الشيخ الصفار يدعو لتعزيز السلوك الصالح والأفكار البناءة لصنع جيل ناجح متميّز

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار: لتعزيز السلوك السليم، وزراعة الأفكار البناءة في اذهان الأبناء لنضمن لهم مستقبلًا زاهرًا.

وتابع: كلما اجتهدنا في تربية أبنائنا فسنجني ثمره بصلاح الأبناء ونجاحهم وتقدمهم.

جاء ذلك في الندوة التي قدمها سماحته ضمن برنامج لجنة الإمام الجواد بالشويكة، بعنوان: حتى لا ننشغل عن أبنائنا ... دروس من تربية الإمام الحسن المجتبى ، بتاريخ 14 رمضان 1445هـ الموافق 24 مارس 2024م في حسينية العسف بالقطيف، وأدارها الأستاذ باسم البحراني.

وأوضح سماحته أن على المجتمع تعزيز ثقافة الوالدية حيث تعتبـر هذه الثقافة على اختلاف طرقها وأساليبها من المتغيـرات الرئيسية.

وتابع: ثقافة الوالدين تؤثر على تكوين شخصية الطفل وتحدد سلوكه في المراحل العمرية المختلفة، بالأخص في سنوات الطفولة الأولى باعتبارها أهم المراحل الارتقائية التـي توضع فيها أسس شخصية الإنسان.

وأضاف: وتتشكل في فترة التربية شخصية الفرد بأبعادها ومكوناتها المختلفة خلال مرحلة الطفولة المبكرة.

وحث على عقد دورات وورش تدريب في هذا الجانب، وقراءة الكتب التربوية المهتمة بهذا الجانب خصوصاً أننا نعيش تطورات جديدة في عالم الاجتماع.

وقال: علينا أن نعزز من دور الأسرة في تربية الأبناء، فهذا نوع من صلة الرحم التي لها أثر بالغ في صقل شخصية الأبناء.

وأكد سماحته على ضرورة الاستفادة من (الجد أو الجدة) باعتبارهما مخزونًا تربويًا، ومن المؤسسات التربوية مثل الحضانة والروضة.

وتابع: علينا ألا نهتم فقط في الجانب المادي بل علينا أن نهتم بالبرامج التربوية التي تقوم بها تلك المؤسسات.

وأشاد سماحته باللجان الأهلية التي تمارس دور التربية في الإجازات الصيفية من خلال تعليم الصلاة والأحكام الشرعية، داعيًا للتعاون معها ودعمها لتخريج جيل واعي.

وأشار إلى دور النادي الرياضي كشريك في التربية واحتواء الشباب، وتنمية التوجهات الصالحة في شخصياتهم، رافضًا أن ينحصر دوره في المجال الرياضي، بل لابد أن يتعدى ذلك للدور التربوي.

وبيّن أهمية توجيه الأبناء بحكمة إلى ضرورة اختيار الصفحات الالكترونية التي تثري شخصياتهم، وتؤثر عليهم إيجابيًا.

وحذّر من ترك الأبناء فريسة للمواقع الالكترونية الفاسدة، والألعاب التي قد يدمنون عليها، فإن الإدمان على هذه الألعاب الالكترونية يخلق حالة توتر في نفس الطفل، ويخلق لديه تعلقًا بشخصيات رمزية قد تكون سيئة سلبية.

ودعا لربط الأطفال بصداقات حقيقية مختارة، فإن الإسلام يحفّز أبناءه وأتباعه على الاهتمام بكسب الإخوان والأصدقاء، فكما يأمر الدين بالصلاة والصوم وسائر العبادات، كذلك يأمر باكتساب الإخوان والأصدقاء، فهو مطلب ديني.

وتابع: إن وجود صداقة عند الإنسان من بداية حياته جانب مهم، لما لها من دور في تنمية الجانب الإيجابي أو السلبي، وعندما يكون أصدقاء الشاب من ذوي السلوك المنحرف فإنهم يحولون حياته وحياة أسرته إلى جحيم.

وأضاف: للأصدقاء تأثير مهم، لذلك علينا أن نوجه أبناءنا لأهمية معايير اختيار الصداقة السليمة، كما يجب علينا أن نعي خطورة الصداقة في العالم الافتراضي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن إغفال هذا الجانب وإهمال توجيه الطفل لاختيار الصديق المناسب قد ينتج عنه مستقبل فاشل لهذا الطفل.

وشدد على أهمية أن ينفق الوالدان وقتًا للإجابة على تساؤلات الطفل، وإقناع الطفل بما صحيح وتبيين ما هو خطأ، وذلك من خلال ضرب الأمثلة الواقعية.

وتابع: لذلك نحن بحاجة إلى جلسات تربوية مع الأطفال لتوضيح هذا الجانب كما كان يفعل لقمان مع ابنه، وفق ما ذكره القرآن الكريم من قصته.

وبمناسبة قرب ذكرى ميلاد الإمام الحسن بن علي تحدث سماحته عن أهمية وجود القدوات، التي تجسّد أمام الإنسان برنامج الهداية والصلاح، وتقدم له تجربة حيّة ميدانية، في الالتزام بالقيم، وتحقيق الاستقامة.

وتابع: في سيرة الإمام الحسن العديد من المواقف كحضوره للمسجد النبوي وحفظه لأحاديث الرسول الأكرم ومن ثم نقل ما يسمعه لأمه الزهراء دليل على ذلك التوجه التربوي الذي كان يتخلق به.

وأضاف: إن مشاركة الإمام الحسن مع والديه في قصة سورة الإنسان وإطعام المسكين واليتم والأسير دليل أخر على ذلك البرنامج العملي الذي كان يمارس في البيت العلوي.

ولفت إلى أن حضور الإمام للبرنامج العبادي الذي كانت تقوم به السيدة الزهراء من صلاة ودعاء هو دليل آخر وطريقة تربوية لترسيخ هذا الجانب الايماني.

وقال: نحن بحاجة لأن نكون خير قدوة لأبنائنا، فما نقوم به من أعمال خيرية وإيجابية سيكون له الأثر البالغ في تربية وتنشئة جيل متزن.

لمشاهدة الندوة:

https://www.youtube.com/watch?v=quMADlKqcsw