الشيخ الصفار يدعو لاحتواء الخلافات الأسرية والاجتماعية
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار للتصدي للإصلاح بين الفئات والقيادات الاجتماعية، مؤكدًا أن الخلافات في هذا المجال من أشد الخلافات ضررًا على المجتمع، وتأثيرًا على انسجامه وإلفته، خاصة إذا أخذت عنوانًا دينيًا.
وتابع: من هنا يكون التصدي لها ومحاصرتها أكثر أهمية، وأشد وجوبًا، وثوابها أعظم عند الله تعالى.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 29 جمادى الآخرة 1445هـ الموافق 12 يناير 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: حماية الانسجام الاجتماعي.
وأوضح سماحته أن قلة الاهتمام بالخلافات والنزاعات الاجتماعية والتصدي لمعالجتها يسبب نموها وتصاعدها في أوساط المؤمنين، بسبب ما يحدث من سوء تفاهم، أو سوء فهم، أو سوء تصرّف بين القيادات الدينية والاجتماعية.
بينما لو كان هناك تصدّ للتطويق وإصلاح ذات البين لأمكن تلافي كثير من الخلافات أو تحجيمها.
وأبان أن المجتمع البشري ليس مجتمعًا مثاليًا ملائكيًا، لذلك من المتوقع حصول خلافات ونزاعات وخصومات في أوساط أي مجتمع.
وتابع: وإذا حصلت لا يصح تجاهلها والسكوت عليها، لأن آثارها وأضرارها سوف لا تقتصر على دائرة المتورطين فيها، فقد تتسع، وتكون لها تبعات على مساحة واسعة من المجتمع، مما يهدد حالة الانسجام والتآلف، ويصيب المجتمع بداء التشتت والانقسامات.
وأضاف: لذلك يؤكد الدين على دور إصلاح ذات البين، فهو فريضة واجبة على نحو الوجوب الكفائي، لابد وأن يتصدى لكل نزاع وخلاف في المجتمع، من يسعى لإصلاح ذات البين، وإلا فالإثم يطال الجميع.
وتمثّل بما يفعله الناس حينما يشبُّ أي حريق في محيطهم فإنهم يهرعون من أجل تطويقه وإطفائه. وذلك لأنهم يدركون مخاطر الحرائق، من تلف أرواح، وخسائر ممتلكات، ولأنهم يخشون من امتداد الحريق، باستمرار اشتعال النار، فهي تبدأ من نقطة ما، لكنها لا تقف عندها، بل تلتهم ما حولها، وتزداد اتقاداً واشتعالاً، وتقول هل من مزيد.
وتابع: لأن الناس يقدِّرون حاجة بعضهم إلى بعض في هذه المواقف الخطيرة، حيث لا يتمكن صاحب المحل الذي اندلع فيه الحريق من مقاومته وإخماده بمفرده. كذلك يجب أن يكون موقفهم تجاه الحرائق الاجتماعية.
واستشهد بالدور الإيجابي الذي قام به الفقيه الميزرا محسن الفضلي في وأد الفتنة في قضية تاريخية بين فئتين من المؤمنين في البصرة، والإصلاح بين الشيخ حبيب بن قرين والسيد مهدي القزويني.
الخلافات الأسرية
وفي موضوع متصل دعا الشيخ الصفار: للتدخل لمعالجة الخلافات الأسرية بين الزوجين، رافضًا موقف عدم المبالاة منه.
وقال: إن الآثار السلبية التي يمكن أن يتركها هذا الخلاف عظيمة، فالزوجان عضوان في المجتمع، والخلاف بينهما ينعكس سلبًا على نفسيتيهما وسلوكهما وإنتاجهما.
وتابع: كما يمكن أن يؤثر على تنشئة الأبناء، إضافة إلى إمكانية امتداد الخلاف إلى أُسرتي الزوجين، ناهيك عمّا يمكن أن يتركه من أثر سلبي على الأمن الأخلاقي للمجتمع، نتيجة التفكك الأسري، وانعكاس ذلك على السلوك الأخلاقي العام للزوجين.
وأضاف: لذلك لا يقبل الشرع أن يبقى المجتمع ساكتًا عن المشاكل الزوجية متفرّجًا عليها.
وحثّ سماحته على إنشاء مؤسسات تعنى بهذا الشأن الأسري والاجتماعي، كجمعيات إصلاح ذات البين، ومراكز الإرشاد الأسري، وجمعيات التنمية الأسرية.