الشيخ محمد الصفار: عمق العبادة ينعكس على سلوكنا وعلاقاتنا
قال سماحة الشيخ محمد الصفار إن العبادة الواعية هي التي تنعكس على سلوك الفرد وعلاقاته بمحيطه الاجتماعي والإنساني.
وتابع: المتدين الواعي هو الذي ينتقل من سطح العبادة إلى جوهرها ومبتغاها وهدفها.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 16 صفر 1445هـ الموافق 1 سبتمبر 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: التدين عمق ووعي.
وأوضح سماحته أن لأصول الدين وفروعه سطحًا وعمقًا، ويجب أن يسعى الإنسان المؤمن للوصول إلى عمق الإيمان وحقيقة العبادة.
واستشهد بما ورد عن الإمام الرضا : ﴿الإيمانُ فَوقَ الإسلامِ بدَرَجَةٍ، والتَّقوى فَوقَ الإيمانِ بدَرَجَةٍ، واليَقينُ فَوقَ التَّقوى بدَرَجَةٍ﴾.
وقال: "مثل هذه الرواية تجعل الإنسانَ قلقًا على وضعه، أين أنا؟ ألا زلت مسلمًا أم مؤمنًا؟ ما هي المسافة بيني وبين الإيمان، بيني وبين التقوى، بيني وبين اليقين؟".
وعن الإيمان السطحي قال سماحته: نحن كمجتمع مسلمٍ مؤمنٍ نعتقد بالبعث وبالآخرة وبالثوب والعقاب.
واستدرك: لكن لو سألنا أنفسنا وصدقنا معها، هل يتجرأ من يعتقدُ بعمق وبإيمان قلبي بالآخرة على ظلم الآخرين، أو الاستمتاع بأموال حرام؟
وتابع: هل يمكن لمن يؤمن بالبعث أن يظلم زوجته أو أن ينام وفي ذمته أموال لورثة، أو حقوق لآخرين؟
وأبان سماحته عن وجود عوائق تعيق الإنسان عن الوصول لعمق الدين واستسهال البقاء في السطح وممارسة قشور العبادة بلا وعي.
وأشار إلى أن من العوائق الهروب من سؤال لماذا؟ فالتأمل والتفكير عملية متعبة، والإنسان كسول بطبعه، لذلك يميل أغلبُ الناس إلى الأحكام الجاهزة في كل شيء، ويأنسون بالأعمال المعتادة. التي لا تحمل سؤال لماذا؟ وما العلة؟ وما المبتغى؟
وتابع: ومن العوائق الطريقة التي ألفناها من فصل عباداتنا وأمورنا الدينية عن حياتنا العملية وعن شؤوننا العامة وعن حركتنا اليومية.
وتساءل: "ماذا يعني الإيمان بالله في عملي ووظيفتي ومهنتي؟ هل لإيماني بالرسول علاقة بسلوكي وبتربيتي لأولادي أم لا؟ إيماني بالمعاد ما هو انعكاسه علي، وكذلك إيماني بالإمامة والعدل".
وقال: هناك فقه العبادة وهناك روح العبادة.
وتابع: فقه العبادة نظره كيف تكون صلاتك صحيحة، وهو ضروري ومهم جدا، لكن روح العبادة نظره على أخلاقيات العبادة وأهداف العبادة، وفلسفة العبادة.
واستشهد بقوله تعالى: ﴿لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٩١﴾ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ﴾.
وأبان أن هؤلاء المؤمنين لو كان نظرهم إلى مصحح لتركهم الجهاد لفرحوا أن الجهاد قد سقط عنهم وأنهم لا حرج عليهم في البقاء في بيوتهم.
وتابع: لكن قلوبهم ومشاعرهم صادقة ومليئة بقيم الدفاع عن الدين والجهاد في سبيل الله، لذلك شعروا بالحزن بسبب حرمانهم من سعادة المشاركة في الجهاد، وخلّد القرآن هذا الموقفَ لهم.
لمشاهدة الخطبة: