الشيخ الصفار «ينبغي التواصل مع الجهات الرسمية لحفظ الأمن الاجتماعي»
مكتب الشيخ حسن الصفار تاروت: محمد الشيوخ - علي حسين المشور
أشار مدير الندوة في افتتاحيته إلى أن العنف كظاهرة أصبح من الظواهر المقلقة ولم يعد الحديث عن وجودها وحدودها، وإنما يجري الحديث من قبل المهتمين بدراستها عن كيفية تطويقها ومعالجتها والحد من مخاطرها موضحا بعض اشد واخطر أشكال العنف السائدة في مجتمعاتنا «العسكري، السياسي، الطائفي، والاجتماعي»، والأخير وهو عنوان الندوة، وقد قدم الضيوف ودعاهم لتناول الموضوع كلا حسب تخصصه.
فيما بدأ الشيخ حسن الصفار حديثه من زاوية دينية ثقافية فكرية قائلا «أن الفراغ الروحي والثقافي والاجتماعي،والخلل في الخطاب الديني، وعدم وجود فرص عمل واطر في المجتمع تستوعب مجاميع الشباب وطاقاتهم، من ابرز العوامل الدافعة للشباب لممارسة بعض أشكال العنف في المجتمع، وطالب الوعاظ والخطباء ورجال الدين بالاهتمام بالخطاب الديني وجعله خطابا جاذبا ومؤثرا».
وأضاف الصفار القول «كلما كان الخطاب الديني مركزا على الغيبيات أو حشو المعلومات فقط في عقل المتلقي دون قدرته على التأثير في النفس، وتعميق حالة التقوى، ورفع حالة الحساسية تجاه حقوق الآخرين، كلما كان بعيدا عن هدفه وغايته».
وأكد على ضرورة أن تكون هنالك روادع اجتماعية كما اسماها، باعتبارها تقوم بوظيفة الضبط الاجتماعي، وهي ذاتها التي تجعل كل من تسول له نفسه في ممارسة العنف يعيد حساباته وربما تشل حركته بالكامل.
وطالب الشيخ الصفار الفعاليات الاجتماعية بالتواصل مع الجهات المعنية بالأمن من اجل وضعها في صورة ما يجري من عنف اجتماعي في البلد ومطالبتها باليقظة الدائمة بغرض حماية المجتمع المحلي وعدم تعرضه للاختلال بسبب الجرائم التي تحدث فيه.
وأكد الصفار على أهمية تطبيق القوانين والأنظمة بدون محاباة باعتبارها من أهم الروادع، وعدم التراخي في هذا الجانب أو التقليل من شأنها بحجة الانشغال بمكافحة الإرهاب ونحوها.
فيما استعرض الباحث الاجتماعي العيد بعض النظريات المفسرة للإجرام والممارسة العنفية من زاوية اجتماعية، موضحا العوامل والأسباب التي تدفع بالشباب لممارسة الجريمة، وهي أسباب ذات جذور اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وثقافية، وتربوية، وإعلامية.
وحدد العيد بعض مظاهر العنف مثل «الاختطاف، والاغتصاب، وتداول السلاح بين الشلل الشبابية والمتاجرة به واستخدامه في المشاجرات فيما بينهم».
من جانبه عرف الباحث النفسي اسعد النمر العنف باعتباره سلوكا عدوانيا، وركز حديثه على بيان حجم مشكلة العنف الاجتماعي في المجتمع السعودي مستعرضا بعض الأرقام والإحصاءات التي وردت في بعض الدراسات الاجتماعية، وبعض الصحف المحلية في المملكة.
وقال النمر «أن العنف في المملكة هو عنف ذكوري بحسب الأرقام والإحصاءات التي تبين نسبة المسجونين من الذكور والإناث كمؤشر على أن العنف الذي يمارس في المجمع السعودي هو عنف ذكوري في غالبه».
وأضاف النمر قائلا «بان الأرقام الموجودة تعطي مؤشرا على أن العنف في المجتمع وصل إلى مديات واسعة بحسب الحوادث والجرائم المسجلة المعلنة،أما الجرائم غير المسجلة فهي بكل تأكيد ليست بالقليلة فلو رصدت سجلت لكان الصورة أكثر قتامة».
وبعد أن بين النمر أنواع السلوك العدواني «الصريح وغير الصريح واللفظي وغير اللفظي المؤدي وغير المؤدي»، طرح جملة من الأفكار كحلول لمشكلة العنف الاجتماعي كان أبرزها الدعوة للاهتمام بالباحثين الاجتماعيين والنفسيين.
وفي مداخلته دعا الشيخ فوزي السيف الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين للاهتمام بالدراسات الاجتماعية ورصد السلوك العدواني، وعمل دراسات موسعة في هذا الجانب لأنها ستعين المصلحين والوعاظ والنشاط الاجتماعيين في كيفية التوجيه والتعاطي مع ظاهرة العنف في المجتمع.
وجاءت مداخلات الحضور وتساؤلاتهم للضيوف لتؤكد على ضرورة الاهتمام والتصدي لظاهرة العنف سيما العنف المسلح الذي بدأ ينتشر بشكل ملحوظ في مناطقنا، وان التصدي لانتشار الأسلحة ينبغي أن يكون على كاهل الأجهزة الأمنية في البلاد بالدرجة الأولى، وذلك من خلال عدم تراخيها في عملية الضبط وتجاوز حالة الفساد الإداري وتفعيل كل ما من شأنه أن يحفظ الأمن ويحقق الاستقرار الاجتماعي في البلد خصوصا بعد حوادث القتل والسطو المسلح والاغتصاب والاختطاف التي تحدث بصورة متزايدة في معظم مدن المجتمع السعودي.
في ختام الندوة شكر مدير الندوة الشيوخ الضيوف على استجابتهم للدعوة وما قدموه من طرح، والحضور على مداخلاتهم وتساؤلاتهم القيمة، وكذلك شكر أعضاء اللجنة الثقافية المتبنية لهذه الندوة.
الجدير بالذكر أن اللجنة الثقافية بمسجد الرفعة سبق، وان نظمت مجموعة من الندوات الفكرية والثقافية، وهي في صدد القيام بندوات أخرى تسهم في توعية المجتمع للحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعيين.
جانب من الندوة