات.

وتجدر الاشارة الى نظرة الشيخ الراقية الى المرأة وانها في مستوى الرجل من الناحية الانسانية ومن جهة امكاناتها وقدراتها وطاقاتها ودورها في التنمية والانتاج.

كما اشير الى النظرة الانسانية الراقية والرائعة الى الانسان اينما كان وبغض النظر عن جنسه او لونه او عرقه او دينه او مذهبه فالشيخ حسن يؤلمه ان يرى مواطنيه يكرهون او يحرضون بعضهم بعضا على الكراهية في مشهد متخلف يعبر عن فهم خاطئ انفعالي ينظر الى الدين من منظور قاصر لايراعي النظرة السامية للانسان باعتباره انسانا وبشرا قبل أي اعتبار آخر.

واذا عرجنا على شخصيته ونفسيته وصدره الرحب الواسع الذي يحتضن مختلف شرائح المجتمع وعدم العداء لأي تيار أو توجه مهما كان السبب وتحت أي مبرر كان.

اذكر هنا قصة حصلت في مجلسه وبعد الحوار الوطني في الرياض حيث اعترض أحد الاخوة على هذا الحوار على ضوء استمرار التمييز ضد المواطنين الشيعة في بعض المجالات حيث قال هذا الاخ للشيخ وبصورة تهكمية ان حوارهم اشبه بالطبخة التي لارائحة لها فلم يغضب الشيخ حسن او ينفعل وانما رد عليه باسلوب لطيف طريف حيث قال له ان هناك بعض الطبخات اللذيذة بدون رائحة مثل الرز الابيض مثلا.

فسلام من الله عليك ياشيخ حسن ورحمته وبركاته.
تاروت