الشيخ الصفار: المرأة الصالحة ركيزة لاستقرار الأسرة وأمن المجتمع
أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على الدور الجوهري الذي تلعبه المرأة الصالحة في استقرار الأسرة والمجتمع.
وتابع: إن المرأة التي تُحسن إدارة بيتها وتُربي أبناءها على القيم الإيجابية تُسهم في بناء حياة أسرية يسودها الاستقرار والنجاح.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في الحفل التأبيني للسيدة زكية الهاشم (أم أمين) زوجة سماحة الشيخ محمد العبد العال، الذي أُقيم مساء الأحد الموافق 19 رجب 1446هـ الموافق 19 يناير 2025م، في حسينية الإمام الصادق بأم الحمام، حيث وصف السيدة الراحلة (أم أمين) بأنها نموذج حي للمرأة الصالحة التي تركت أثراً طيباً في قلوب محبيها وسجلاً حافلاً بالنجاح في أسرتها.
وأوضح سماحته أن الحياة الزوجية ليست مجرد تجربة عابرة، بل هي محطة أساسية لتحقيق الطمأنينة والسعادة لكل أفراد الأسرة.
وأبان أن المرأة الصالحة هي أعظم مكسب في حياة الرجل، مستشهداً بما ورد عن النبي : «مَا اسْتَفَادَ الْمُؤمِنُ بعد تَقوى الله عز وَجل خيرًا لَهُ من زَوْجَة صَالِحَة».
وأشار إلى أن روح المرأة الإيجابية تنعكس على الأسرة بأكملها، مما يجعلها أكثر تماسكاً ونجاحاً، على عكس ما يحدث حين تفتقد الزوجة هذه الصفات.
وتابع: المرأة هي عمود البيت، وهي ربّة المنزل، وهي التي تُضفي على المنزل من روحها، فإن كانت تلك الروح إيجابيةً أضفت على العائلة كلّها حالة الصلاح والطمأنينة والسكون، وجعلت كلّ أفراد الأسرة يسيرون في خط النجاح والسعادة.
وأضاف: أما إذا لم تكن المرأة صالحةً في حياتها الزوجية، فإن كلّ الأسرة تتأثر سلبيًا بسلوكها.
وتناول الشيخ الصفّار في حديثه التحديات التي تواجه الأسرة في العصر الحالي، مشيراً إلى ارتفاع معدلات الطلاق والخلافات الزوجية، والتي وصفها بأنها نتيجة لتزايد ثقافة الأنانية في المجتمع.
وقال: نعيش في عصر تُروَّج فيه ثقافة الفردية والأنانية من خلال الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلباً على مفاهيم الشراكة في الحياة الزوجية.
وتابع: في الحياة العائلية ينبغي للإنسان أن يُفكّر في غيره، وليس في ذاته فقط، كما كان قبل الزواج. وهذا يعني أنه على الرجل والمرأة ألا يُفكّر كلٌّ منهما من منظار ذاتهما فقط، بل ينبغي أن يأخذ كلاهما بعين الاعتبار الطرف الآخر.
وأضاف: هذا يعني أننا بحاجةٍ ماسّة لتعزيز ثقافة الشراكة الزوجية، بأن يعرف الإنسان أنه لم يعد بمفرده، وإنما هناك طرفٌ آخر شريكٌ له في كل مناحي حياته، وعليه أن يدرك ذلك جيّداً ويبني حياته على هذا الأساس.
ولفت إلى أن بناء المرأة الصالحة يبدأ من التربية العائلية، مشددًا على أهمية دور الأسرة في إعداد الفتاة لتحمل مسؤولياتها الزوجية.
مؤكداً أن التربية الصالحة للأولاد والبنات تكون من خلال نموذج العلاقة بين الأب والأم، ومن خلال التوجيه المباشر وغير المباشر، ومن خلال إشراك الأولاد ذكوراً وإناثاً في تحمّل مسؤولية إدارة الحياة العائلة.
وتابع: حين تتربى البنت على تحمّل المسؤولية، فإنها ستكون نموذجاً ناجحاً في المستقبل، وينطبق الأمر على الأبناء أيضاً لأنهم في المستقبل سيكون لهم دورٌ أساس في حياتهم الزوجية.
ودعا إلى صناعة البيئة المناسبة من أجل أن يتربى أبناء وبنات المجتمع على حسن الإدارة في حياتهم العائلية المستقبلية.
وأضاف: إن المجتمع بحاجة إلى مؤسسات ودورات تدريبية تُعزز ثقافة الشراكة الزوجية، إلى جانب خطاب ديني يركز على الأسرة والتربية.
وفي ختام كلمته، قدّم الشيخ الصفّار نصائح عملية لتعزيز الاستقرار الأسري، منها التركيز على ترويض الأنا، وتقبل الاختلافات بين الزوجين، والبحث عن الحلول بدلاً من التركيز على المشكلات.
ودعا إلى استلهام الصبر والتسامح في الحياة الزوجية، مستشهداً بآيات قرآنية وأحاديث وروايات تحث على ذلك.
واختتم كلمته بالدعاء للفقيدة أن يتغمّدها الله بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُلهم ذويها الصبر والسلوان.
وقد شارك في الحفل عدد من الكلمات منها: كلمة اللجنة الاجتماعية النسائية في جمعية أم الحمام الخيرية ألقاها الأستاذ محمد علي العبدالعال نيابة عن الأستاذة آسيا المرهون، كلمة الأستاذة مريم العيد ألقاها بالنيابة الأستاذ أحمد عبد النبي العبدالعال، كلمة الأخوات في حسينية سانت انتونيو بولاية تكساس الأمريكية ألقاها عنهم الأستاذ أنور محمد، قصيدة للشاعر علي المادح القاها نيابة عنه الاستاذ سعيد المادح.