تقديم لكتاب السفر آدابه وفوائده للدكتور إبراهم محمد المسلمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

في الماضي كان السفر يتطلب بذل جهد كبير، وكان محفوفاً بالمخاطر، بسبب بدائية وسائل المواصلات، ووعورة الطرق، وانعدام الأمن فيها، ولأن مصالح الناس كانت محدودة ومتوفرة في محيطهم الجغرافي غالباً، لذلك كانت حركة السفر محدودة في حياة الناس، لا يقوم بها إلا من يضطر إليها.

إما في الحاضر فقد أصبح السفر جزءاً من حياة كثير من الناس، حيث توفرت وسائل المواصلات الحديثة، وأصبح بإمكان الإنسان أن يقطع آلاف الكيلومترات في وقت قصير، وأصبحت الطرق سالكة آمنة، وتداخلت مصالح الناس بين بلدانهم المختلفة، وتوفر لكثير من الناس فائضَ مالٍ وفائضَ وقت حسب نظام الإجازات السنوية والعطل الأسبوعية في الدراسة والعمل.

          كما أن وسائل الدعاية والإعلام تحفّز فضول المعرفة، وتخلق الرغبة في نفوس أبناء الجيل المعاصر للاطلاع على أوضاع البلدان الأخرى، والاستمتاع بمناظر الطبيعة ومباهج الحياة فيها.

          ولا شك أن للسياحة والسفر فوائد ومنافع كبيرة، على صعيد الكسب المعرفي، والترفيه عن النفس، وتحقيق التواصل والتعارف بين الشعوب والمجتمعات، واستكشاف فرص العمل والاستثمار.

لكن مدى الاستفادة من مكاسب السياحة والسفر يتفاوت بين الناس، فهناك من يحقق مستوى متقدماً من الفوائد والمكاسب خلال سفره، وهناك من يكتفي بحد أدنى من تلك الفوائد، وذلك تبعا لاختلاف مستوى الثقافة والوعي.

ومع الاقبال المتزايد على السياحة والسفر في مجتمعاتنا، تبدو الحاجة ماسة لتوفير ثقافة واعية توجه الراغبين في السياحة والسفر للاهتمام بالإعداد والتخطيط لرحلاتهم، ووضع البرامج التي تتيح لهم مستوى أفضل من الاستفادة والاستثمار لسفرهم.

          وفي تراثنا الديني نصوص كثيرة تدعو الانسان للسير في الأرض، والتعرف على تاريخ الشعوب والأمم، والنظر في آفاق الطبيعة والحياة، وتحصيل المكاسب والمنافع.

          وهناك أحكام وآداب وتوجيهات دينية تتعلق بالسياحة والسفر، لابد للمسافر المسلم من الاطلاع عليها، للالتزام بالأحكام الشرعية، ومراعاة الآداب والتوجيهات الدينية.

          ويمكن للإنسان أن يستفيد من تجارب الآخرين في اسفارهم وسياحتهم، كما أن وسائل الاتصال والمعلومات توفر للإنسان ما يحتاج من المعلومات والخبرات في المجالات المختلفة.

          وبين يدي القارئ الكريم كتاب قيّم عن ثقافة السياحة والسفر أعده الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم بن محمد المسلمي، وجمع فيه مادة مفيدة وافية، استقاها من التراث الديني، وأضاف إليها تجارب ومعلومات نافعة، تساعد المسافر على تحقيق الاستفادة والنجاح في مقاصد سفره.

          وهنا لابد من الإشارة إلى أن كثيراً من الأحاديث والروايات الواردة حول مستحبات ومكروهات السفر لم يثبت الاعتبار لسندها، وإنما يذكرها بعض العلماء على أساس قاعدة التسامح في أدلة السنن.

          وبعض الأحاديث والروايات قد تكون معنية بظرف بيئة خاصة أو زمن محدد.

إنني أقدر للدكتور المسلمي اهتماماته الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عمله التخصصي في المجال الطبي، حيث صدر له أكثر من كتاب، يتناول مواضيع ذات بعد ثقافي اجتماعي، بالإضافة إلى كتب ذات طابع تخصصي.

أسأل الله تعالى له التوفيق والمزيد من العطاء في خدمة الثقافة والمجتمع.

والحمد لله رب العالمين

حسن الصفار

7 شوال 1440هـ

11 يونيو 2019م

السفر آدابه وفوائده