الشيخ الصفار للأقليات المسلمة:

اندمجوا في أوطانكم وارتقوا بوعي وكفاءات أبنائكم

أوصى سماحة الشيخ حسن الصفار الأقليات المسلمة بالاندماج في أوطانهم، والارتقاء بوعي وكفاءة أبنائهم.

ودعاهم لتقديم الصورة المشرقة للإسلام، من خلال سلوكهم الاجتماعي، ونمط حياتهم الحضاري.

جاء ذلك في الكلمة التي القاها في المؤتمر الذي أقامته مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية، بالتعاون مع مؤسسة البحوث والدراسات الإسلامية، في العاصمة التايلاندية بانكوك، بمناسبة المولد النبوي الشريف، تحت عنوان (سر إنجازات النبي الأكرم في نشر الرسالة)، بتاريخ 22 ربيع الأول 1445هـ الموافق 7 أكتوبر 2023م وشارك فيه عدد من الشخصيات الدينية والفكرية والاجتماعية من مختلف الدول والطوائف.

وقال سماحته في مستهل كلمته: في تاريخ البشرية حصلت كثير من الثورات والتحولات الاجتماعية، وجاء آلاف من القادة الإلهين والمدنيين، وكان لهم دور في تطور المجتمع البشري، لكنه لم يحصل في التاريخ حركة ولا قائد ولا انجاز في مستوى الانجاز النبوي.

وأشار إلى أن الرسالة الالهية التي جاء بها رسول الله كانت مشروعا لتحقيق جودة الحياة في الدارين، ولم يقتصر في رسالته على التوجيه لعبادة الله تعالى، وإنما جاء بشريعة تنظم أمور المجتمع وتصنع لهم أفضل حياة في التاريخ.

وأضاف: علينا أن نعرف أن المسلمين حينما لا يعيشون حياة طيبة، فهذا يعني خللًا في فهمهم للدين وتطبيقه، وإلا فإن الدين لو طبق على حقيقته، فإنه ينتج الحياة الطيبة للناس في البعدين المادي والمعنوي.

واستشهد بقوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾.

وأبان أن المجتمع الإسلامي ليس مجتمعًا منغلقًا على ذاته، يعيش الانانية، بل يفكر في كل بني البشر، يقول تعالى ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.

وفي مقاربته لدور الأقلية المسلمة في تايلاند قال سماحته: المسلمون الذين يعيشون هنا في تايلاند، هذا البلد الجميل، الذي أحظى بزيارته لأول مرة، وكل من التقيت بهم يتحدثون أن أهل هذا البلد أناس وديعون مسالمون طيبون.

وتساءل سماحته: ما هي مسؤوليتنا كمسلمين في هذا البلد وأمثاله من سائر البلدان؟

وتابع: في كثير من الأحيان ينغلق المسلمون على أنفسهم، نبني مساجدنا وحسينياتنا، ونؤسس جمعياتنا الخاصة بنا، ولسنا معنيين بالآخرين.

وأضاف: لو حاولنا محاكمة هذا التفكير على ضوء مبادئ الدين نجد ان الدين يرفضه.

وشدّد على وجوب تعزيز الانتماء الديني في النفوس والسلوك.

وطالب بالوعي بالدين وعيًا صحيحًا، مؤكدًا أنه في كثير من الاحيان نتلقى الدين عن آباءنا وعوائلنا، وجزاهم الله خيرًا ربونا على الدين، لكن ليس دائما تكون عوائلنا مطلعة على حقائق الاسلام ومعارفه بشكل كامل.

وتابع: لذلك علينا أن نجتهد في وعي الدين بشكل صحيح، وأن نربي أنفسنا وعوائلنا ومن حولنا على الانتماء الديني وتعزيز القيم الدينية.

وأضاف: يجب أن نكون أنموذجًا مشرقًا للدين أمام الاخرين، إذ ينبغي أن يكون المسلم أفضل من الآخرين في سلوكه وأخلاقه وعلمه وخدمته.

ومضى يقول: ينبغي أن نهتم بتعليم أبناءنا حتى ينالوا مكانة علمية أكاديمية مرموقة، وأن نهتم بالاقتصاد، فالاقتصاد لغة العالم المعاصر.

وتابع: وينبغي أن يهتم المسلمون بتراكم ثروتهم، فإن اكتساب الثروة من الايمان.

واستشهد بالحديث الشريف «لاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يُحِبُّ جَمْعَ اَلْمَالِ مِنْ حَلاَلٍ» مبينًا أن الذي لا يعمل ليكون ثريًا لا خير فيه، وقال: ينبغي أن نكتسب القوة الاقتصادية والقوة العلمية.

وأضاف: ينبغي أن ننفتح على هؤلاء الذين من حولنا من أبناء الوطن، وأن نحقق الاندماج الوطني، وأن نصبح جزءًا من اوطاننا، نشارك سياسيًا فيها، واقتصاديًا واجتماعيًا.

وحثّ على التفكير في الانفتاح على الطبقة السياسية والاكاديمية والإعلامية والاقتصادية، وأن نتعاون معهم في خدمة هذا البلد، ونسهم في تنميته وارتقائه، حتى نكون انموذجا مشرقا لديننا.

وختم بالدعاء لله سبحانه أن يحفظ هذه البلاد ويحفظ أهلها، وكل بلاد العالم، وأن يجعلكم أيها المسلمون المحتفلون بمولد رسول الله حاملين لمبادئ الرسالة، مبادئ الرحمة والعدالة والمحبة.

هذا وقد شارك في المؤتمر الذي انعقد في فندق (الميراث) وسط العاصمة بانكوك واستمر لأكثر من أربع ساعات، كل من السيد موك سليمان ممثل رئيس البرلمان التايلاندي، البروفيسور عمران مالوليم عضو في مجلس شيخ الإسلام – تايلاند، سماحة الشيخ محمد شريف كيت سومبون – من تايلاند، سماحة الشيخ محمد الحسون من جمهورية العراق، سماحة الشيخ نصر الله سخاوتي من الجهورية الإسلامية الإيرانية، ممثل جامعة المصطفى العالمية في تايلاند سماحة السيد مصطفى السويج من جمهورية العراق، سماحة السيد حسين شهاب من إندونيسيا.

كما قدمت فرقة مدرسة الزهراء في جنوب تايلاند نشيدين ضمن الفقرات المقدمة.