المرأة نحو دور أفضل
قال تعالى : ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ﴾ الآية الكريمة بداية لسورة كاملة تعرف باسم سورة (المجادلة ) وهي تحكي حادثة حصلت في عهد رسول الله وتعكس صورة من صور نضال المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي الأول .
سبب نزول هذه السورة ( سورة المجادلة )
يذكر المفسرون أن امرأة اسمها خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية من الأنصار كانت متزوجة برجل اسمه أوس بن الصامت في يوم من الأيام حصل سوء تفاهم بينها وبين زوجها كما يحصل عادة ولكن الزوج انفعل وظاهرها .
ما هو الظهار ؟
الظهار : أن يقول الزوج لزوجته أنت عليّ كظهر أمي في الجاهلية ، كأن إذا قال الرجل لامرأته هذه الكلمة تصبح مشكلة بالنسبة للمرأة حيث تصبح معلقة لا يستطيع هو أن يتعامل معها كزوجة ولا يمكن لغيره أيضا أن يتزوجها فتبقى في عهدته معلقة ، هذا كان في الجاهلية .
هذه المرأة عندما قال لها زوجها هذه الكلمة ، وهو أيضاً بعد أن هدأ انفعاله وغضبه ندم وهي أيضاً لا تريد الانفصال عنه .
فعندها أطفال وعائلة تهتم ببيتها وأطفالها لكن من الناحية الاجتماعية والسائد في المجتمع والقانون فيه أنه أصبحت العلاقة الزوجية منفصلة بينه وبينها وتبقى معلقة ، حسناً هذا كان في الجاهلية ، أما الآن جاء الإسلام والمسلمون يعيشون في المدينة المنورة بظل رسول الله فهل يصبح نفس الحكم جاري أم هناك حكم آخر ؟
ما هو الحكم ؟
الروايات تقول بأن الزوج نفسه قال لها : اذهبي إلى رسول الله واسأليه هو لم يذهب وأمر زوجته بالذهاب ، فعلاً جاءت إلى رسول الله وعرضت عليه قضيتها قائلة : ( يا رسول الله إني امرأة كنت شابة مرغوب في فتزوجني أوس وبعد أن خلا سني ونفرت بطني ( أنجبت له الأولاد ) ظاهرني قال لي : \" أنتِ عليّ كظهر أمي ) فماذا أصنع ؟ فقال لها الرسول : لم ينزل عليّ في هذا الأمر شيئاً يخص الظهار .
فالظهار هنا أول حادثة تقع في المجتمع الإسلامي آنذاك فلم ينزل من قبل لها حكم . بعض الروايات تقول : أن الرسول قال لها كما هو المتداول حرمت عليه . لكن المرأة لم تقتنع بهذا الكلام فقالت له : يا رسول الله ماذا أصنع ؟ إن لي أطفال وصبية إن ضممتهم لي جاعوا وإن ضممتهم إليه ضاعوا لأنه لا يستطيع تربيتهم بنفسه وأنا لا أريد أن أنفصل عن زوجي .
قال لها : وما الذي أفعل لم ينزل في هذا الأمر شيء . ثم قالت يا رسول الله والله ما ذكر طلاق . وكلما قال لها الرسول لم ينزل عليّ شيء أعادت الكلام مرة أخرى ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك﴾ - أنه من الجدال إعادة الكلام وتكراره - ﴿في زوجها وتشتكي إلى الله ﴾ كانت ترفع يدها إلى الله وتشكو يا رب ارحم حالي وارحم حال أطفالي وأنزل على لسان نبيك ما يحل مشكلتي، وأصبحت تدعو وتتوسل وتجادل النبي أكثر من مرة، ﴿والله يسمع تحاوركما إن الله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير﴾
بعد فترة قال النبي لها : أبشري يا خولة فقد أنزل الله فيك وفي شأنك قرآنا فأدعو لي زوجك . وجاء أوس بن الصامت فالتفت إليه رسول الله وقال له : أنت ظاهرت زوجتك ؟ قال : نعم . فقال الرسول ما حملك على ذلك ؟ قال : الشيطان \" غضبت وانفعلت فقلته لها \" فهل لي من رخصة يا رسول الله ؟
فقال : نعم . وقرأ عليه الآيات التي نزلت حول هذا الموضوع : ﴿والذين يظاهرون من نساءهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ﴾ قبل أن يتصل بزوجته لابد عليه أن يحرر رقبة .
يا هذا ألك مال تعتق رقبة ؟ فقال : يا رسول الله ليس لي مال .
﴿فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا﴾ ، فقال : يا رسول الله أنا لا أستطيع الصيام وأني أكل في اليوم عدة مرات فإذا أبطئ عن الطعام كاد بصري أن ينطفئ فلا أحتمل أن أصوم شهرين متتابعين .
﴿فإطعام ستين مسكين﴾ فقال أوس عندما سأله رسول الله هل عندك قدرة على إطعام ستين مسكين ؟ قال : لا، إلا أن تتصدق عليّ . فأعطاه الرسول من عنده النصف وهو من عنده النصف فيتم إطعام ستين مسكين .
ونحن هنا لا نريد أن نتكلم عن موضوع الظهار وعندنا في الفقه الإسلامي هناك أحكام حول الظهار وفيه تفاصيل في الرسائل العلمية .
لكن نريد أن نعتبر هذا الأمر مدخل لوضع المرأة وكيف أن المرأة تعالج مشاكلها واحتياجاتها وكيف تنتزع حقوقها وتعزز وضعها في المجتمع ؟
يقول أحد المفسرين وهو العلامة محمد الطاهر بن عاشور هذا مفسر تونسي عنده تفسير جداً جميل غير متداول في بلاد المشرق تفسيره اسمه التحرير والتنوير يتكون من ثلاثين جزءاً في خمس عشر مجلداً وهو كتاب قيم فيه أفكار جيدة .
يقول : الله تعالى يذكر هذه الحادثة ويسمي سورة باسمها سورة المجادلة تنويه بتلك المرأة وتنبيه للأمة كيف أن المرأة ؟ وكيف أن الرجل يحافظ على مصالحه ويطالب بحقوقه ؟ وفعلاً هذه خوله في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان في يوم من الأيام يمشي ومعه جماعة فاستوقفته فوقف لها . . ثم أخذت تتحدث معه طويلاً وأغلظت له في القول إلى أن انتهت فتجاوزها لكن الحاضرين معه تعجبوا من ذلك وقالوا : لم نرى مثل هذا اليوم أطلت الوقوف معها وعطلت رجالات قريش من أجل هذه العجوز وأغلظت لك في القول ولم ترد عليها بشيء ، فقال عمر : ألم تعرفوا من هذه ؟
فقالوا له : لا من هي ؟ فقال : هذه التي جادلت رسول الله وسمع الله شكواها من سبع سماوات والله لو استوقفتني إلى الله لوقفت معها ولم أنصرف .
هذه نموذج للمرأة التي تطالب بحقوقها وتدافع عن مصالحها وأوضاعها .
تشعر المرأة في أكثر المجتمعات بالبلدان النامية بأنها مهمشة رغم أن المرأة هي نصف المجتمع أو قد تكون أكثر في بعض المجتمعات من ناحية العدد . ورغم الخدمات الكبيرة التي تقدمها المرأة . وهل هناك خدمة أكبر وأعظم من حملها للإنسان ؟
فترة الحمل ليست بسيطة ﴿حملته أمه وهنا على وهن﴾ تتحمل فترة الحمل ثم تتحمل فترة الرضاعة والحضانة وتستمر في التحمل وحينما تكون زوجة تتحمل زوجها وكيف تقوم بخدمة المنزل وإدارة شئونه .
مع أنها نصف العدد في المجتمع ومع هذه الخدمات الكبيرة التي تقدمها لكنها تشعر بأنها مهمشة وأنها تحت الهيمنة وتحت السيطرة ليس لها ذلك الدور وتلك الموقعية .
فلماذا هذا التهميش في دور المرأة ؟ هل هناك نقص وقصور في ذات المرأة ؟
يعني المرأة هل الله خلقها ناقصة خلقها قاصرة والرجل أكمل منها ؟ ولذلك تصبح هي درجة ثانية فتكون تحت الهيمنة والسيطرة .
حينما نقرأ آيات القرآن الحكيم نراه يتحدث عن المرأة إلى جنب الرجل ولا يتحدث عن تفاوت بينهما في أكثر المجالات التي يتحدث عنها القرآن فمن ناحية أصل النوع والهوية والخلقة ليس هناك اختلاف \" هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها \" أصل واحد .
أيضا من حيث آلية الخلق \" وإنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى \" نفس الشيء ليس هناك فرق وحينما يتحدث القرآن الكريم عن مهمة الإنسان في هذه الحياة ؟
ما هي مهمته في الحياة ؟ ولماذا خلقه الله في هذه الحياة ؟ فأنه يتحدث عن مهمتين :
المهمة الأولى : العبادة ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ وهذا يشمل الرجل والمرأة.
المهمة الثانية : يتحدث عن مهمة الإعمار ، إعمار الحياة والأرض ﴿ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض﴾ هل هذا الخطاب خاص للرجال فقط ؟ أم النساء أيضا ؟
وآيات عديدة في القرآن الحكيم تبين أن المكانة عند الله ومعيار القرب عنده سبحانه وتعالى لا يتفاوت بين الرجل والمرأة ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ رجل كان أو امرأة، ﴿فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى﴾ .
وفي آيات أخرى الله تعالى يقرن بين الرجل والمرأة ، ﴿المسلمون والمسلمات والمؤمنون والمؤمنات ، القانتين والقانتات الذاكرين الله كثير والذاكرات﴾ وهكذا المرأة إلى جانب الرجل .
بل حتى في الدور الاجتماعي العام نرى أن القرآن الكريم يذكر أيضا أن المرأة تتحمل دورها تجاه مجتمعها ، تتحمل مسئوليتها الاجتماعية ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾، المرأة مثل الرجل تتحمل مسئوليتها الاجتماعية .
هناك بعض الروايات الواردة التي تبرز وكأن المرأة دون الرجل ناقصة عن الرجل \" ناقصات العقول أناقصات الخصوص \\\" هذه روايات موجودة .
هذه الروايات بعضها ليست صحيحة السند وبعضها ليست على ما يفهم يعني ليست بالمعنى أنه بالفعل المرأة ناقصة عن الرجل وأقل شأناً عند الله من الرجل . كلا . .
نعم فيما يرتبط بالعائلة والبيت الله تعالى أعطى للرجل القوامة ﴿الرجال قوامون على النساء﴾. هذا في الحياة الزوجية له القوامة ليس من الناحية المطلقة.
كما أن القرآن الحكيم يتحدث عن بعض النماذج النسائية وكيف كان لهن دوراً ريادي .
القرآن يتحدث عن امرأة ويضربها مثلاً للناس جميعاً ﴿وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون﴾، لكل المؤمنين في كل الأجيال ﴿امرأة فرعون إذ قالت ربي ابني لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ﴾. الله سبحانه وتعالى يجعلها مثل لكل المؤمنين وليس للناس فقط والقرآن الكريم يتحدث عن تلك المرأة التي قادت قومها فأحسنت القيادة ( بلقيس ) ملكة سبأ بدليل أنها أسلمت لله واستجابة لنبي الله سليمان وقصتها مفصلة في سورة النمل حينما جاء الهدهد ونقل تقرير عن وضع مملكة اليمن وسبأ ﴿أني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ﴾.
وبعد ذلك النبي سليمان بعث إليها رسالة ولما وصلت إليها انظر كيف كانت عاقلة ! انظر كيف كانت ديمقراطية ! ما استبدت بالرأي \" ﴿قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليّ كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعالوا عليّ وأتوني مسلمين ، قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ، ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ﴾.
عرضت عليهم القضية، لكن الجماعة التي كانت تحيط بها ﴿قالوا نحن أولو قوة وألو بأس شديد والأمر إليك ، فانظري ما تأمرين!﴾ قالت ( انظر إلى الحصافة والحنكة التي يذكرها القرآن عن هذه المرأة ): ﴿قالت أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون وأني مرسلة إليهم بهدية فناظرت بم يرجع المرسلون ﴾، قالت طبيعي إذا كان هناك أناس عندهم حب للتسلط والهيمنة إذا سيطروا علينا سيذيقوننا الذل والهوان ، لكن في احتمال أن يكون هذا الرجل الذي كتب الرسالة ليس عنده حب هيمنة ولا سيطرة ممكن أن يكون صادق فيما يدعيه وما يقوله بأنه نبي يدعو إلى الله فيجب علينا أن لا نتعجل في مواجهة عسكرية معهم .
دعونا نختبره ونرى هل هو صادق في دعوته هذه ؟ أو هو طالب للهيمنة والسيطرة ؟
وفعلاً بعثت هدية ولكن النبي سليمان أوضح لها أن هدفه ليس المال ولا السيطرة ولا الهيمنة ولذلك استجابت له .
يشير العلماء والمفسرون إلى أن القرآن الحكيم حينما ذكر قصتها ما استنكر قيادتها . ذكر الموضوع من دون استنكار مما قد يستشف منه عدم الاعتراض .
طبعاً هناك بحث هل يصح للمرأة أن تتولى الحكم والسلطة أم لا ؟
بعض علماؤنا المعاصرين يرى بأنه لا أشكال في ذلك والأحاديث الواردة مثل «ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة » فيها نقاش من ناحية السند ومن ناحية الدلالة.
نحن الآن ليس بصدد هذا الموضوع ولكن نريد أن نقول بأن المرأة من الناحية النظرية لا تختلف عن الرجل ومن الناحية العلمية القرآن يستشهد بنساء رائدات في مجتمعاتهن .
فلماذا تكون المرأة مهمشة في المجتمع ؟ ما دام ليس هناك قصور ذاتي ؟ ونحن نرى التاريخ كيف أن المرأة أثبتت قدراتها وكفاءاتها في العديد من المواقع والأدوار والعلوم فليس هناك نقص وليس هناك قصور .
البعض من الناس يعتقدوا بأن الإسلام هو وراء هذه الحالة من التهميش ، مثل قول : أن الإسلام يريد من المرأة مهمشة وأن عملها فقط هو في المنزل وهي في نظره مجرد ربة بيت وليس لها أي دور آخر ولا يصح لها أن تخرج من بيتها إلا في المناسبات الاضطرارية .
أحد العلماء المصريين الشيخ محمد الغزالي ( رحمه الله ) توفي قبل سنتين يقول : مرة سمعت خطيباً متحمساً وهو يقول : أن المرأة لا يجوز أن تخرج من بيتها في حياتها إلا مرتين مرة من بيت أهلها إلى بيت زوجها والثانية من بيت زوجها إلى القبر . يقول لما سمعته استنكرت منه هذا الكلام ، هل كانت المرأة في الإسلام هكذا ؟
لم تكن المرأة في العهد الإسلامي الأول هكذا . هذه النظرة المتزمتة المتشددة للمرأة ، هذه الروايات وهذه الأفكار وهذه الاطروحات التي تتعامل مع المرأة على هذا الأساس هذه خاطئة ليست سليمة وصحيحة وإنما تشوه الإسلام .
مثل حركة طالبان حينما جاءوا في أفغانستان ماذا صنعوا ، شوهوا سمعة الإسلام بتصرفاتهم وبالخصوص تجاه المرأة منعوها من التعليم والعمل والخروج من المنزل وضيقوا عليها هذا تشويه وظلم وهذا ليس من الإسلام . يدّعون الإسلام ولكنهم يفتكون بالإسلام بتصرفاتهم المخالفة للإسلام .
كيف تستطيع المرأة أن تتجاوز حالة التهميش ؟
هناك عدة أمور نريد أن نتحدث عنها :
أولاً- رفع المستوى الثقافي والفكري والعلمي لدى المرأة.
المرأة من أجل أن تأخذ دورها الحقيقي في المجتمع يجب أن تفجر كفاءتها الفكرية والعلمية وترفع مستواها الثقافي ، فمن أسباب تهميش المرأة وتخلف وضعها في الكثير من المجتمعات حالة الجهل وضعف المستوى الفكري والمستوى الثقافي .
على المرأة في مجتمعاتنا أن ترفع من مستواها ، مطلوب منها أن تتعلم وأن ترفع مستوى علمها والحديث المشهور المتداول في إحدى رواياته «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»
في بعض الروايات «على كل مسلم» ، وهو يشمل المرأة أيضا وفي بعض الروايات «على كل مسلم ومسلمة» .
رواية جميلة في عهد رسول الله جاءت امرأة إليه ومعها مجموعة من النسوة قالت : يا رسول الله لقد غلبنا عليك الرجال وفي رواية أخرى ( لقد ذهب بحديثك الرجال ) فعين لنا يوماً نأتيك فيه وتعلمنا مما علمك الله ، يعني المرأة تطلب أن يكون لها يوم خاص ، وهو أن يجلس النبي مع النساء ويعلمهن ، فقبل وحدد لهن يوم كذا مكان كذا أسبوعيا يأتين إليه ويتعلمن منه . ينبغي للمرأة أن تتعلم دينها وأن تتثقف في أموره وأمور مجتمعها وأمور الحياة بشكل عام .
لا يكفي أن تقتنع بالمناهج الدراسية ، الآن الحمد لله بناتنا اهتمامهن الدراسية جيدة بل في أكثر الأحيان البنات اهتمامهن بالدراسة أكثر من الأولاد .
لكن المسألة ليست في حدود البرامج الدراسية ومن أجل نيل الشهادة فقط ، وإنما يجب أن ترفع مستوى وعيها وعلمها.
عندنا في التاريخ فقيهات مجتهدات ، راويات ، مؤلفات في التاريخ الماضي وفي التاريخ المعاصر.
الآن في بريطانيا امرأة اسمها ( باريرة كارت لاند ) عمرها الآن 97 سنة مؤلفة ، فقد ألفت ستمائة وسبعة وثمانين رواية في كل يوم تكتب سبع آلاف كلمة يعني فصل أو اكثر ، وفي كل أسبوعين تنجز رواية كاملة ورواياتها ترجمت إلى أربعين لغة ، قراء رواياتها أكثر من سبعمائة مليون إنسان .
ونحن نحتاج أن يكون في مجتمعنا تخرج منه امرأة عالمة ومفكرة فاضلة تكتب وتؤلف وتتثقف وتثقف وهذا أمر ضروري خاصة من الناحية الدينية ليس هناك مانع أن تكون فقيهة مجتهدة .
عندنا مجلة تصدر في الحوزة العلمية المقدسة بقم تسمى ( حوزه ) بالفارسية في أحد الأعداد وكتبت موضوع جميل مشوقاً أن من الضروري أن المرأة تصل إلى مستوى الفقاهة والاجتهاد ، لماذا ؟
قد تكون هناك بعض الحالات الخاصة وبعض الأحكام الخاصة ، فإذا امرأة هي تكون فقيهة مجتهدة فتكون أقدر على معالجتها لأنها تفهم ظروف وضعها والمحيط الذي حولها فيحتاج أن تكون امرأة فقيهة ومجتهدة وهذا هو المطلوب .
نحتاج في مجتمعنا أن تكون لدينا أديبات وكاتبات ومفكرات وعالمات والمفروض أن تكون الفرص متاحة والمجال متاح لمن ترغب في ذلك في عدة طرق ومجالات وينبغي المرأة هي بنفسها أن تنتزع لها هذا الدور والمستوى والمكانة ، هذا هو الجانب الأول .
ثانياً- عدم تضخيم الجانب الأنثوي عند المرأة.
أما الجانب الثاني وهو أن المرأة في حياتها وحركتها الاجتماعية أن لا تضخم الجانب الأنثوي في حياتها . كيف ذلك ؟ هذا يحتاج إلى تفصيل .
شاءت حكمة الله تعالى أن يكون هناك انجذاب من المرأة إلى الرجل ومن الرجل إلى المرأة . هذه إرادته تعالى وحكمته ، لكن هذا الانجذاب المتبادل وهذه الحالة الشهوانية التي تكون من كل واحد منهما تجاه الآخر لزمن تكون ضمن إطار وضوابط .
وإذا لم تصبح ضمن هذا الإطار والضوابط تكون هناك حالة انفلات في المجتمع وضياع وهذا بحث مفصل .
من أجل أن تكون هناك حالة عفة في المجتمع والتعاطي بين الرجل والمرأة والرجل – المرأة كإنسان والرجل كانسان – فحينما يلتقيان ويتعاطيان حيث ينظر إلى بعضهما الآخر كانسان وانسانة ، المشكلة في الكثير من الأحيان أن أي لقاء وعلاقة بين رجل وامرأة يكون هناك حضور للجانب الأنثوي والجانب الغرائزي والجانب الشهواني وهذا طبعاً المرأة مسئولة عن أكثر من الرجل .
لأن المرأة هي جهة الإغراء والجذب والاستقطاب فإذا هي لم تتقيد بالضوابط تصبح الأجواء شهوانية ويصبح الطابع الأنثوي هو السائد في علاقاتها مع الرجل . فالمرأة عندما تمشي ، فالتمشي كإنسان ليس هناك داعي أن تستعرض في مشيتها أنوثتها وأن تبرز مفاتنها وأن تسبب إثارة للرجل .
فلتعمل في أي مكان ليس هناك مانع تذهب وتأتي ليس هناك مانع وتتكلم ليس هناك مانع لكن بشرط الحفاظ على العفاف ومعنى العفاف : أن تتعامل كإنسان ويتعامل معها الرجل كإنسان وبغض النظر عن الجانب الشهواني الأنثوي ، لكن المشكلة أن الحضارة المادية الغربية جاءت وأزكت هذا الجانب .
دُفعت المرأة وشُجعت حتى تبرز مفاتنها وإغراءها للرجال ولذلك نرى أن حتى في الغرب الرجل يلبس والمرأة تلبس لكن أيهما أكثر حشمة ؟
لباس الرجل أكثر حشمة كيف ؟ ولماذا حصل هذا الأمر ، أحد المفكرين العالميين واسمه ( الدكتور بلير داحو ) وهو رئيس مدرسة التحليل النفسي العلمي ومقرها سويسرا عنده كتاب جميل جداً عنوانه ( المرأة بحث في سيكولوجية الأعماق ) في هذا الكتاب يقول : أهم خدعة خدعت به المرأة في هذا العصر هي التحرر والحرية وفي الواقع لم يتحرر المرأة وإنما سقطت أكثر في عبودية الرجل ويقول أيضا \" أن الحضارة المادية الآن جندت المرأة ضد المرأة \" فأصبحت الآن مستعبدة أكثر من الماضي قيمتها في جسدها وجمالها ، ولذلك نرى الإعلان والدعاية على شاشات التلفاز أو في الجرائد والمجلات عندما يريدون أن يعمل أي دعاية لأي شيء من الأشياء طعام أو شراب سيجار حتى إطارات السيارات ماذا يضعون ؟ هل يضعون صورة رجل دين ؟ أو صورة عامل أو فلاح كادح ؟ لا وإنما يضعون صورة امرأة تبرز مفاتنها وجمالها .
رئيسة اللجنة الإعلانية في جمعية حقوق الإنسان في لبنان عندها كلام لطيف حيث تقول : استخدام المرأة في الإعلان ليس إهانة لها فقط وإنما إهانة للرجل أيضا لأنه فيه عملية تخاطب معه من خلال غريزته .
وأحد رؤساء شركات الإعلان يقول : إن السلعة التي لدينا إذا عملنا إعلانات فيها امرأة جميلة نضمن 40 % أكثر في الاستهلاك والبيع والتصدير والانتشار .
فالمرأة أصبحت مجرد دعاية وجسمها للإعلان والدعاية كيف ترضى المرأة لنفسها بهذا الشيء ؟
أو البدعة التي ابتدعوها وهي انتخاب ملكة الجمال ، حتى المجتمعات المحافظة يحاول الغرب بالطيب والإكراه أن يصدر ثقافته ويهيمن بثقافته على هذه المجتمعات .
المغرب مثلاً دولة إسلامية والمسلمون فيها محافظون يريدون في هذه الأيام أن يعمل اختيار ملكة الجمال والناس هناك محتجين في المساجد والمظاهرات ضد هذا الأمر ولكن هناك تيار جارف ، فالنموذج الغربي يراد فرضه على كل المجتمعات ، وفي الهند أيضا الشعب رفض هذه البدعة والخديعة ( انتخاب ملكة جمال ) وكذلك إبداء المفاتن والإغراء الذي تمارسه المرأة حينما تنطلق في حياتها هذا شيء خاطئ ، فالمرأة عليها أن تتصرف كإنسان تثق بنفسها وتحفظ كرامتها وتمارس شخصيتها القوية .
ولابد أن تثبت نفسها بكفاءتها وبجدارتها وبعملها ، أما المرأة التي تبرز مفاتنها ليس عندها إلا هذه المفاتن ليس عندها نقطة قوة أخرى وكأن نقطة قوتها مفاتنها وجمالها وجسدها وهذا ليس في صالح المرأة .
لذلك الإسلام يؤكد على هذا الأمر حينما يفرض الحجاب الشرعي والستر الشرعي في حدوده الشرعية فيعتبر هذا صيانة لها وكرامة لشخصيتها حتى تعيش انسانة ولا تعيش فقط كحالة أنثوية يستفيد منها الرجل لشهواته ورغباته .
ولذلك الإسلام الحجاب عليها وكل شيء يسبب الإثارة حرمه \" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها\" .
ولذلك ضمن التبرج حتى الروائح والعطورات فحرام على المرأة التي تخرج بين الرجال الأجانب أن تتعطر بحيث تكون هذه الروائح سبب للإثارة .
في الحديث عن رسول الله : «أيما امرأة تعطرت وخرجت من منزلها فعليها لعنة حتى تعود إلى منزلها» .
ما هو الهدف منه ؟
تتعطر إلى زوجها ليس هناك مانع وتتعطر مع نساء ليس هناك مانع . المرأة إذا كانت تعيش في حالة التعطر المستمر لا تنزع موقعيها في المجتمع حيث تلخص نفسها في الجانب الأنثوي فقط . وحتى في كلامها ﴿ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض﴾ ليس هناك مانع أن المرأة تتكلم ويسمع الرجال صوتها ، الكلام الذي يقول أن صوت المرأة عورة لا أصل له في الدين .
لو كان صوت المرأة عورة لما خطبت السيد الزهراء ولما خطبت السيدة زينب ولما خطبن الكثير من النساء ، ولن يتحدثن ويلقين ويتكلمن مع الرجال ، هذا ليس فيه مانع ولكن الكلام الطبيعي ولذلك الآية الكريمة تقول : ﴿وقلن قولاً معروفاً﴾ .
فالمرأة تتكلم كإنسان مثلما يتكلم الإنسان العادي لا تتكلم بخضوع وبتفنج وبميوعة ، هذه حالة إثارة كما حرم الإسلام الخلوة بين الرجل والمرأة ( ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ) حرام الخلوة بالمرأة الأجنبية .
لماذا يضع الإسلام هذه القوانين والضوابط ؟
حتى المرأة تتحرك في المجتمع كإنسان بكفاءاتها وبقدراتها وبمواهبها وبإنسانيتها وليس بالجانب الأنثوي . مع الأسف في بعض الأحيان حينما تتاح فرصة النساء يجلس في البيت لا يخرجن إلى السوق فليخرجن ولكن الخروج حينما يكون فيه تجاوز للضوابط الشرعية وتجاوز للستر وللحجاب يكون هناك فيه حالة إثارة وهذا حرام من الناحية الشرعية مع الأسف تجد بعض الحالات وإن شاعت تكون قليلة في مجتمعنا .
فالخروج للأسواق من بعض النساء أو المرأة حينما تدرس في الجامعة في أي مكان من الأماكن حسناً أنت ذاهبة إلى الدراسة أو للتدريس أو ذاهبة لأداء عمل لخدمة المجتمع والوطن لا تجعلي الجانب الأنثوي حاضر ولا تنزلقي في مزالق الشيطان وهنا مسألة مهمة إذا المرأة لم تحافظ على هذه الضوابط وجعلت الجانب الأنثوي حاضر في شخصيتها فستصبح هي الضحية وسوف تتضرر بصورة أكثر . وإذا انتشرت حالة الميوعة والانحلال في المجتمع لتسمع المرأة فهي التي ستتضرر أكثر من غيرها .
ممكن بعض الشباب طائشين مراهقين وبعض الرجال شهوانيين إذا رأوا حركات معينة وإشارات من تلك المرأة فانهم يستجيبون وإذا استجابوا من يتضرر أكثر ؟
نعم الرجل يتضرر ولكن المرأة تتضرر أكثر . وكم رأينا وسمعنا . . كم فتاة من الفتيات انخدعت وانزلقت ثم وجدت نفسها في مأزق . الولد يترتب وضعه ويعالج ولكن البنت هي التي تكون الضحية ؟ أليس كذلك ؟
ولذا الإسلام يريد حماية البنت حتى لا تنخدع وكما يقول الشاعر : خدعوها بقولهم حسناء.
ولذلك هناك حملة كبيرة في أمريكا انطلقت من سنة 1997 م قبل سنتين تحت شعار (الحب الحقيقي يستحق الانتظار ) مخاطبة للمرأة بأن هذا تراه حب خادع وأن هذه العلاقات التي تحدث خارج الإطار الشرعي والقانوني تراه حب خادع ومزيف والمرأة هي التي تكون الضحية .
والحب الحقيقي هو الذي يكون ضمن الإطار والقانون والحالة الشرعية وهو يستحق الانتظار . هذه الحملة الآن تضمن أكثر من مليون فتاة في أمريكا لتوعية البنات \\\" أيتها المرأة أيتها الفتيات كفى انخداع \\\" ولا تنخدعي بهذا الكلام حافظي على عفتك .
ثالثاً- ارتقاء المرأة عن الأمور الكمالية.
الجانب الثالث : وهو أن المرأة ترتقي من التفكير في الأمور الكمالية الثانوية إلى الأمور الاجتماعية وإلى شئون المصلحة العامة غالباً ما تكون المرأة في أكثر مجتمعاتنا مهتمة بالكماليات .
أين تصرف أموالها ؟
تصرف القسط الأكبر على القضايا الكمالية في السنة الماضية كان سوق التجميل في المملكة هنا ميزانيته كانت 90 مليون دولار في سنة واحدة ، هذه فقط الأشياء التي ترتبط بالتجميل .
ليس هناك مانع أن تتجمل المرأة ولكن في الإطار الشرعي لزوجها . ولكن هناك مبالغات وزيادات عادت هذه الحالة مأخوذة عن المرأة التوجه إلى الأمور الكمالية عبر الفساتين والثياب حتى الموضات .
كيف المرأة تضيع جهدها واهتمامها وأموالها وتضيع ثروتها وهي ثروة المجتمع على الاهتمامات الكمالية الجانبية ؟
قبل فترة نشرت الصحف عن زوجة الدكتاتور الفلبيني السابق ( ماركوس ) ( اميلدا ) تقول : أن أعدائها وخصومها يشوهوا سمعتها ومعطية مثل على ذلك وهو : يقولون أني أمتلك ثلاث آلاف زوج من الأحذية وهذا مبالغ فيه وأنا ليس عندي إلا ألف زوج من الأحذية فقط .
المرأة لابد أن ترتقي عن هذه الاهتمامات الكمالية ، المفروض أن تهتم بأمور المجتمع . وإذا كان عندها أموال سواء كانت موظفة أو عندها ارث أو دخل فيجب عليها أن تصرف منه في مصالح وخدمة المجتمع .
ورد في الحديث أن رسول الله كان يخاطب المسلمين ويقول : تصدقوا . فكان أكثر التصدق من النساء .
والمرأة إذا أرادت أن لا تكون مهمشة في المجتمع عليها أن ترتقي بنفسها وتعير اهتماماتها وتوجهاتها . في إحدى المناطق فيها مهرجان زواج جماعي كان هناك فكرة مقترحة لماذا لا تكون نفس النساء اللاتي أزواجهن يتزوجوا في المهرجان الجماعي مع بعضهم ؟ لماذا لا يكون زواجهن أيضا جماعة في مكان واحد ؟
إحدى اللجان قال : نحن حاولنا لكن النساء لم تقبل ، لماذا ؟ لأن إذا أصبحن جنب بعضهن حصلت المقارنة بين فساتين الزواج التي يرتدينها .
وأكرر هذه ليست حالة عامة بل هناك بعض النساء يتجاوزن هذه الحالة . نحن نطلب من المرأة بشكل عام أن تتجاوز هذه الحالة وتخرج من إطار الكماليات والثانويات إلى شئون المجمع وأموره .
عندنا مشاكل في مجتمعنا عندنا فقراء عندنا مساكين وعندنا مفاسد وانحرافات وعندنا أشياء كثيرة في المجتمع يحتاج المرأة أن تدخل المعركة وتسهم في خدمة مجتمعها .
ألم تسمعوا عن الأم ( تيريزا ) التي ماتت قبل سنتين هذه بريطانية ولكنها ذهبت إلى الهند واهتمت بالفقراء والمرضى والمجذومين والمعوقين وأنشأت مؤسسة في الهند اسمها (بيت الأم ) ، هذه المؤسسة لها أربعة آلاف وخمسمائة فرع في مائة دولة في العالم وهي امرأة طبعاً هي ضمن عملية التبشير المسيحي .
لكن ما علينا من ذاك الجانب وإنما علينا من جانب أنها امرأة قامت بهذا الدور ، ونحن نريد ما دام أصبح عندنا نساء موظفات وعاملات تريد نصف أو ثلث دخل جمعياتنا الخيرية من عند هؤلاء النساء .
أين يصرفن معاشهن ؟
إذا كن يصرفنه في مساعدة أزواجهن هذا جيد ولكن في بعض الأحيان هناك مجال عند النساء .أين مساهمتهن في الجمعيات الخيرية ؟
توجد بعض الإسهامات لا ننكر ذلك لكن المطلوب أكثر الأنشطة الثقافية والدينية وقضايا المجتمع بشكل عام .
فالمرأة في العهود الإسلامية هكذا دورها في المعارك كانت تسهم مثل نسيبة بنت كعب كانت تخرج مع رسول الله مع مجموعة من النساء في الغزوات يسقين العطشى ويداوين الجرحى وفي بعض الأحيان شاركن في القتال مثل نسيبة في يوم أحد وحينما انكشف أكثر المسلمون عن رسول الله وبقي في وسط المعركة مع قلة من أصحابه المخلصين .
الرسول يقول : حيثما التفت يميناً وشمالاً أرى نسيبة أمامي تدافع عني .
كانت تدافع عن رسول الله حتى أصيبت بجراحات كثيرة واستمرت إلى واقعة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب قطعت يمينها في تلك المعركة هذه امرأة .
كم امرأة لها دور ؟
هل تعلمون أن المنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله كان ابتكار من امرأة ؟
في الحديث أن امرأة من الأنصار جاءت إلى رسول الله وقالت له : يا رسول الله أراك تخطب وأصحابك كلهم ليس يسمعونك ويروك وإن عندي غلام نجار أفلا أصنع لك منبراً تعتلي فوقه وتخطب وأصحابك يرونك ويسمعونك ، فقال لها رسول الله إن شئت فلك ذلك .
ونحن نعلم ماذا كان دور فاطمة الزهراء في تلك اللحظة الحاسمة التي لم يكن فيها أحد يدافع عن الحق أو أن يرفع صوته للمطالبة بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
وأيضا عندنا واقعة كربلاء ونحن في ذكرى كربلاء في هذه الأيام لا يذكر اسم الحسين وإلى جانبه اسم زينب بطلة كربلاء ، فالمعركة قامت على هذين الشخصين رجل وامرأة الحسين وزينب ويقول العلامة الشيخ جعفر النقدي (رحمه الله) في كتابه عن السيدة زينب \\\" دور السيدة زينب قد يكون أكبر والمصاعب التي تحملتها أكثر \\\"
كانت مع الحسين إلى اليوم العاشر الذي انتهت فيه مهمة سيد الشهداء باستشهاده فأصبحت المهمة الجديدة على السيدة زينب والعديد من النساء .