في مسجد الحمزة بسيهات

الشيخ الصفار يؤكد على تكامل العمل الدنيوي والديني لتقدّم الإنسان وسعادته

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان، ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار محاضرة قيّمة في مسجد الحمزة بسيهات مساء الجمعة 14 رمضان 1446هـ الموافق 14 مارس 2025م، تناول فيها رؤية الإسلام المتكاملة لمفهوم العمل، مؤكدًا على ضرورة التوازن بين العمل الدنيوي والعمل الأخروي، وعدم الفصل بينهما، كما شدد على أهمية الإتقان في جميع جوانب الحياة، سواء في العبادات أو في الأنشطة الدنيوية.

استهل الشيخ الصفار حديثه بالإشارة إلى رؤية الإسلام الشاملة لمفهوم العمل، موضحًا أن تقسيم الأعمال إلى دينية ودنيوية يجب أن يكون وفق الفهم الصحيح للنصوص الدينية، إذ أن الإسلام لا يعتبر العمل الدنيوي مجرد نشاط مادي بحت، بل هو جزء من رسالة الإنسان في الحياة، وله أجر وثواب متى ما كان بنية صالحة وفيه خدمة للإنسان والحياة.

وأشار إلى أن الرسول الأعظم والأئمة الطاهرين كانوا يوجهون الناس إلى العمل والسعي في الأرض، مستشهدًا بقول الإمام الحسن : «اِعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً وَاِعْمَلْ لآِخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَداً»، وهو توجيه يعكس التوازن المطلوب بين السعي المعيشي والاستعداد للآخرة.

وأوضح الشيخ الصفار أن النصوص الدينية لم تقتصر على الحث على الصلاة والصيام، بل أوصت بالسعي في الأرض، والعمل، والبحث في أسرار الكون، مستشهدًا بالآيات القرآنية التي تدعو إلى التفكير والعمل.

وركّز الشيخ الصفار في كلمته على أهمية الإتقان في أداء العمل، مبينًا أن الالتزام بإتقان العبادات يجب أن ينعكس على أداء الإنسان في شؤون حياته اليومية. مؤكدًا أن الإنسان المؤمن ينبغي أن يحرص على أداء عمله بدقة وأمانة، مستشهدًا بحديث النبي : «إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ».

كما أشار إلى خطأ بعض التصورات السائدة التي تفصل بين العمل الدنيوي والعبادات، مشددًا على أن التاجر الصادق والعامل المخلص يمكن أن يكون له أجرٌ لا يقل عن العابد إذا كان عمله نافعًا ويُؤدى بصدق وإحسان.

المجتمع بحاجة إلى العمل النافع لا إلى التواكل

تطرق الشيخ الصفار إلى ظاهرة التواكل والكسل التي قد تصيب بعض الأفراد بحجة التفرغ للعبادة، مؤكدًا أن الإسلام لا يدعو إلى العزلة عن الحياة أو الزهد السلبي، بل يحث على العمل والإنتاج والاستفادة من الموارد المتاحة لتحسين الحياة الفردية والاجتماعية. كما شدد على أهمية السعي في الأرض وطلب الرزق الحلال، وذكر أن رسول الله قال: «اَلْكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اَللَّه».

كما أشار إلى أن المجتمع الإسلامي بحاجة إلى أفراد منتجين يسهمون في بناء الأمة، ويحرصون على تقديم الخدمات النافعة، موضحًا أن العمل الصالح لا يقتصر على الصلاة والصيام، بل يشمل كل جهد يبذله الإنسان لإصلاح الحياة وتحقيق العدالة.

الاستعداد للآخرة لا يعني إهمال الدنيا

أكد الشيخ الصفار على ضرورة أن يعيش الإنسان في توازن بين السعي في الدنيا والاستعداد للآخرة، فلا ينشغل بجمع المال دون اعتبار للآخرة، ولا يهمل حياته الدنيوية بحجة الزهد. كما لفت إلى أن كل ما يعمله الإنسان يمكن أن يكون طريقًا إلى رضوان الله إذا توفرت فيه النية الصادقة والخدمة للحياة.

مسجد الحمزة 1446مسجد الحمزة 1446مسجد الحمزة 1446مسجد الحمزة 1446مسجد الحمزة 1446