قلق الاختبارات
مكتب الشيخ حسن الصفار محرر الموقع
أمَّ سماحة الشيخ حسن الصفار جموع المصلين بمسجد الشيخ علي المرهون "حفظه الله"، اليوم الجمعة 5/3/1423هـ. وكان حديث سماحته بعد الصلاة حول القلق النفسي الذي ينتاب الطلاب والطالبات في فترة الاختبارات، وأكّد سماحته على أنه كلما كانت المنهجية التي يسير وفقها الطلاب والطلبات في دراستهم سليمة فإن النتائج ستكون محرزة وفي صالح الطلاب والطالبات، أما إذا ساد القلق طبيعة تفكير الطلاب والطالبات فإن نتائجهم ستكون عكسية. وقد افتتح سماحة الشيخ خطابه بقوله تعالى: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم، يُثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويُضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء﴾.
بدأ سماحة الشيخ حديثه بقوله: طبيعة الحياة أنها تحتوي على مشاكل، ذلك لأن أصل وجود الإنسان فيها للامتحان والابتلاء. وتختلف صنوف الناس في مواجهة التحديات والمصاعب:
فهانك أناس يتصفون بالثبات والصمود، وهناك آخرون تنتابهم حالة الرعب أمام التحديات. وكلما كانت نسبة الثبات عند الإنسان أكبر فإن صموده وثباته تجاه التحديات يكون أكبر. أما من يعيش حالة القلق فلا يمكن أن يُتوقع منه صموداً تجاه التحديات.
وأشار سماحته إلى أن معنى ﴿القول الثابت﴾ في الآية الكريمة التي تصدّرت الكلمة: القيم الصحيحة التي يؤمن بها الإنسان، والمنهجية السليمة التي يسير وٍفقها.
وعقّب على ذلك بطرحه للمنهجية السليمة التي ينبغي للمؤمن أن يسير في طريقها:
أولاً- أن يكون مستعداً نفسياً وعملياً لصعوبات الحياة.
ثانياً- مواجهة المشكلة بعنوياتٍ عالية.
ثالثاً- الاستعداد لتحمل المضاعفات.
وبعدها ركّز سماحة الشيخ على الفترة التي يرتقبها الطلاب والطالبات وهي "فترة الاختبارات"، وأكد على أن أحوج ما يحاتاج إليه الطلاب في هذه الفترة هو الثبات الإطمئنان بعيداً عن القلق والاضطراب. كما أشار سماحته أن علماء النفس يؤكدون على أن هناك صلةً وثيقةً بين القلق في انخفاض المستوى الدراسي لدى الطلاب والطالبات.
ثم وجه سماحة الشيخ خطابه إلى المسؤولين عن توفير حالة الاطمئنان لدى الطلاب والطالبات في فترة الاختبارات، وأكد على أن هناك ثلاث جهات مسؤولة:
أولاً- الطلاب والطالبات أنفسهم، عليهم أن يوفروا لأنفسهم السكينة والاطمئنان وذلك بتكثيف الاستعداد للامتحان وأخذ القدر الكافي من النوم والغذاء.
ثانياً- العائلة تتحمل دوراً كبيراً في إضفاء الشعور بالاطمئنان لدى الطلاب والطالبات، ولذا على العائلة أن لا تستخدم أسلوب التوبيخ والضغط النفسي خصوصاً في هذه الفترة لأن نتائج هذا الأسلوب ليست في صالح الطلاب ولا الطالبات.
ثالثاً- المعلّمون والمعلمات أيضاً لهم دورٌ بارز في هذا الجانب من خلال التعامل بالأخلاق العالية في قاعة الاختبار مع الطلاب والطالبات، .
واختتم سماحة الشيخ حديثه بأن هذه الامتحانات الدنيوية تتصاغر عند الامتحان الأكبر في يوم القيامة، نسأل الله تعالى أن يُثبتنا بالقول الثابت في ذلك الامتحان العظيم.