الشيخ الصفار: للمؤسسات الاجتماعية دور أساس في تعزيز قوّة المجتمع

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على الدور المحوري للمؤسسات الاجتماعية في تعزيز قوّة المجتمع، ودفع باتّجاه تحفيز الجيل الشاب ليكون رافداً أساسياً في هذه المؤسسات استمراراً للدور الذي قدّمه الآباء من قبلهم.

وحثّ الآباء على تشجيع أبنائهم وبناتهم ليكون لهم دورٌ في مجتمعهم، وينبغي أن يتحمل الجميع مسؤولية النهوض بالمجتمع ليكون مجتمعاً قويّاً، وتتعزز مشاركته في البناء والتنمية الوطنية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ الصفار في أمسية رمضانية بمزرعة السيد طالع الهاشم رئيس مجلس إدارة جمعية الأوجام الخيرية في السابع من شهر رمضان لعام 1445هـ الموافق 16 مارس 2024م، وحضرها عدد من العلماء والمثقفين والناشطين في الجمعية ولجنة التنمية.

واستفتح الكلمة بحديث مرويٍّ عن رسول الله : «المُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ».

ملفتاً الانتباه إلى أنه من خلال الحديث يتبين أن هناك مؤمنًا قويًا وآخر ضعيفًا.

وتابع: هذا الكلام قد يُحمل على أن القوّة والضعف في الإيمان، فالمؤمن القوي إيماناً أفضل من المؤمن الضعيف إيماناً.

وأضاف: أو أن القوّة والضعف في مقوّمات شخصية الإنسان المؤمن، وبحسب رأي الشيخ الصفّار فإن هذا المعنى هو الأرجح.

وأوضح أن الإنسان المؤمن كلّما امتلك مقوّمات القوّة في شخصيّته أو في حياته، زاد ذلك في رصيده ودوره الإيماني، فمن يمتلك جاهاً سيخدم إيمانه بجاهه، ومن يتملك مالاً سيخدم إيمانه بماله، ومن يمتلك منصباً سيخدم إيمانه بمنصبه.

وضرب مثالاً بذلك السيدة أم المؤمنين خديجة التي خدمت الإسلام بمالها، وكذلك أبو طالب الذي حمى رسول الله بجاهه.

وأكد على أن وجود مقوّمات القوة في المؤمن فرداً كان أو مجتمعاً هو أفضل عند الله سبحانه وتعالى.

مشيراً إلى أن العالم اليوم يحترم الذين يمتلكون رصيداً من نقاط القوّة. مضيفاً: كل مجتمعٍ من المجتمعات تنعكس قوّته على انتمائه، لذا ينبغي أن يسعى كلّ مجتمع لامتلاك نقاط القوة في واقعهم.

وبيّن أن وجود مؤسسات اجتماعية في المجتمع يُعطي للمجتمع قوّة في المحيط الذي ينتمي إليه.

وتابع: سبب هذه القوة أن هذه المؤسسات تقوّي التلاحم الاجتماعي، فتجتمع الطاقات والقدرات، وتسدّ حاجات المجتمع، وبالتالي تقديم خدمات أكبر للمجتمع.

وأضاف: كما أن مكانة المجتمع في محيطه تكون أقوى بهذه المؤسسات، فالنشاط التطوعي والاجتماعي يُعطي قوّة للمجتمع، واليوم تُرصد هذه الأنشطة على المستوى المحلي والوطني والعالمي.

ومضى يقول: في بلدنا اليوم أصبح المجال مفتوحاً لتعدد وتنوّع المؤسسات الاجتماعية والأهلية، بعكس ما كان عليه الوضع في الماضي، وهذا يُعطي فرصة للمجتمع بأن يقوّي نفسه أكثر بتأسيس أكبر عدد ممكن من المؤسسات.

ودفع الشيخ الصفّار باتّجاه تحفيز الجيل الشاب من الأبناء والبنات لتحمّل مسؤوليّاتهم في العمل المؤسسي الاجتماعي، وإن كان هناك شيءٌ من الصعوبة نتيجة تعدد اهتمامات الجيل الجديد، وتشعّب متطلبات الحياة، مما يُقلل من فرص توجّههم نحو العمل الخيري، رغم ذلك ينبغي تشجيع الجيل الجديد من أجل أن يأخذوا دورهم في العمل الاجتماعي.

وأكد أن للعائلة دورًا كبيرًا في تشجيع أبنائها وبناتها باتّجاه العمل الاجتماعي، مشيداً بالآباء الذين يكون لهم دورٌ بارزٌ على هذا الصعيد.

ولفت إلى ضرورة أن يكون الخطاب الديني دافعاً باتجاه المساهمة في العمل المؤسسي الاجتماعي، وكذلك في اللقاءات العامة ينبغي أن يُشجّع الجميع بعضهم بعضاً استجابةً لقوله تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ، منوّهاً إلى أهمّية تعزيز ثقافة العمل الخيري والاجتماعي.

وأشار الشيخ الصفار إلى أن العمل الاجتماعي لا يخلوا من العوائق والعقبات والتحديات، مؤكداً أن ذلك أمرٌ طبيعي ولا ينبغي أن يكون مبرراً لتثبيط العزائم، أو للتنحي بعيداً عن المساهمة في العمل الاجتماعي، مضيفاً: إن التحديات التي ترافق العمل الخيري ينبغي أن تكون دافعاً لاستنهاض إرادة الإنسان لمواجهة هذه التحديات وتجاوزها.

وأعرب الشيخ الصفار في ختام كلمته عن أمله الكبير في الاستجابة والتفاعل من قبل العاملين في النشاط الاجتماعي مع الفرص المتاحة في البلد، وقدّم شكره تقديره وامتنانه للجهود المميزة في الساحة الاجتماعية لبلدة الأوجام الطيبة من قبل الجمعية الخيرية، ولجنة التنمية، وكلّها جهود كبيرة تستحق الثناء والتقدير.

الاوجامالاوجامالاوجامالاوجامالاوجام