الاحتفاء بذكرى أم البنين

 

يحتفي المؤمنون في هذه السنوات الأخيرة، بذكرى وفاة أم البنين في مثل هذا اليوم الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة.

وهي سيدة جليلة من أسرة عربية عريقة، ويكفيها فخرًا أنها كانت زوجًا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وعاشت في كنفه قرابة ثلاثة عقود من الزمن، كما يكفيها شرفًا أنها أنجبت وربّت أربعة أبطال بواسل استشهدوا بين يدي أبي عبدالله الحسين ، وفي طليعتهم قمر بني هاشم أبو الفضل العباس .

لكن التاريخ بخل علينا بأي معلومات مفيدة عن سيرتها وحياتها، فحتى تاريخ وفاتها لم يذكره أي مصدر تاريخي، وإنما ورد في كتابات معاصرة، دون مصدر أو سند.

كما لم ينقل لنا التاريخ شيئًا من الأحاديث والروايات والمواقف عنها، وهل يُعقل أنها لم تسمع أو لم تنقل شيئًا عن زوجها الإمام علي وقد عاشت معه ثلاثة عقود؟ وعاصرت في عهده أحداثًا مهمة؟ ولا عن الإمامين الحسنين وقد عاصرتهما، وكانت في ظل رعايتهما.

وأغلب ما ينقل عن أم البنين، قصص وروايات يتداولها الخطباء، وينظمها الشعراء، لاستثارة العواطف الولائية للمؤمنين.

إنّ الاحتفاء بذكرى أم البنين يعزز الولاء في النفوس للعترة الطاهرة، ويجب أن يُوجه للاهتمام بتربية الأبناء الصالحين، الذين يخدمون الدين، ويعطون ويضحّون من أجل القيم والمبادئ العظيمة، وهو الشرف الذي نالته أم البنين في أعلى درجاته.

سلام الله عليك يا ام البنين وعلى ابنائك الشهداء، وخاصة أبي الفضل العباس، ثبتنا الله على محبة نبيه وأهل بيته ووفقنا للاقتداء بهم، وحشرنا في زمرتهم.