وقد تحدث سماحته في بداية الحديث عن أن هناك ثلاثة أصناف من حيث استخدام العقل:"/>

أخلاقيات الحوار

أمّ سماحة الشيخ حسن موسى الصفار "حفظه الله" جموع المصلين يوم الجمعة الموافق 29 شوال 1423هـ في مسجد سماحة الشيخ علي المرهون حفظه الله بالقطيف. وقد افتتح سماحته كلمته «بروايةٍ عن أنس بن مالك قال: أثنى قومٌ على رجلٍ عند رسول الله ، فقال : كيف عقله؟ قالوا: يا رسول الله نُخبرك عن اجتهاده في العبادة وصنوف الخير فتسألنا عن عقله! فقال : إن الأحمق يُصيب بحُمقه أعظم من فجور الفاجر.»

وقد تحدث سماحته في بداية الحديث عن أن هناك ثلاثة أصناف من حيث استخدام العقل:

الصنف الأول: المجانين.

وهؤلاء لا يستخدمون عقولهم، وبالتالي ليس عليهم تكليفٌ شرعي ولا قانوني، لأن التكليف الشرعي منوطٌ بعقل الإنسان.

الصنف الثاني: العقلاء.

وهم من يستخدمون عقولهم، ويستفيدون منها قدر المستطاع.

الصنف الثالث: الحمقى.

وهذا الصنف يقع بين الصنفين، فهم ليسوا مجانين ولكنهم لا يُحسنون استخدام عقولهم. وقد حذرت الروايات من هذا الصنف كثيراً واعتبرته أخطر من فجور الفار، كما جاء في الحديث الذي تصدّر البحث. وفي حديث آخر: «إياك ومصاحبة الأحمق فإنه يُريد ا، ينفعك فيضرك.»

وقال سماحة الشيخ: إن الإسلام قد ابتلي بجماعةٍ أقرب ما يُطلق عليهم أنهم حمقى، فهم يتصرفون باسم الدين ولكن الدين بعيداً كل البعد عن تصرفاتهم السلبية.

بعد ذلك واصل سماحة الشيخ موضعه حول أخلاقيات الحوار، وقد استعرض سماحته النقاط التالية:

أولاً- القيم والمبادئ صالحة لكل المجتمعات.


كل قيمة من القيم السامية، وأي مبدأ من المبادئ الحقة، صالحةٌ لأي مجتمعٍ من المجتمعات ولا يُمكن أن تكون هناك قيمةٌ من القيم أو مبدأ من المبادئ صالحٌ لمجتمعٍ دون آخر مهما كانت تلك القيمة أو ذلك المبدأ. إلا أنه تختلف المجتمعات عن بعضها من حيث طريقة استخدام تلك القيم والمبادئ، فهناك من يستخدمها الاستخدام السليم وآخرون يستخدمونها بأسلوبٍ غير سليم.

فمثلاً الحوار: قيمة سامية ومنهجٌ حضاري، فهو يصلح لكل المجتمعات، فلماذا نجد أن هناك مجتمعات لا ينجح فيها الحوار، وأخرى نراه فيها في أرقى المستويات؟

يقول سماحة الشيخ: الثقافة السلبية التي تربى عليها إنسان تلك المجتمعات هي السبب، فإذا تربى الإنسان على ثقافة الحوار سنجد الحوار ناجحاً وفي أرقى المستويات في مجتمع ذلك الإنسان. ولذا إذا أردنا أن نعزز مكانة الحوار في أي مجتمعٍ من المجتمعات، علينا:

1- بث ثقافة جديدة في المجتمع تدعوا للحوار.

2- ترشيد ممارسة الحوار، فقد يكون هناك حوارٌ في المجتمع، ولكنّ الأسلوب غير حضاري.

وقال سماحته أيضاً إن المحطات الفضائية وما تبثه من حواراتٍ متعددة التوجهات كشفت عن الأسلوب السيئ للحوار في مجتمعاتنا الإسلامية.

ثانياً- الاعتراف بقيمة الإنسان.


يقول سماحة الشيخ: إن الإنسان في حياته يتعامل مع ثلاثة أصناف:

1- الجماد: وهذا الصنف ليس له روح ولا مشاعر، ولذا ليست هناك حدود للتعامل مع الجماد سوى الإسراف.

2- الحيوانات: هذا الصنف له روح وله نسبة معينة من المشاعر، لذا نجد أن هناك رواياتٌ كثيرة تحث على الرفق بالحيوان.

3- الإنسان: وهذا الصنف أرقى الأصناف، وله روح مشاعر وكرامة، وكرامته من حيث إنسانيتة بغض النظر عن توجهه أو مذهبه أو ديانته.

وفي نهاية حديث سماحته أكد على ضرورة بث ثقافة دافعة بهذا الاتجاه.


والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله الطاهرين.