قراءة في كتاب: القلق من الآخر

 

القلق من الآخر، كتاب قيم للشيخ حسن الصفار، يطرح فيه ثلاثة محاور رئيسية:

  • سلامة العلاقات البينية
  • القلق من الآخر
  • استشراف الحلول

برأيي أن الشيخ وفق كثيرا في اختيار العنوان، فهو يسلط الضوء على أن موضوع التمزق والاحتراب الداخلي، ويقابله التلاقي والوحدة بين أفراد الجماعة، يلقي بضلاله على الحالة النفسية للفرد. وقد وصف هذه الحالة بشكل دقيق وذكر لها أسبابا عدة، ربما تشكل الجزء الأكثر أهمية في الكتاب.

وقد أكد أن الاختلاف هو في الحقيقة فتنة وامتحان للإنسان، وقد استشهد بجزء من الآية ٢٠ من سورة الفرقان، ﴿وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً، فالصبر على وجود الآخر وممارسة القيم الحاكمة على العلاقة من مظاهر الإيمان.

في محوره الثاني والأهم، تحدث الشيخ عن أربعة أسباب لنشوء حالة القلق

تأثير التاريخ: يقول بأننا نتأثر بتاريخنا ولا نستطيع الانفصال عنه، لكن هذا التأثر لا ينحصر في الاستفادة من التجارب التاريخية وأخذ ما يفيد لبناء حاضرنا، المشكلة هي الغرق في الجوانب السلبية والسيئة من التاريخ، فنتاعطى معها وكأنها حدث اليوم.

التراث الثقافي: وهو مساحة متأثرة بالبيئة التي كتب فيها ويحتوي على كثير من السلبيات، لكننا نتشبث بهذا التراث مع علمنا بوجود غير الصحيح فيه، خصوصا فيما يتعلق بالعلاقة مع الآخر.

الخلل في الواقع القائم: غياب المواطنة والمساواة بين الجماعات المختلفة في المجتمع الواحد أمر خطيير، يشعر البعض بالغبن بينما يشعر من هم في موقع الغلبة بالتعالي على الآخر، وينتج عن ذلك اعتداء على حقوق الفئات الأخرى..

العنصر السياسي: هناك قوى خارجية ترتبط مصالحها بتمزيق المجتمع، وتعمل على إثارة الخوف لدى فئة من الفئة الأخرى أو ترفع لواء المظلومية لفئتها وتضع نفسها كحامي مصالح جماعتها.

وفي سياق استشراف الحلول، طرح سماحة الشيخ عدة معالجات، بدءا بالاهتمام بالمشكلة وعدم تجاهلها، ثم معالجة مواقع الخلل، ونشر ثقافة التسامح، والتواصل البيني، وبين بأن هذه المسارات يمكن أن تقلل من التوتر وتزيل المخاوف وتؤسس إلى مناخ قبول الآخر والتعايش معه.

المهندس السيد بدر الغريفي

https://www.instagram.com/share/p/_hgMZW8FO