الشيخ محمد الصفار تعاملك الحسن مع أهلك هو ميزان أخلاقك
قال سماحة الشيخ محمد الصفار: إن تعامل الإنسان الجيد والحسن داخل أسرته هو الميزان لأخلاقه.
وتابع: وبذلك افتخر رسول الله إذ يقول: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي).
جاء ذلك في خطبة الجمعة 21 ربيع الأول 1445هـ الموافق 6 أكتوبر 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: أهلك ميزان أخلاقك.
وأوضح سماحته أن الأصل في الإنسان أن يميل ميلا فطريا نحو أهله وعائلته، متسائلا: فما هو الفخر أن يكون الإنسان خيرًا في أهله؟ ولماذا افتخر رسول الله بقوله: (وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي).
وأبان أن هناك مفارقة بين التعامل مع الأهل والتعامل مع الدائرة الأوسع وهي المجتمع.
وتابع: في المجتمع يعيش الإنسان معادلات الحياة بواقعيتها، فهناك من هو أقوى أو أغني أو أرفع منه، أو من له سلطةٌ عليه، أو من يخشاه، وهذا يعني أن بين الإنسان وبقية أفراد المجتمع توازن للقوى.
وأضاف: لذلك يرى الإنسان نفسه محتاجا بل ربما مضطرا إلى مراعاة معادلات المجتمع، فيُلزم نفسه بأخلاقيات تمكنه من العيش بأريحية وانسيابية وبلا احتكاكات مؤذية.
وأشار إلى أن هذا الواقع غير موجود في دائرة الأهل، فرب الأسرة هو الأقوى بلا منازع، وهو الأوجه بلا منافس، وهو السلطة العليا التي لها صلاحيات واسعة قد تطال صلاحيات الآخرين دون أن يمس أحد بصلاحياته.
وبين أن من المفارقات بين الأسرة والمجتمع حاجة الإنسان إلى السمعة والمكانة في المجتمع، فإن الإنسان يسعى ليبني سمعته بين الناس.
وتابع: السمعة والمكانة تدفع المجتمع لقبول التداخل مع الفرد، وهي حاجة ملحة، عبرها يشعر الإنسان بمكانته واحترامه في المجتمع.
وأضاف: أما في أهله فهو ليس بحاجة إلى كل ذلك فهم مضطرون إلى احترامه وتقديره والتعامل معه مهما كانت أخلاقه.
وذكر أن من المفارقات المجاملة والتصنع، ففي علاقة الناس مع بعضهم هناك مجال للمجاملات وللتصنع، لكنه في أسرته وأهله ليس بحاجة إلى كل ذلك، ولا يلزمه أي تصنع، فاحترامه وتقديره قائم على كل حال.
وأوضح أن المحك الحقيقي هو في تعامل الإنسان مع أسرته: فكيف هو في ملاعبة أطفاله وتحملهم؟ وكيف هو في طيبه مع زجه وبناته وأولاده؟ أين بسمته؟ أين كلماته الحلوة؟ أين أخلاقه المتسامحة؟
ومضى يقول: ربما أراد الرسول (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) أن يعالج حالة الازدواجية في شخصية الإنسان، فلا يكون في مظهر حسن أنيق أمام الناس، وجوهر سيء في أهله وأسرته، وإنما يكون المظهر والجوهر واحدا، ويكون هناك تطابق بين المظهر والجوهر.
وتابع: وأن الخيرية في الأهل ستنعكس خيرية للمجتمع، وستنتج خيرا للمجتمع.
وأضاف: الأسرة السعيدة التي لها أب يحتويها بروحه، ويظلها بسعة صدره، فتعالج كل قضاياها في جو من الحب والعطف والحنان، هذه الأسرة ستكون لبنة صالحة في المجتمع، وستنتج جيلا سويا متزنا محبا للخير.