الشيخ الصفار: الدعاء يرسّخ الإيمان بالله ويحفّز لمواجهة التحديات

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن الدعاء يرسخ الإيمان بالله ويعزز طاقة الإنسان الروحية، مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعاته.

وتابع: على الإنسان أن يدرك أن الدعاء ليس بديلاً عن العمل والسعي، بل هو وسيلة للحصول على المدد الإلهي، فالاكتفاء بالدعاء دون بذل الجهد لا يحقق النتائج المرجوة.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 15 شعبان ١٤٤٦هـ الموافق 14 فبراير ٢٠٢5م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الدعاء طاقة روحية ومدد إلهي.

وأوضح سماحته أن الدعاء يلعب دورًا جوهريًا في حياة الإنسان، حيث يفتح أمامه أبواب الأمل، ويمنع وقوعه في دوامة اليأس والإحباط.

وأشار إلى أن الإيمان بالله وبصفاته الحسنى هو الأرضية التي ينطلق منها الإنسان في التجائه إلى الله تعالى بالدعاء. حين يؤمن بأن للكون والحياة خالقًا مدبرًا مهيمنًا، وكل الأمور بيده.

وأضاف: إن الإيمان والعمل شرطان أساسيان للاستجابة، مشددًا على أن الله لا يخذل من يدعوه، بل يمنحه الخير بشكل أو بآخر.

وبيّن: أن الإنسان لا يحيط بجميع السنن الإلهية، لذلك قد تأتي الاستجابة بطرق غير متوقعة، أو تكون سببًا في دفع ضرر كان على وشك الوقوع.

ولفت إلى أهمية الدعاء كقوة نفسية وروحية، داعيًا إلى عدم التهاون فيه، مستشهدًا بما ورد عن رسول الله : «أَعْجَزُ ‌النَّاسِ مَنْ عَجَزَ فِي الدُّعَاءِ».

وفيما يتعلق بعدم تحقق نتائج بعض الدعاء، أوضح سماحته أن الإنسان قد لا يدرك الحكمة الإلهية في توقيت الاستجابة أو شكلها.

وتابع: الدعاء لا يضيع، فقد يكون سببًا لدفع ضرر، أو تحقيق خير لم يكن متوقعًا.

وأضاف: تمر على الإنسان حوادث وقضايا كثيرة يرى من خلالها كيف تحقق ما لم يكن متوقعًا، وكيف كفاه الله سوءًا كان على وشك الإصابة به.

وأوضح أن السنن والقوانين الإلهية تقتضي أن يسعى الإنسان ويبذل جهده، ثم يلجأ إلى الدعاء طلبًا للتوفيق والمدد. أما من يكتفي بالدعاء دون عمل، فإنه يُخالف الفهم الصحيح للعلاقة بين الدعاء والأسباب الطبيعية.

وتابع: إن المفاهيم الدينية منظومة متكاملة، ولا يصح أن ينظر الإنسان إلى جزء من هذه المفاهيم ويغفل عن الأجزاء الأخرى، فذلك هو ما يحدث التشويش والارباك في وعيه الديني.

وأبان أن نصوصًا دينية كثيرة تؤكد على أن هناك شروطًا للدعاء ليكون في موقع الإجابة، مستشهدًا بما ورد عن رسول الله جوابًا لمن قال: احِبُّ أن تُستَجابَ دَعوَتي: «اجتَنِبِ الحَرامَ تُستَجَب دَعوَتُكَ».

وتابع: وقد يكون ما يدعو ويطلبه الإنسان لا ينسجم مع سنة وحكمة إلهية، فلا يلبي طلبه.

وبين أن نصوصًا دينية تؤكد أن الله تعالى لا يخيّب عبده إذا دعاه، بل يستجيب له بشكل أو بآخر، فآثار الدعاء ومكاسبه مضمونة.

واستشهد بما روي عن رسول الله : «ما مِن مُؤمِنٍ يَدعو بِدَعوَةٍ إلَا استُجيبَ لَهُ؛ فَإِن لَم يُعطَها فِي الدُّنيا اُعطِيَها فِي الآخِرَةِ».