في أمسية قرآنية بصفوى 1446

الشيخ الصفار: تلاوة القرآن مسؤولية ووعي والتزام

 

في أجواء روحانية مفعمة بنور القرآن، ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار مساء الأربعاء 26 رمضان 1446هـ الموافق 26 مارس 2025م كلمة توجيهية خلال أمسية قرآنية بمنزل الشيخ صالح البراهيم بمدينة صفوى، تناول فيها العلاقة العميقة بين تلاوة القرآن وتحمل المسؤولية تجاه مضامينه، مؤكداً أن التلاوة القرآنية مسؤولية ووعي والتزام.

من الكتاتيب إلى المؤسسات القرآنية

استهل الشيخ الصفار حديثه بالإشارة إلى اهتمام أجيال الأمة بتعلّم القرآن، وفي عهد سابق كان هناك ما يُعرف بـ "الكتاتيب" أو "الكتّاب"، حيث كان الأطفال يتعلمون تلاوة القرآن الكريم، ويكتسبون من خلاله أساسيات اللغة والخط.

وأكد أن هذه المرحلة أسهمت في تشكيل اهتمام قرآني مبكر لدى الأجيال، قبل أن تتراجع هذه الظاهرة مع بروز التعليم النظامي.

وتابع: وظهرت في العقود الأخيرة أساليب حديثة ومؤسسات متخصصة لإحياء الارتباط بالقرآن، منها مراكز للتحفيظ، وأخرى تُعنى بالتفسير، والعلوم القرآنية.

وسائل الإعلام وإحياء التلاوة

وتطرق الشيخ الصفار إلى الدور المحوري الذي لعبته وسائل الإعلام في إذكاء الحضور القرآني في الوعي العام، مستحضرًا بدايات البث القرآني في الإذاعات المصرية والعربية، وبروز شخصيات القراء البارعين في مصر وسائر الدول الإسلامية، ومساهمتها في إعادة الأجواء الروحية القرآنية في ساحة المجتمعات الإسلامية.

التلاوة مسؤوليةأمسية قرآنية بصفوى 1446

وفي محور كلمته الأساس، شدد سماحة الشيخ الصفار على أن تلاوة القرآن الكريم لا ينبغي أن تُختزل في بعدها التعبّدي، بل يجب أن تكون مدخلًا لتحمّل المسؤولية، واستيعاب الرسالة الأخلاقية والعملية التي يحملها الكتاب الإلهي.

واستشهد بقوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ.

وأوضح سماحته أن قارئ القرآن لا يُعذر إذا لم يلتزم بما يقرأ، لأنه أصبح مُطّلعًا على توجيهات الله، وبمخالفتها ليتحمّل مسؤولية مضاعفة.

وأكد في ذات الوقت، على أهمية المواظبة على تلاوة القرآن الكريم، كبرنامج يومي في حياة الإنسان المسلم.

واستشهد بما ورد عن الإمام جعفر الصادق : «الْقُرْآنُ عَهْدُ اللَّهِ إِلَى خَلْقِهِ، فَقَدْ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَنْظُرَ فِي عَهْدِهِ، وَأَنْ يَقْرَأَ مِنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسِينَ آيَةً».

التلاوة الحقيقية

وأبان أن القرآن لا يُقرأ لمجرد الثواب فقط، بل لأجل تزكية النفس والإصلاح الذاتي، مستشهدًا بما ورد عن رسول الله : «اقرَأِ القرآنَ ما نَهاكَ، فإنْ لمْ ‌يَنهَكَ فلَستَ تَقرَؤهُ».

وحذّر من حالة التناقض بين التلاوة وعدم الالتزام، قائلاً: "من يقرأ القرآن ويخالفه، فإن قراءته تُصبح عليه لا له".

دعم المشاريع القرآنية

وفي ختام كلمته، عبّر سماحة الشيخ الصفار عن شكره لفضيلة الشيخ صالح البراهيم والمشاركين معه في إحياء هذه الأمسية المباركة، ولجميع العاملين في خدمة القرآن الكريم.
ودعا المجتمع إلى دعم المبادرات القرآنية، مؤكدًا أن هذه المشاريع تمثل إحياءً لكتاب الله، وتجسيدًا لروح الإسلام في المجتمع.

أمسية قرآنية بصفوى 1446أمسية قرآنية بصفوى 1446أمسية قرآنية بصفوى 1446أمسية قرآنية بصفوى 1446أمسية قرآنية بصفوى 1446أمسية قرآنية بصفوى 1446أمسية قرآنية بصفوى 1446أمسية قرآنية بصفوى 1446أمسية قرآنية بصفوى 1446