الصفار مستكملاً بحثه عن صلاة الجماعة: حول شروط الإمامة
تحدّث سماحة الشيخ حسن الصفّار ـ في كلمة الجمعة اليوم (14 ربيع الآخر 1427هـ) عن شروط إمامة الجماعة.
ونبّه الشيخ الصفّار إلى بعض المظاهر السلبية في مسألة إمامة الجماعة في مجتمعنا، حيث يبالغ البعض في شروطها، فيضيفون إليها ما ليس من شرائطها، مما يقلل من انتشار ظاهرة إقامة الجماعة في المجتمع، ومن هذه الشروط التي يضيفها هؤلاء البعض:
- أن يكون الإمام من علماء الدين.
- أن يكون المصلون ـ إمامًا ومأمومين ـ يقلّدون نفس المرجع.
وغيرهما من الشرائط التي هي انعكاس لمشاكلنا وتعقيداتنا الاجتماعية التي نلبسها لباس الدين، مما ينعكس ـ سلبًا ـ على إقامة هذه الشعيرة، وأكثر ما يكون هذا الأمر واضحًا في أماكن التجمّع في العمل والمدارس حيث لا تقام الجماعة فيها من قبل أبناء هذا المجتمع.
وأشار سماحته إلى أفضلية إمامة العالم لصلاة الجماعة، لكن ذلك لا يعني تركها مع عدم وجوده، كما لو كان غائباً، فلا ينبغي أن يصلي الناس فرادى، مع وجود من تتوفر فيه شرائط الإمامة.
وذكر أن من أهم الشروط التي قد تكون محطّ ابتلاء غالبية الناس هما شرطا:
1. العدالة:
وذكر أن المقصود بها الاستقامة والسير على جادّة الشريعة. وأشار إلى أنها موضع خلاف بين الفقهاء، والخلاف فيها يقع في ثلاثة آراء:
- وجوب تحقّقها في إمام الجماعة في أي صلاة واجبة، دون تفريق بين الفرائض اليومية والجمعة والعيدين. وهو رأي الإمامية.
- وجوب تحققه في الفرائض اليومية فقط، ويتغاضى عن هذا الشرط في صلاة الجمعة والعيدين. وهو رأي الحنابلة.
- عدم اشتراطه في إمام الجماعة، فتصح الصلاة وراء كل بر وفاجر في أي صلاة، وهو رأي بقية المذاهب الإسلامية.
2. صحّة القراءة:
ويتّفق الفقهاء على وجوب توفرها في إمام الجماعة. فلا يصح الائتمام بمن يحسن القراءة بعدم إخراج الحرف من مخرجه أو إبداله بحرف آخر أو حذفه، أو نحو ذلك حتى اللحن في الإعراب.