الشيخ الصفار: على العلماء والواعين التصدي لتيارات الغلو والتحذير منها
قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن على العلماء والواعين أن يتصدوا لتيارات الغلو في هذا العصر، كما تصدى لها الإمام الصادق في عصره، وسائر الأئمة . ولعلها في هذا العصر أشد خطرًا على الدين.
وتابع: نعيش الآن في زمن تعالت فيه بعض أصوات الغلو، من خلال بعض الكتابات والخطابات، والأناشيد والقنوات الفضائية.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 2 ذو القعدة 1445هـ الموافق 10 مايو 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: مواجهة الغلو والغلاة في نهج الإمام الصادق .
وأوضح سماحته أن تيارات الغلو تضل الناس عن حقيقة الدين، وحقيقة فكر أهل البيت ، القائم على التوحيد الخالص لله تعالى، وعلى العقلانية والمنطق، وليس على الأوهام والأساطير والخرافات.
وتابع: وتسبب ردّ فعل عن الدين في أوساط أبنائنا وشبابنا، الذين انفتحوا على معطيات العلم والمعرفة في هذا العصر، وتشوه مذهب أهل البيت أمام جمهور الأمة. وتشعل نيران الفرقة والفتنة المذهبية.
وأضاف: وتسعى لتربية جيل من أبناء الشيعة على الغلو والتشدد والتطرف والوقوف في وجه مراجع الدين، وفقهاء المذهب وعلمائه المخلصين الواعين.
وأبان الشيخ الصفار أن البعض قد لا يعتقد بالغلو إلى حدّ ادّعاء الألوهية للأئمة، ولكن ما يقولونه ويطلقونه يوهم بالغلو، ويغري بالقول به، ويوقع الآخرين فيه، ويعطي الفرصة لتشويه خط أهل البيت .
وتابع: لذلك يجب التصدي لهذه الاتجاهات والتيارات المغالية، كما فعل الإمام الصادق .
أسباب ظهور تيار الغلو
وذكر سماحته أن من أسباب ظهور تيار الغلو في الأئمة تميّز شخصياتهم بقدرات وكفاءات استثنائية في علمهم وفضلهم وأخلاقهم، مما أوجب الانبهار بهم، إلى حدّ الغلو عند بعض الجاهلين والمغرضين.
وتابع: وقد تسبب الانتقاص من مقام الأئمة من قبل أعدائهم، والظلم والحيف الذي وقع عليهم في إثارة أحاسيس التعاطف معهم إلى حدّ المبالغة والغلو.
وأضاف: وظهرت تيارات الغلو ضمن محاولات التشويه لصورة الأئمة من طرف أعدائهم، بتشجيع الاتجاهات المغالية والمنحرفة في أوساط الموالين لهم.
وأشار إلى دور المصلحيين والانتهازيين الذين أرادوا استغلال انجذاب المحبين للأئمة، وعميق تعاطفهم مع شخصياتهم، فصنعوا اتجاهات الغلو مزايدة، ليستقطبوا المحبين للأئمة، وتكون لهم الزعامة عليهم.
دور الإمام الصادق
ولفت إلى أن الإمام الصادق اهتم بمواجهة الغلو والغلاة، وورد عنه روايات كثيرة في هذا الشأن، كما جاء في سيرته مواقف عديدة ضدهم.
وتابع: فقد حذّر شيعته من الغلاة، وأمرهم باجتنابهم ومقاطعتهم، كما أنه كان يجاهر بلغن الغلاة والبراءة من مقولاتهم.
واستحضر نماذج مما ورد عن الإمام الصادق في هذا السياق، كقوله : «اِحْذَرُوا عَلَى شَبَابِكُمْ اَلْغُلاَةَ لاَ يُفْسِدُونَهُمْ، فَإِنَّ اَلْغُلاَةَ شَرُّ خَلْقِ اَللَّهِ، يُصَغِّرُونَ عَظَمَةَ اَللَّهِ، وَيَدَّعُونَ اَلرُّبُوبِيَّةَ لِعِبَادِ اَللَّهِ، وَاَللَّهِ إِنَّ اَلْغُلاَةَ شَرٌّ مِنَ اَلْيَهُودِ وَاَلنَّصٰارىٰ وَاَلْمَجُوسَ وَاَلَّذِينَ أَشْرَكُوا. ثُمَّ قَالَ : إِلَيْنَا يَرْجِعُ الْغَالِي فَلَا نَقْبَلُهُ، وَبِنَا يَلْحَقُ الْمُقَصِّرُ فَنَقْبَلُهُ».
وختم بقراءة فقرة مما ورد في البيان الصادر من مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني والتي تحذّر من الغلو ومن كل ما يوهم بالغلو في شأن النبي وعترته .
وقد أشار بيان السيد السيستاني إلى أن الغلو على نوعين: إسباغ الصفات الألوهيّة على غير الله سبحانه، وإثبات أمور ومعانٍ لم تقم عليها حجّة موثوقة.