الشيخ الصفار: الدين يحفز للنهوض والنمو الاقتصادي

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن النصوص والتعاليم الدينية تحفّز الإنسان للمزيد من الفاعلية والإنتاج وكسب الثروة، والنمو الاقتصادي من أجل إعمار الحياة.

ودعا للاستفادة من الرؤية الطموحة التي تحفّز المواطن للتطلع نحو صناعة المستقبل الأفضل، ببذل الجهد ومضاعفة الحركة والسعي.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 12 جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ الموافق 13 ديسمبر ٢٠٢٤م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: ولا تنس نصيبك من الدنيا.

وأوضح سماحته أن العالم اليوم يعيش التنافس بين الدول والمجتمعات على بلوغ أعلى درجات النمو الاقتصادي، وقد حبى الله بلادنا بكثير من النعم والثروات، ولا تنقص الإنسان فيها الكفاءات والطاقات الذاتية.

وتابع: ما يحتاج إليه هو الظروف المشجعة والثقافة المحفزة، لصقل إرادة العمل والحركة والسعي من أجل النهوض بمجتمعنا إلى مستوى المنافسة العالمية في النمو الاقتصادي.

وأضاف: حين نقرأ عن نماذج من أبناء الوطن نجحوا في تحقيق مستوى متقدم من النمو الاقتصادي، فهذا ما يجب أن يفرحنا ويشجّعنا على الاستفادة من تجاربهم، وتوسيع مساحة الثراء والإنتاج في اقتصادنا الوطني.

وأشار إلى أن الصحافة المحلية نشرت هذا الأسبوع عن انضمام سبعة ملياردير جديد هذا العام إلى قائمة المليارديرات السعوديين.

وتابع: نأمل أن تتسع القائمة كل عام، وتلحق بها أسماء جديدة من مختلف مناطق المملكة.

وأضاف: إن استضافة بلادنا للحدث العالمي المهم وهو كأس العالم لكرة القدم 2034م، يفتح الفرص أمام الكثير من المشاريع الاستثمارية في مختلف المجالات.

وأبان أن الله تعالى خلق وسخّر ما في الكون من خيرات وثروات لبني البشر جميعًا.

وتابع: لكل إنسان حصة ونصيب في ثروات وخيرات هذا الكون، وعليه ألا يترك حصته ونصيبه، ويغفل عنه وينساه.

وأضاف: إنّ على الإنسان أن يعمل ويسعى للحصول على حصته في هذه الحياة.

وتساءل سماحته: هل هناك من ينسى ويترك حصته ونصيبه في الحياة حتى تنهى الآية الكريمة عن ذلك؟

وأجاب: نعم. هناك من البشر من يتقاعس ويتكاسل عن السعي والعمل، ويرضى لنفسه بالحدّ الأدنى من المكاسب، ويترك المستوى الأعلى الذي يمكن أن يحققه منها.

واستثنى الذي يعاني من عجز في قدراته الجسمية أو الذهنية، أو لظروف قاهرة أحاطت به تعوقه عن السعي والحركة. فهذا لا لوم عليه وهو معذور شرعًا وعقلًا.

وحذّر أن يكون السبب في ترك المستوى الأعلى هو الكسل وضعف الحركة، أو عدم تنمية القدرات والمهارات.

وبين أن هناك ثلاث مستويات للسعي لمكاسب الحياة، فهناك من يسعى حسب مستوى الحاجة.

وتابع: واجب على الإنسان عقلًا وشرعًا أن يسعى لتوفير احتياجات حياته وحياة من يعول. ولا يجوز له أن يقصّر في السعي ما دام قادرًا على ذلك.

وأضاف: وهناك من يسعى ضمن مستوى الرغبة، فبعض الناس قد يرتبط مستوى سعيه لما زاد على حاجته بمدى الرغبة والمزاج.

ولفت إلى أن المستوى المطلوب هو مستوى القدرة والطاقة، فالإنسان يعمل بمقدار طاقته وقدرته، ولا يكتفي بتوفير احتياجاته فقط، ولا يتحكم المزاج في مقدار حركته وعمله.

وبيّن أن تحفيز الدين للإنسان لتحصيل نصيبه الأعلى من الدنيا، هو من أجل إعمار الأرض واستثمار خيراتها، ولكي يوظف مكاسبه الدنيوية في صناعة مستقبله الأخروي، حين يلتزم بالمبادئ والقيم.

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ.