في حسينية دار الزهراء بدولة الكويت

الشيخ الصفار: احتواء الشباب ضرورة في زمن الضغوط والتحوّلات

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى تفهّم الضغوط الكبيرة التي يعيشها الجيل الجديد، وعدم التعامل مع أخطائهم بقسوة وإقصاء، بل باحتضان ورفق يفتح أمامهم أبواب الأمل والعودة.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها مساء الأربعاء 20 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 12 نوفمبر 2025م في حسينية دار الزهراء بدولة الكويت، تحت عنوان: (الشباب وتحديات الالتزام الديني).في حسينية دار الزهراء بدولة الكويت

واستعرض سماحته التحولات العميقة التي يشهدها العصر، معتبرًا أن شباب اليوم يواجهون تحديات أوسع وضغوطًا أشدّ مما واجهته الأجيال السابقة، نتيجةً لانفتاح العالم وتضخّم المؤثرات الشهوانية والثقافية عبر وسائل الإعلام والفضاء السيبراني، مما يجعل التمسك بالدين في هذا العصر أمرًا يتطلب إسنادًا لا تأنيبًا، واحتواءً لا طردًا.

وأشار إلى أن أولى خطوات المساندة التربوية تتمثل في زيادة التواصل والانفتاح مع الأبناء والبنات، مؤكدًا أن الجلوس معهم والإصغاء إليهم يُعدّ من أرقى صور العبادة.

واستشهد بما ورد عن النبي محمد : «جُلُوسُ اَلْمَرْءِ عِنْدَ عِيَالِهِ أَحَبُّ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى مِنِ اِعْتِكَافٍ فِي مَسْجِدِي هَذَا».

كما دعا إلى توفير بيئات مؤسسية حاضنة تحتضن طاقات الشباب وتنمّي قدراتهم، بدلًا من تركهم فريسةً للفراغ والتيارات السلبية.

وانتقد الشيخ الصفار أسلوب فرض نسخة واحدة مشددة من الدين، داعيًا إلى عرض الآراء الفقهية الميسّرة والمعتبرة، طالما كانت ضمن الإطار الشرعي.
وضرب أمثلة على ذلك بقاعدة "حلّية ما في سوق المسلمين"، فيما يرتبط بأحكام تذكية اللحوم، وفتاوى حول كشف وجه المرأة، مؤكدًا أن الدين ليس مساحة تضييق، بل رحمة وتيسير ومراعاة للواقع.

وأكد سماحته أن التعامل مع أخطاء الشباب يجب أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالغضب والوصاية القاسية، مستشهدًا بمواقف النبي وأهل البيت الذين احتضنوا العصاة وأمّلوهم، ولم يُقصوهم أو يُشهروا بهم.

وبيّن أن المذنب يبقى إنسانًا له كرامته وحقوقه، ولا يجوز التجسس عليه أو تعييره بذنب ارتكبه، فالدين لم يُشرّع الفضيحة بل الستر، ولم يُعلّم الإقصاء بل الإصلاح.

واختتم المحاضرة بالاستشهاد بفقرة من رسالة الحقوق للإمام زين العابدين : «وَأَمّا حَقّ الصّغِيرِ فَرَحْمَتُهُ، وَتَثْقِيفُهُ، وَتَعْلِيمُهُ، وَالْعَفْوُ عَنْهُ، وَالسِّتْرُ عَلَيْهِ، وَالرِّفْقُ بِهِ، وَالْمَعُونَةُ لَهُ، وَالسِّتْرُ عَلَى جَرَائِرِ حَدَاثَتِهِ، فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِلتّوْبَةِ، وَالْمُدَارَاةُ لَهُ، وَتَرْكُ مُمَاحَكَتِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى لِرُشْدِهِ». مؤكدًا أن المقصود ليس فقط الطفل الصغير، بل الفتى والفتاة في عنفوان الشباب وتجربة الحياة.

لمشاهدة المحاضرة:

https://www.youtube.com/live/_jjwyAAFmEQ

في حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويتفي حسينية دار الزهراء بدولة الكويت