حضور الآخرة في فكر علي وسيرته
ورد عن أمير المؤمنين علي : «مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ اَلْآخِرَةِ قَلَّتْ مَعْصِيَتُهُ»[1] .
يؤمن أتباع الديانات السماوية بوجود عالم آخر، وحياة أخرى بعد الحياة الدنيا، حيث يبعث الله تعالى الناس بعد موتهم يوم القيامة ويقفون بين يديه للحساب عمّا فعله كلّ واحد منهم في الحياة الدنيا، حتى يكافئ الله تعالى المحسنين بالأجر والثواب ويدخلهم الجنة والنعيم المقيم، ويؤاخذ المسيئين بالعذاب والعقاب ويكون مصيرهم إلى النار وبئس القرار.
وظيفة الإيمان بالآخرة
ويأتي الإيمان بالآخرة نتيجة للإيمان بإله خالق حكيم عادل تقتضي حكمته وعدله، أن يكون للخلق غاية وهدف، وأن يختلف مصير المحسنين عن مصير المسيئين، وهذا لا يتحقق في الحياة الدنيا، بل قد يكون الظلمة والعصاة أوفر حظًا ونصيبًا منها، فلو لم تكن هناك دار آخرة تتجلى من خلالها حكمة الله وعدله، لكان الوجود عبثًا.
يقول تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ [سورة المؤمنون، الآية: 115].
ويقول تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ [سورة ص، الآية: 28].
ووظيفة الإيمان بالآخرة تذكير الإنسان بالمسؤولية عن تصرفاته وأعماله في هذه الحياة، وأنّ كلّ أقواله وأفعاله موثّقة مسجّلة عليه، وسيسأل عنها يوم القيامة ويجازى عليها ثوابًا وعقابًا.
يقول تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [سورة الكهف، الآية: 49].
الاهتمام بالمستقبل الأخروي
إنّ الإيمان بالآخرة يلفت الإنسان إلى أنّ ما يجده في الدنيا من متع وملذّات، وما يواجهه من آلام وصعوبات، هي مجرّد عينة ونموذج صغير لما ينتظره في الآخرة من نعيم عظيم دائم، أو عذاب شديد مقيم.
وإذا كان يهمّه كسب هذه الملذّات الضئيلة في الدنيا وتجنب آلامها المحدودة، فإنّ عليه أن يفكر في تأمين مستقبله الأخروي الذي لا يقاس بنعيمه وعذابه شيء من نعيم الدنيا وآلامها.
لكنّ مشكلة الإنسان هي الاستجابة لضغوط الرغبة الحاضرة والانشغال عن مصالحه الكبرى المستقبلية.
يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا﴾ [سورة الإنسان، الآية: 27].
ويقول تعالى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ [سورة الأعلى، الآيتان: 16-17].
إنّ سيطرة هموم الدنيا على الإنسان وانشغاله بها عن التفكير في آخرته، هو الذي يجعله أسير الشهوات والرغبات، ويوقعه في المعاصي والموبقات. وهو ما يسبب له الشقاء في الدنيا والآخرة.
التذكير بالآخرة
لذلك تهتم النصوص الدينية بتذكير الإنسان بالآخرة، لضبط حركته وتصرفاته في الدنيا. فجاءت مئات الآيات في القرآن الكريم تتحدّث عن المعاد والآخرة.
(وقد قام بعضهم بإحصاء ما يرجع إليه في القرآن فبلغ زهاء ألف وأربعمائة آية، وكان السيّد العلّامة الطباطبائي (قدّس سرّه) يقول بأنّه ورد البحث عن المعاد في القرآن في آيات تربو على الألفين، ولعلّه ضمّ الإشارة إليه إلى التصريح به، وعلى كلّ تقدير فهذه الآيات الهائلة تعرب عن شدّة اهتمام القرآن به)[2] .
إنه لا يكفي مجرّد الإيمان بالآخرة عقديًا ونظريًا، بل لا بُدّ من استحضار هذا الإيمان وتفعيل أثره في نفس الإنسان، لينعكس ذلك على سيرته وسلوكه.
إنّ من أسباب تجاهل البعض للآخرة وتشكيكهم في يوم البعث والنشور، رغبتهم في الانفلات من التزامات هذا الإيمان في حياتهم وسلوكهم.
يقول تعالى: ﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴿٥﴾ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾ [سورة القيامة، الآيتان: 5-6].
وحين يندّد القرآن الكريم بسلوك المطففين: ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴿٢﴾ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [سورة المطففين، الآيتان: 2-3] يعقّب على ذلك بقوله تعالى: ﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ﴿٤﴾ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٥﴾ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة المطففين، الآيات: 4-6] في إشارة إلى أنّ الإيمان بالبعث والحساب يفترض أن يكون رادعًا عن الظلم والجور على حقوق الآخرين.
الآخرة في حديث علي
ومن يقرأ سيرة أمير المؤمنين عليٍّ ، ويستعرض كلماته وتوجيهاته في خطبه ورسائله وسائر أحاديثه، يجدُ حضورًا مكثّفًا للآخرة في فكره وسيرته.
إنه يؤكد على استحضار الآخرة؛ لأنّ ذلك يحفّز الإنسان لتحقيق الصلاح في حياته.
ورد عنه : «طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ، وعَمِلَ لِلْحِسَابِ»[3] .
ويكتب رسالة لأحد ولاته يوبّخه على سوء تصرفه في بيت مال المسلمين، فيخاطبه: «فَسُبْحَانَ اللَّه أَمَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ، أَومَا تَخَافُ نِقَاشَ الْحِسَابِ»[4] .
وفي عهده لمالك الأشتر يؤكد الارتباط بين ذكر الآخرة، وانضباط سلوك الإنسان في الدنيا.
فإنّ قدرة الإنسان على التحكم في مشاعره النفسية وأقواله وتصرفاته العملية واستخدامه لسلطته ونفوذه، كلّ ذلك رهين بمدى اهتمامه بالآخرة، واستذكاره للوقوف بين يدي الله تعالى للحساب يوم القيامة.
يقول : «امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ[5] وسَوْرَةَ[6] حَدِّكَ[7] ، وسَطْوَةَ يَدِكَ وغَرْبَ[8] لِسَانِكَ، واحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ[9] وتَأْخِيرِ السَّطْوَةِ، حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ، ولَنْ تَحْكُمَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِكَ، حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ»[10] .
الأولوية للآخرة
إنه يدعو إلى إعطاء الأولوية في الاهتمام للآخرة، وبذلك يربح الإنسان الدنيا، كما يربح الآخرة.
يقول : «مَنِ اِبْتَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ رَبِحَهُمَا، ومَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ خَسِرَهُمَا»[11] .
ويقول : «مَنْ لَمْ يُؤْثِرِ اَلْآخِرَةَ عَلَى اَلدُّنْيَا فَلاَ عَقْلَ لَهُ»[12] .
وعنه : «مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ اَلْآخِرَةِ، قَلَّتْ مَعْصِيَتُهُ»[13] .
والذكر هنا يعني استحضار الآخرة في الفكر والنفس، وتمثل مشاهدها في الذهن، وما يترتب على المعصية من عذاب وعقاب.
وإذا كان الإنسان يسعى لتحصيل مكاسب الحياة ونيل ملذّاتها، ويحرص على تجنيب نفسه الآلام والمكاره فيها، فإنّ الإمام عليًّا ، ينبّه الإنسان إلى أهمية مكاسب الآخرة وخطورة آلامها ومكارهها، فهي أولى بالاهتمام والحذر.
يقول : «مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَه النَّارُ، ومَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَه الْجَنَّةُ، وكُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ، وكُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ»[14] .
الحذر من غضب الله وعذابه
ويركّز الإمام كثيرًا على التذكير بعذاب الله في نار جهنم، ليستثير رادع الانحراف والمعصية في نفس الإنسان.
يقول : «واعْلَمُوا أَنَّه لَيْسَ لِهَذَا الْجِلْدِ الرَّقِيقِ صَبْرٌ عَلَى النَّارِ، فَارْحَمُوا نُفُوسَكُمْ - فَإِنَّكُمْ قَدْ جَرَّبْتُمُوهَا فِي مَصَائِبِ الدُّنْيَا.
أَفَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الشَّوْكَةِ تُصِيبُه، والْعَثْرَةِ تُدْمِيه والرَّمْضَاءِ تُحْرِقُه، فَكَيْفَ إِذَا كَانَ بَيْنَ طَابَقَيْنِ مِنْ نَارٍ، ضَجِيعَ حَجَرٍ وقَرِينَ شَيْطَانٍ، أَعَلِمْتُمْ أَنَّ مَالِكًا إِذَا غَضِبَ عَلَى النَّارِ، حَطَمَ بَعْضُهَا بَعْضًا لِغَضَبِه، وإِذَا زَجَرَهَا تَوَثَّبَتْ بَيْنَ أَبْوَابِهَا جَزَعًا مِنْ زَجْرَتِه»[15] .
وفي نفس السياق ما جاء في دعاء كميل المروي عنه : «وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَما يَجْرِي فِيها مِنَ المَكارِهِ عَلَى أَهْلِها، عَلَى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ، يَسِيرٌ بَقاؤهُ قَصِيٌر مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالِي لِبَلاءِ الآخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ المَكارِهِ فِيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ، لأَنَّهُ لا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ؟! وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرْضُ، يا سَيِّدِي فَكَيْفَ بِي وَأَنَاْ عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ؟!».
يعيش عالم الآخرة
وهو في سيرته قد وضع الآخرة نصب عينيه، كما وصف المتقين بذلك وهو إمامهم، يقول
: «عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَه فِي أَعْيُنِهِمْ، فَهُمْ والْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وهُمْ والنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ»[16] .
وقد تحدّث عن بعض مشاهد استحضاره للآخرة في سيرته، منها ما قاله
: «واللَّه لأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ[17] مُسَهَّدًا[18] ، أَوْ أُجَرَّ فِي الأَغْلَالِ مُصَفَّدًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّه ورَسُولَه يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِمًا، لِبَعْضِ الْعِبَادِ، وغَاصِبًا لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ، وكَيْفَ أَظْلِمُ أَحَدًا لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا[19] ، ويَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا؟!»[20] .
وفي مشهد آخر يقول : «واللَّه لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وقَدْ أَمْلَقَ، حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعًا، ورَأَيْتُ صِبْيَانَه شُعْثَ الشُّعُورِ غُبْرَ الأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ، كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ[21] ، وعَاوَدَنِي مُؤَكِّدًا وكَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّدًا، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْه سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُه دِينِي، وأَتَّبِعُ قِيَادَه، مُفَارِقًا طَرِيقَتِي، فَأَحْمَيْتُ لَه حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِه لِيَعْتَبِرَ بِهَا، فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ[22] مِنْ أَلَمِهَا، وكَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا[23] ، فَقُلْتُ لَه: ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ، أَتَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِه، وتَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِه، أَتَئِنُّ مِنَ الأَذَى ولَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى؟!»[24] .
هكذا عاش الإمام علي عالم الآخرة في الدنيا، وكان يتطلع للآخرة في كلّ لحظة من لحظات حياته، وحينما اقترب موعد لقائه بربه، رأى ذلك فوزًا عظيمًا، فقال عند إصابته بسيف ابن ملجم: «فُزتُ ورَبِّ الكَعبَةِ»[25] .
وجاء في وصيته الأخيرة: «واللَّه مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُه، ولَا طَالِعٌ أَنْكَرْتُه، ومَا كُنْتُ إِلَّا كَقَارِبٍ[26] وَرَدَ وطَالِبٍ وَجَدَ، ﴿وما عِنْدَ الله خَيْرٌ لِلأَبْرارِ﴾»[27] .
وحينما دخل عليه أصبغ بن نباته في اليوم التالي لإصابته، يقول: (دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ مَعْصُوبُ الرَّأْسِ بِعِمَامَةٍ صَفْرَاءَ، قَدْ نُزِفَ وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، مَا أَدْرِي وَجْهُهُ أَصْفَرُ أَوْ الْعِمَامَةُ، فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَقَبَّلْتُهُ وَبَكَيْتُ، فَقَالَ لِي: «لَا تَبْكِ يَا أَصْبَغُ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ الْجَنَّةُ» فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَعْلَمُ وَاللَّهِ أَنَّكَ تَصِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا أَبْكِي لِفِقْدَانِي إِيَّاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ)[28] .