الشيخ الصفار يدعو لحسن استقبال المبادرات الإيجابية في العلاقات الاجتماعية
قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن على الإنسان أن يكون مبادرًا في العلاقة مع الآخرين، وأن يلتقط أي مبادرة من الآخر بالاستجابة والترحيب.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 1 صفر 1445هـ الموافق 18أغسطس 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: تنمية المشاعر الإيجابية.
وأوضح سماحته أن العلاقات بين بني البشر تتأثر بطبيعة المشاعر والانطباعات المتشكلة في نفوسهم تجاه بعضهم بعضًا.
وتابع: فالمشاعر الإيجابية تهيئ للعلاقة الطيبة، بينما المشاعر السلبية تعرقل بناء العلاقة السليمة.
وأبان أن رسالة الدين إقامة القسط والسلم بين الناس، لذلك "فإن تعاليمه تؤكد على تنمية المشاعر الإيجابية في النفوس، ليتأسس عليها قيام العلاقات الطيبة".
وأشار إلى أن من أبرز عناوين تلك التعاليم القاء التحية على الآخر، عند أي لقاء به، ولا ينبغي للإنسان أن يلتقي بأحد أبناء جنسه دون أن يلقي عليه التحية، والتي تعني ابداء مشاعر الاحترام له. مؤكدًا أن جواب التحية هو مصداق ونموذج لمبدأ عام هو مبادلة التقدير والاحترام.
وقال: نحتاج إلى تكريس هذا الخلق في تعاملنا داخل العائلة، ومع الزملاء والرفقاء.
وتابع: حتى لو كانت هناك حالة سلبية أو سوء تفاهم، فإن المبادرة الإيجابية تمنح الفرصة لتجاوز المشكلة.
وحذّر من عدم القاء التحية على الغير لأن ذلك يعني التجاهل له، وتعتبره بعض النصوص الدينية اشد درجات البخل.
مستشهدًا بما ورد عن النبي محمد : «أَبْخَلُ اَلنَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَمِ».
وبيّن أن من الناس من يتمتع بالذكاء الاجتماعي، فيغتنم أي فرصة لبناء علاقة إيجابية مع الآخرين. فينمي المشاعر الطيبة داخل نفسه، وفي نفوس الآخرين. من خلال مصاحبة في سفر، أو زمالة في دراسة أو عمل، أو حتى مجرد لقاء عابر.
وتابع: وهناك من يتعامل بجفاف فلا يبادر تجاه الآخر، وإذا بادروه تعامل معهم ببرود.
وأضاف: هؤلاء يفوتون على أنفسهم خيرًا كثيرًا في دنياهم وآخرتهم.
العالم الدراسي الجديد
وفي موضوع متصل حثّ سماحة الشيخ الصفار في الخطبة الثانية الأسر والمعلمين على تظافر الجهود لتوفير الأجواء المشجعة والدافعة لإقبال الطلاب والطالبات على الدراسة والتعليم.
وقال: إن من الطبيعي أن يشعر الطلاب والطالبات في بداية العام الدراسي بنوع من الاستثقال من الالتزامات الدراسية، لكن احاطتهم بأجواء التشجيع والتشويق تساعدهم على تجاوز هذه المشاعر، وترفع معنوياتهم.
وابان أن الدور الأكبر في هذا المجال للعائلة، التي يجب أن تخلق لأبنائها جوًا من البهجة والفرح ببدء العام الدراسي. وذلك بالحديث معهم وتحفيزهم وتشويقهم. وعدم ابداء أي مؤشرات سلبية.
واستدرك: حتى الملاحظات التي قد تكون للعائلة على العملية التعليمية لا يصح ابداؤها أمام الأبناء. بل على العكس من ذلك يجب امتصاص واحتواء أي سلبية حتى لا تضعف تفاعلهم مع العملية التعليمية.
وأشار إلى دور المعلمين والمعلمات، مؤكدًا إنه دور أساس، فباجتهادهم في توضيح المواد الدراسية بالأسلوب الواضح المناسب، وبتعاملهم الأبوي مع طلابهم، وبالحرص على الترغيب والتشويق والتشجيع، يخلقون الرغبة والاقبال والتفاعل في نفوس طلابهم.