داعيا لاستحضار البعد الإيماني والأخلاقي والاجتماعي
الشيخ الصفار يُشدّد على ضرورة تجاوز النظرة الاختزالية لشخصية الإمام الحسين

شدّد سماحة الشيخ حسن الصفار على ضرورة تجاوز النظرة الاختزالية لشخصية الإمام الحسين ، داعيًا إلى استحضار أبعادها الإيمانية والأخلاقية والاجتماعية في خطاب موسم عاشوراء، بما ينسجم مع حاجات العصر وتحدياته.
جاء ذلك ضمن كلمة توجيهية مسجلة لسماحته بثت في ملتقى خطباء المنبر الحسيني الذي أقامه مركز الرسول الاكرم في تناناريف عاصمة مدغشقر يوم السبت 25 ذو الحجة 1446هـ الموافق 21 يونية 2025م بعنوان: عاشوراء وأبعاد الشخصية الحسينية.
اللقاء، الذي خُصص للتفكير والتخطيط في إحياء موسم عاشوراء، اعتبره سماحته مناسبةً مباركة تتجلى فيها قيمة "تفكير ساعة خير من عبادة سنة"، مشيدًا بالجهود المبذولة لإحياء ذكرى عاشوراء بروح من التأمل والتجديد.
وأكد الشيخ الصفار أن إحياء شهادة الإمام الحسين لا ينبغي أن يقتصر على استحضار المأساة، بل يستوجب قراءة شاملة لمسيرته المباركة، معتبرًا أن "الشهادة كانت تتويجًا لمسيرة عظيمة"، وأن استحضار سيرة الإمام هو سبيل لتحريك العاطفة وتوجيه الوعي نحو مسار الإصلاح.
وطرح سماحته ثلاثة أبعاد رئيسية ينبغي أن يتناولها الخطباء في موسم عاشوراء، موجّهاً إلى أن تُخصّص مجموعة من المجالس والليالي لكل بُعدٍ من أبعاد شخصية الإمام الحسين.
وبدأ حديثه بالبُعد الإيماني والروحي، حيث دعا إلى تسليط الضوء على علاقة الإمام الحسين بالله تعالى، وخشوعه في عبادته، وحرصه على التقرّب إلى الله، مشيرًا إلى أدعيته، واهتمامه بالصلاة والحج وتلاوة القرآن، ومؤكدًا أن "الهجمة المادية المعاصرة تستدعي تعزيز هذا الجانب الروحي في نفوس المؤمنين".
وتابع: ومن أبعاد شخصية الإمام البُعد الأخلاقي والاجتماعي، منوهًا بأن التدين الحقيقي لا ينعكس فقط في العبادات بل في حسن التعامل مع الأسرة، والجيران، والعاملين، وحتى مع الأعداء، مستشهدًا بموقف الإمام الحسين
مع الحرّ بن يزيد الرياحي، داعيًا الخطباء لتسليط الضوء على هذا المعنى الأخلاقي والإنساني في سيرة الإمام الحسين
.
ودعا الخطباء لتناول فلسفة النهضة الحسينية، حيث بيّن الشيخ الصفار أن انطلاق الإمام من المدينة إلى كربلاء لم يكن مغامرة فردية بل مسؤولية إيمانية تجاه الدين والأمة، منددًا بثقافة اللامبالاة المجتمعية، وداعيًا إلى تحمّل المسؤولية في ضوء المتغيرات الزمانية والمكانية.
وختم الشيخ الصفار كلمته بالتأكيد على أن رسالة عاشوراء هي إحياء الدين والالتزام بالقيم، داعيًا إلى تبني هذه الرسالة بوعي وعزيمة، وأن يكون إحياء عاشوراء منصة لتجديد الالتزام بالدين، وبناء المجتمع على أسس روحية وأخلاقية وإنسانية مستلهمة من مدرسة كربلاء.
كما عبّر عن أمله في أن تثمر مداولات المؤتمر لوضع برامج مفيدة للمجتمع في إحياء هذه الأيام العظيمة، ذكرى أبي عبد الله الحسين ، موجهًا شكره العميق للقائمين على اللقاء، وللحضور من مبلغين ومبلغات، على تفاعلهم وجديّتهم في حمل أمانة الكلمة وتبليغ الرسالة الحسينية.
يشار إلى أن ملتقى خطباء المنبر الحسيني الذي أقامه مركز الرسول الاكرم في تناناريف عاصمة مدغشقر انعقد يومي السبت والأحد 25-26 ذو الحجة 1446هـ الموافق 21-22 يونية 2025م، ألقى خلاله عدد من العلماء والخطباء منهم: الخطيبة خديجة جمعه، الدكتور الشيخ سجاد الربيعي مدير جامعة دار الحكمة، الشيخ كميل لاباس مدير مركز الرسول، الشيخ الخطيب سالم علي يوسف، الخطيب الشيخ شمس.
وقد شارك في الملتقى مختلف المراكز والمؤسسات كمؤسسة انسما، حوزة انسما، مركز الرسول ، جامعة دار الحكمة، حوزة الرسول، جامعة المصطفى، حوزة دار الحكمة، بحضور أكثر من ٧٠ خطيبًا وخطيبة.