في مسجد المصطفى (ص) بصفوى

الشيخ الصفار: أنانية الإنسان وأهواءه تدفعه إلى الظلم

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن الأنانية المفرطة والأهواء تدفع الإنسان إلى الاعتداء على حقوق الآخرين، مع معرفته بقبح الظلم فطرة وعقلًا.

وأضاف: إن على الإنسان أن يجتهد في تحصين نفسه من الوقوع في ظلم الغير، قريبًا كان أو بعيدًا.

جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها سماحته في حفل ذكرى ميلاد الإمام علي في مسجد المصطفى بصفوى مساء الأربعاء 12 رجب 1445هـ الموافق 24 يناير 2024م.

وتحّدث سماحته عن احتمال ممارسة الإنسان للظلم بسبب الغفلة والاشتباه في الموارد والمصاديق، فيتصور أن هذا الشيء من حقه، أو أن هذا التصرف يصح له، وبعض النزاعات تحصل بهذا السبب.

وتابع: هنا على الإنسان أن يتراجع عن الخطأ إذا اتضح له ذلك.

وأضاف: إن مرجعية الشرائع الدينية، والقوانين والجهات القضائية، هي للفصل في الخلافات على الحقوق، وعبرها يمكن حلّ كثير من مشاكل النزاع والخلاف.

وأشار إلى أن هناك سببًا آخر للانزلاق إلى هاوية الظلم والعدوان، هو الحالة الانفعالية التي تصيب الإنسان، حينما يستولي عليه الغضب مثلًا، فينتهك حقوق الآخر وحرمته.

وتابع: لابد للإنسان أن يتدرب على كبح جماح غضبه وانفعاله، حتى لا يقع في ظلم الآخرين.

وأضاف: إذا ما حصل من الإنسان هذا الخطأ فعليه أن يبادر للاعتذار حتى لا يصبح ظالمًا.

وابان أن المشكلة الأساس والدافع الأكبر للظلم هي الأنانية وسيطرة الأهواء والشهوات على الإنسان، حيث تدفعه إلى ظلم الآخرين والاعتداء على حقوقهم مع سبق المعرفة والإصرار.

ومضى يقول: هناك مبادئ يتفق عليها أبناء البشر في كل عصورهم ومن مختلف اديانهم وثقافاتهم تنبثق من عقل الإنسان ومبادئه وفي طليعتها حسن العدل وقبح الظلم الذي لا يختلف فيه نظريا أحد من بني البشر.

وتابع: الإمام علي يشير إلى فطرية ووجدانية هذا المبدأ بقوله: «وَلاَ تَظْلِمْ كَمَا لاَ تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ».

وأضاف: بعض الناس يظلمون وكأنهم لا يدركون أنهم ذاهبون وسيتركون كل الأموال والثروات التي تنازعوا عليها للورثة ينعمون بها.

وأوضح أن الإمام علي هو قدوتنا وهو القائل: «وَاَللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ اَلْأَقَالِيمَ اَلسَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اَللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ لَمَا فَعَلْتُهُ».

وتابع: وأنت تظلم أخاك وجارك والمؤمن الذي تختلف معه، ليس لشيء سوى حطام يمضي وينتهي.

وأضاف: أفضل ما نستفيده من هذه المناسبات أن نكون أكثر التزاما بنهج علي وخطه والتمثل بشخصه وسيرته، وأن نكون أبعد عن الظلم وانتهاك حقوق الغير.

هذا وقد بدأ الحفل الذي قدّمه الأستاذ إبراهيم المطرود بآيات قرآنية تلاها المقرئ سجاد المادح، وبمشاركة الشاعر ياسر الغريب، والرادود عبدالله آل فاران والشبل حسين أحمد آل صلاح.

مسجد المصطفى بصفوىاعلان جامع المصطفى