مثقفو القطيف يناقشون تنامي ظاهرة العنف المسلح
أوضح الشيخ حسن الصفار أن الفراغ الروحي والثقافي والاجتماعي، من أبرز العوامل التي تدفع الشباب لممارسة بعض أشكال العنف في المجتمع، وطالب الوعاظ والخطباء ورجال الدين بالاهتمام بالخطاب الديني، وجعله خطابا جاذبا ومؤثرا.
مؤكدا على ضرورة أن تكون هنالك روادع اجتماعية تقوم على وظيفة الضبط الاجتماعي.
كان ذلك خلال الندوة التي أقيمت الأسبوع المنصرم في جزيرة تاروت والتي حملت عنوان "تنامي ظاهرة العنف المسلح في المجتمع المحلي" بحضور عدد من الباحثين وعلى رأسهم أسعد النمر وجعفر العيد.
وتناول حديث الصفار الموضوع من زاوية دينية ثقافية فكرية، حيث طالب بتواصل الفعاليات الاجتماعية مع الجهات المعنية بالأمن ومطالبتها باليقظة الدائمة بغرض حماية المجتمع المحلي وعدم تعرضه للاختلال بسبب الجرائم التي تحدث فيه.
وأكد على أهمية تطبيق القوانين والأنظمة بدون محاباة باعتبارها من أهم أساليب الردع، وعدم التراخي في هذا الجانب.
ومن جهة ثانية استعرض الباحث الاجتماعي العيد بعض النظريات المفسرة للإجرام وممارسة العنف من زاوية اجتماعية، موضحا العوامل والأسباب التي تدفع بالشباب لممارسة الجريمة، وهي أسباب ذات جذور اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وتربوية، وإعلامية.
وحدد العيد بعض مظاهر العنف مثل "الاختطاف، والاغتصاب، وتداول السلاح بين الشباب والمتاجرة به واستخدامه في المشاجرات فيما بينهم".
فيما عرف الباحث النفسي أسعد النمر العنف باعتباره سلوكا عدوانيا، وركز في حديثه على بيان حجم مشكلة العنف الاجتماعي في المجتمع السعودي مستعرضا بعض الأرقام والإحصاءات التي وردت في بعض الدراسات الاجتماعية، وبعض الصحف المحلية في المملكة.
وطرح جملة من الأفكار كحلول لمشكلة العنف الاجتماعي كان أبرزها الدعوة للاهتمام بالباحثين الاجتماعيين والنفسيين.
ودعا الشيخ فوزي السيف في مداخلته الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين للاهتمام بالدراسات الاجتماعية ورصد السلوك العدواني، وعمل دراسات موسعة في هذا الجانب لأنها ستعين المصلحين والوعاظ والنشطاء الاجتماعيين في كيفية التوجيه والتعاطي مع ظاهرة العنف في المجتمع وجاءت مداخلات الحضور لتؤكد على ضرورة الاهتمام والتصدي لظاهرة العنف. سيما العنف المسلح.
(الوطن، 2/7/1427هـ ـ 27/7/2006، العدد 2127)