الاحتفاء بالشيخ عبد المقصود خوجة وصحبه الكرام

مكتب الشيخ حسن الصفار عبد الباري الدخيل

ما أروع هذه الأمسية وما أجمل هذه الساعة، وما أبرك هذا اللقاء.. حيث يلتقي أبناء الوطن الواحد من شرقه وغربه، ليتعاهدوا على المحبة وعلى الولاء لوطنهم، وعلى رص الصفوف لحمايته من كل الأخطار والأكدار.

بهذه الكلمات افتتح سماحة الشيخ حسن الصفار اللقاء في احتفالية وطنية، ترحيباً بضيف القطيف الكبير الشيخ عبد المقصود خوجة والكوكبة الكريمة التي جاءت بصحبته من الحجاز. حيث التقت مساء الثلاثاء 3 ربيع الأول 1429هـ الموافق 11 مارس 2008م بمجلس الشيخ الصفار بالقطيف نخبة سعودية وخليجية ضمت أطيافا مذهبية عديدة.

اللقاء الذي جمع نحو 250 شخصية دينية وثقافية من الحجاز والشرقية، كشف أبرز المشاركين فيه عن مشاعر مفعمة بالأخاء والوطنية، وأهمية التنوع الفكري، والتعددية المذهبية في البلاد.

ووصف الشيخ الصفار اللقاء الذي أداره شخصيا تثمينا منه لضيوفه، بأنه "يأتي تكريما لشخصية كبيرة خدمت الثقافة الوطنية بكل تنوعها عبر إثنينيته الأسبوعية الشهيرة على مدى 25 عاما".

والتي امتازت بتوثيق أمسياتها، فقد صدر من أعمال الأثنينية 24 مجلدا، كما أن الشيخ عبد المقصود قام بطباعة كتب وأعمال عدد من الأدباء والمفكرين باسم كتاب باسم كتاب الاثنينية، صدر منها 153 مجلدا، آخرها كان الأعمال الكاملة لفقيد الوطن الشاعر الكبير عبدالله الجشي رحمه لله، كما كرمه في اثنينيته.

مضيفا بأن "التواصل بين أطياف الوطن بتعدديته الفكرية وتنوعه المذهبي يكرس المشتركات ويقطع الطريق على المتصيدين في المياه العكرة".

ثم قام الشيخ الصفار بتعريف الضيوف الكرام واصفا إياهم بأن كل واحد منهم يستحق الاحتفاء والتكريم، وقد أنعم الله علينا بحضورهم جميعاً في هذا اللقاء.

وكان ضيوف اللقاء بالإضافة إلى الأديب ورجل الأعمال معالي الشيخ عبدالمقصود خوجة، هم:

- الداعية الإسلامي السيد عبدالله محمد حسن فدعق.

- الدكتور جميل محمود مغربي، الأستاذ بكلية الآداب في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

- المعماري المهندس سامي محمد عنقاوي.

- الأستاذ عبدالله فراج الشريف، الكاتب والباحث الإسلامي.

- المستشار والمفكر الإسلامي الشيخ محمد صالح الدحيم، قاضي سابق في محكمة الليث بمكة المكرمة ورئيس مركز التجديد الثقافي.

- رجل الأعمال المهندس محمد سعيد بن عبدالمقصود خوجة.

- الدكتور زهير أحمد السباعي، عضو سابق في مجلس الشورى وعميد كلية الطب بابها سابقاً.

- عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله صادق دحلان.

- التربوي الأكاديمي الشيخ محمد عطية.

وقد جاء ترحيب الشيخ الصفار بضيوفه بعد تلاوة عطرة من كتاب الله المجيد قرأها الشاب المقرئ حسين البحار، وألقى عضو مجلس الشورى الاستاذ محمد رضا نصر الله كلمة ترحيبية بالضيوف، قال فيها: إننا في هذا المساء الرائع نستقبل شخصا عزيزا قدم للثقافة الوطنية والعربية العديد من الصور التي تجسد المشاركة الحية لما يمكن أن نطلق عليه مؤسسات المجتمع المدني المأمول قيامها في بلادنا.

وأضاف: وإنني إذ أحيي الاستاذ عبدالمقصود خوجة فإنني أيضا أحيي الحضور الذي يجسد لوحة اجتماعية جديدة، فأنتم هنا يا أبا محمد سعيد تلتقون بالعلماء والمفكرين والأدباء هذه اللوحة لها جذور تاريخية عريقة، وضمّن كلمته الترحيبية قصيدة لفقيد القطيف الراحل عبد الله الجشي كان ألقاها بمناسبة زيارة الأديبة المصرية عائشة بنت الشاطي للقطيف سنة 1951م.

الشاعر محمد مهدي الحماديوشارك الشاعر الشاب محمد مهدي الحمادي عبر ثلاث قصائد مهداة للضيف والحضور والوطن هز فيها المشاعر وقاطعه خلالها الجمهور بالتصفيق مرارا، وقد جاء في القصيدة الأولى التي بعنوان (رجل بقلب آخر) المهداة للضيف:

رجل بحجم
مساحة الوطن الكبير
يطوف خرائط
المجد المخلّد
ينقش خطوة
أولى على
الدرب الطويل..

وفي القصيدة الثانية (تحية برائحة النخيل):

أهلا..
فأروقة القطيف
تزينتْ بحضوركم
وتراقص اللحن المتيم
بين سعفات النخيل
وأزهرت كلّ الدروبْ.

والقصيدة الثالثة (تقاسيم في حضرة الوطن) جاء فيها:

في طهر أرضكَ سبّحتْ كلماتي                   وسرى هواكَ بيقضتي وسُباتي
مازلت أقبس من رؤاك حقيقتي                   فتضيء شميك في ظلام حياتي
يا موطنا رسم الجمال بداخلي                   يا آيةً سكنتْ بكل سماتي
...
يا موطن الحرمين يا إشراقةً                   سطعتْ بكل مساحة وفلاة
من مكةٍ شمس أضاءت للدنا                   في ملتقى الأوراح بالرحمات
ومدينة فيها الرسول محمد                     فعليه مني دائم الصلوات

الشيخ الصفار: أحسنت.. هذه هي مشاعر الولاء للوطن التي تطفح بها كل القلوب هنا وفي كل أرجاء الوطن، هذا المجتمع الذي جسد ولائه لوطنه بتفانيه في خدمته، وبحفاظه على أمنه، وبحبه للوطن كله وللمواطنين، هذا هو الولاء الحقيقي، وهذه هي المشاعر الصادقة، التي تطفح بها كل نفوسنا، وتنبض بها خلجات قلوبنا، ربانا آباؤنا وأمهاتنا على حب الوطن، وعلى الإخلاص له فنحن جنود للدفاع عنه وعن مصالحه واستقراره، وهذه ثروات الوطن التي تتدفق في أراضي هذه المنطقة إنما يحميها ويحفظها ويحرسها بالإضافة إلى أجهزة الدولة وقواها، هذا الولاء والإخلاص الوطني الذي دللت عليه السنوات الطويلة من عمر هذا المجتمع في ظل هذا الكيان الوطني، شكرا لك أيها الشاعر الأديب حيث عبرت عن مشاعرنا جميعا.

من جهته قال ضيف اللقاء معالي الشيخ عبدالمقصود خوجة "نعيش زمن التقريب بين الثقافات والأديان فضلا عن المذاهب وعلينا تفهم متغيرات العصر".

داعيا إلى استلهام النموذج الاوروبي والتجربة المسيحية في تجاوز زمن النزاعات الدينية والدموية.

وذكر في ذات السياق "بأننا نعمل وفق إجماع الأمة.. وقد أجمعت دول العالم الإسلامي في مؤتمر مكة الاستثنائي على الاعتراف بالمذاهب الإسلامية الثمانية".

وأضاف "قبل ذلك نحن مجبورون على إتباع قول الله تعالى ﴿ إنما المؤمنون أخوة " مستعيرا المقولة الشهيرة "الدين لله والوطن للجميع".

وحرص خوجة على تقديم واجب العزاء في الشاعر الراحل عبد الله الجشي الذي وصفه بـ "القامة الشمخاء والقيمة العلياء.. العلامة في شعره وأدبه".

وبإعجاب لافت تنبأ للشاعر الحمادي بأن يصبح "الجشي الثاني" وأضاف: إن شاء الله نحتفي به وهو في إمامة الشعر.

كما أنه طالب بأن تكون اللقاءات دون تكلف، وأن يكون اللقاء لقاء الأخوة والمحبة والتواصل الأخائي، رافضا الاحتفاءات التكريمية كما كان طوال حياته.

وأضاف: يجب أن تكون هذه اللقاءات بيننا وأن تتكرر لكن بشرط ألا تكون احتفائية، إنني سعيد بلقائكم لكن سعادتي تكون أكبر عندما يستمر اللقاء بتلقائية، فنحن بحاجة إلى عواطف صادقة تنبع من الصدور تتحول إلى مشاريع عملية.

الشيخ الصفار: التواضع من أخلاق العظماء والكبار، وفقك الله لكل خير وللمزيد من العطاء، ألتفت يمنا وشمالا فأجد عن يميني وشمالي ومن أمامي نخبة من العلماء والمثقفين والأدباء وذوي الرأي، يا أبا محمد سعيد هذا شيء بسيط من الاحتفاء الذي كان الناس يودون أن يقوموا به عند قدومكم المبارك ولكن استجابة لطلبكم وإصراركم أن يكون اللقاء تلقائيا، وإلا فالمحبة لكم في النفوس تفرض أن يكون المكان أكبر، حيث لا بد للناس من التعبير عن مشاعرهم، و إلا كيف تعرف مشاعرهم وما في قلوبهم إن لم يعبروا عنها بالكلام والحضور والشعر والنثر، فما ترونه وتسمعونه إنما هو نوع من التعبير عن مشاعر الناس تجاهكم، فهم يقدرون فيكم هذه الروح الإسلامية الوطنية وهذا الاهتمام بالعلم والأدب والمعرفة فجزاكم الله خيرا.

مداخلات

ثم أتاح سماحة الشيخ الصفار لضيوفه الكرام فرصة المشاركة في اللقاء بمداخلاتهم.

وفي مداخلته شدد الكاتب والباحث الإسلامي السيد عبد الله فراج الشريف على مبدأ الأخوة الإسلامية الذي يجمع السنة والشيعة.

مضيفا "يبقى أن يحمل كل منا المودة والمحبة للآخر حتى لا نعطي أيا كان فرصة للوقيعة بيننا.. هذا التسامح هو ما يحفظ للوطن أمنه ووحدته".

هذا وقد بدأ الشريف مداخلته بالحمد لله سبحانه أن أمد في عمره حتى يشهد هذا اللقاء، وقال: إننا نعرف عن تاريخ القطيف الكثير، وصلتنا وصلتَ أدبائنا بها قديمة، ومستمرة، ويزورنا الشيخ الصفار دائما وهو يحمل معه التسامح.

وقال: تجمعنا محبة رسول الله ومحبة آل بيته، لهذا يجب ألا نعطي أحدا فرصة تفرقتنا، فوحدتنا هي التي تحمينا، ويجب ألا نبحث عن الهنات لنختلف عليها.

المهندس عنقاوي

من جهته أشار المهندس سامي عنقاوي في مداخلته إلى حاجة المجتمع السعودي للإيمان بمبدأي الوحدة والتنوع.. لافتا إلى أن أوج تألق الحضارة الإسلامية ارتبط بالانفتاح على التنوع فيما ارتبط الانحطاط بزمن الاستبداد والانغلاق.

وجاء في مداخلته: هذا اللقاء جاء كسلسلة وأهمها وأولها هو اللقاء الذي جرى مع الشيخ الصفار في الحوار الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين بحضرة شيخنا السيد محمد علوي المالكي رحمه الله، من ذلك اليوم بدأت بذرة المحبة ونمت وصارت بعده لقاءات أخرى، ثم جاءت اللقاءات بعده هنا وهناك.

وقال: أتمنى أن أراكم في مكة تطوفون وتسعون وهناك لا يسألكم أحد من أنتم؟ ومن أين؟ وما مذهبكم؟

الشيخ الدحيم

القاضي السابق بالمحكمة الشرعية بمنطقة الليث بمكة المكرمة الشيخ محمد الدحيم اعتبر التعدد الفكري والمذهبي في الساحة السعودية مصدرا للقوة والنشاط على حد وصفه.

وقال أن الوضع الطبيعي أن نكون أخوة متآلفين ومتحابين ومتزاورين ومتعاونين، إن كل من أتى إنما جاء يحمل الحب، وتحدوه الأشواق أن نرى بعضنا بعضا، فإذا كان هذا هو الوضع الطبيعي فغيره ليس طبيعيا، وعلينا التخلي عنه.

مضيفا "ينبغي أن ندرك متغيرات العصر وتحولاته المتسارعة، وذلك ما يستوجب منا روحا أخرى تتجاوز الكثير مما كنا عليه أو فرض علينا فرضا.. ولدينا القدرة وقد أنجزنا الكثير".

الشيخ الصفار: إن من يعي عصره لا يرضى لنفسه أن يبقى أسيرا لتاريخ العصور الماضية، وأهم مشكلة تعيشها الأمة بمختلف مذاهبها أن الكثيرين منا يقبعون في أسر التاريخ الماضي فيجدون أنفسهم منفعلين بآثار صراعات ماضية وآراء فقهاء وعلماء سابقين لا بد وأنهم كانوا منتجين لبيئتهم وظروف عصرهم، فما أحوجنا إلى رؤية تتجاوز بنا حالة الأسر، وتجعلنا ننفتح على الحياة وعلى العصر.

السيد فدعق

وضمن مداخلته شدد الداعية السيد عبد الله فدعق على أن غايات سياسية بالدرجة الأساس تقف خلف تأجيج الخلاف السني الشيعي وأن هناك من يؤجج هذا الخلاف بتصويره على أنه حربا مذهبية.

ووجه العتاب لإخوانه السُنة على "تقصيرهم الكبير" في الاطلاع على المذهب الشيعي.

مشيرا إلى أن "التشيع مذهب فقهي وأن الشيعة مسلمون.. هكذا علمنا أساتذتنا وعلماؤنا بجوار البيت الحرام".

وأردف يقول نجتمع مع الشيعة على أساسيات الدين ونختلف في بعض الجزئيات، نؤمن بالتعددية والتنوع. الجفاء والقطيعة أضرا بنا جميعا.

وقال: نجتمع نحن والشيعة في الالتزام بالأركان العملية في الشريعة الإسلامية فكلنا نصوم و نصلي، وهناك أوجه اختلاف بيننا فلابد أن نحترم هذه الخلافات، ومن حق كل منا أن يكون له اجتهاده.

الشيخ الصفار: لا بد أن أشير إلى أن كل العقلاء في الوطن أدركوا أن حالة الجفاء والقطيعة والتعصب المذهبي أضرت ببلادنا، وأضرت بالبلاد الإسلامية جمعاء، ولذلك نحن سعداء الآن بأن هناك إرادة سياسية إن شاء الله من قادة البلاد وعقلائها أن يتجاوز الوطن والشعب هذه الحالة، وما الحوار الوطني الذي بدأ إلا إشارة خضراء للبدء في مسيرة جديدة إن شاء الله نتجاوز بها آثار الاستبداد الفكري، والهيمنة الأحادية، لأنه يضر بالجميع، فحينما يشعر الجميع بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات، وأن الفرص أمامهم متساوية، حين إذٍ نفوت الفرصة على كل الأعداء وعلى كل المغرضين في الداخل والخارج، وبحمد الله فإن النظام الأساسي عندنا في المملكة ينص على المساواة بين أبناء الوطن، كلنا مسلمون والحمد لله، وكلنا أبناء هذا الوطن، لا يستطيع أحدٌ أن يزايد على أحد، هذا الكيان الوطني صنعناه وأشدنا بنيانه جميعا، وحميناه ونحميه إن شاء الله جميعا، فلابد أن نعيش في خيمة الوطن متساوين ليس هناك أي تمييز، لا مناطقي، ولا مذهبي، ولا قبلي، ولا بأي عنوان آخر، علينا أن نتعاون مع كل العقلاء ومع القيادة السياسية في البلد من أجل أن يتجاوز الوطن تلك الآثار السلبية، وحتى تصبح هذه المادة من النظام الأساسي للبلد مجسدة في كل تفاصيل القوانين والأنظمة في حياة الناس، هذا ما نأمله ونرجوه.

دحلان

قال عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الله صادق دحلان " إن حق المواطنة حق مشروع لكل من يحمل جنسية هذا الوطن، ولا ولن نقبل بأي تفرقة في هذا الوطن وأي تجاوز من أي كان فلا يمثل إلا نفسه".

وأبدى دحلان فخره بأداء أبناء الشيعة في مختلف الميادين في "الشورى" وفي ارامكو ومختلف قطاعات العمل. مضيفا بأن "تاريخ القطيف والمنطقة لن يمحى مهما قيل من قبل الحاقدين والحاسدين".

ودعا الشيعة للانفتاح على أطياف الوطن بالقول"دعونا نضع أيدينا بأيدي بعض، لن نقبل التجزئة ولا الاختراق، لا تقبعوا في أماكنكم".

وقال: إن كنتم بعيدين عنا بالمسافات فأنتم قريبين منا بالقلوب، وآمل أن ننسى الجرح فنسيانه يشعرنا بالعافية، وعافية هذا الوطن بتآلفنا جميعا.

وأضاف: نحن نحتفي هذا اليوم برجل كريم لا تأخذه في قولة الحق لومة لائم، عرفناه منذ زمن طويل على حرصه بعدم التفريق بين السنة والشيعة، وقد رأينا زميلنا سماحة الشيخ حسن الصفار وقد تزاملنا سوية في الحوار الوطني الثاني في مكة، وقد انفتح علينا وانفتحنا عليه، وله  الفضل في ذلك، فقد كان ملبيا لدعواتنا، وكان حريصا على المشاركة في مناسباتنا.

السباعي

من جهته طالب العميد السابق لكلية الطب في أبها وعضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور زهير السباعي باحترام حالة الاختلاف مطالبا بضرورة الاستفادة من الاختلافات الفقهية لمزيد من القوة بوجه الأعداء.

وقال: إن أعجزتني الكلمات فلن تعجزني المشاعر، فأنا قادم لكم بكل ما في قلبي من حب، وأمل في أن نكون دائما أمة واحدة وشعبا واحدا.

مغربي

فيما شارك أستاذ كلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور جميل مغربي بمداخلة متميزة أضفت على اللقاء جوا من الطرافة وأثارت ضحك وتصفيق الحضور.

وضمن مغربي مداخلته مواقف مرحة عكست جانبا من التسامح في العلاقة السنية الشيعية.

وقال في بداية مداخلته: إن شئتم خطيبا فأنا لست بذلك، وإن شئتم محبا فأنا إمام العاشقين، يجمعنا الحب.. حب الله، وحب النبي، وحب الوطن.

الشيخ الصفار: من الأشياء التي يجب أن ننتبه لها أن نعرف أن وجود متطرفين أو جهلاء قائم في كل الطوائف، و المذاهب، ومن الخطأ التعميم، ليس صحيحا إذا سمعنا شخصا من السنة قال كلاما سيئا عن الشيعة أن نحمل السنة كلهم مسئولية كلامه، كما أنه ليس صحيحا إذا سمعنا إنسانا جاهلا ومسيئا من الشيعة قال كلاما سيئا تجاه السنة أو رموزهم، أن نحمل كل الشيعة مسئولية كلامه، إذا انتبهنا إلى هذه النقطة فإننا سنحصن الفتنا ومحبتنا ووحدتنا، لا أحد يستطيع أن يضمن حتى أبناءه الذين يعيشون معه في نفس البيت، فكيف نستطيع أن نضمن الملايين من أبناء السنة وأبناء الشيعة، قد تصدر إساءة من هنا، أو تصدر إساءة من هناك، وقد يكتب هذا كتابا، ويخطب ذاك خطابا، لكن علينا أن ننظر إلى هذه الإساءات بحجمها وضمن أفرادها، وضمن توجهاتها، أما إذا عممنا فلن نستطيع أن نحقق وحدتنا ولا أن نحافظ على الفتنا ومحبتنا.

يشاركنا في هذا اللقاء الرائع سماحة الشيخ أحمد العصفور عضو في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البحرين وهي تجربة جميلة نصف المجلس من العلماء الشيعة والنصف الآخر من العلماء السنة، كل ذلك تحت مظلة الوطن، ويقومون بدور لتأكيد الوحدة في بلادهم، نأمل ان تنجح التجربة وأن تتطور وأن تستفيد منها البلدان الأخرى.
 

الوزير الصالح

الوزير الكويتي السابق عبد الهادي الصالحالوزير الكويتي السابق الدكتور عبد الهادي الصالح أشار في مداخلته إلى تطلع أبناء الخليج لتجربة التقارب التي يقودها رموز الشيعة والسنة في السعودية.

مشيرا إلى أن نجاح هذه التجربة هو بالتأكيد نجاح لنا جميعا لما لها من انعكاس على كامل دول المنطقة.

الفزيع

وألقى الكاتب المعروف الأستاذ خليل الفزيع عضو النادي الأدبي في الدمام كلمة أشاد فيها باللقاء وأشار إلى أهمية الوقوف بوجه التيارات المتطرفة التي أضرت بالوطن على حد تعبيره.

وجاء في كلمته: نجتمع اليوم كما تعودنا الاجتماع في الاثنينية التي لم تفرق بين مذهب ومذهب، ولا جنس وجنس، أو بين عرق وعرق، لأن ميدان الاثنينية رحب برحابة صدر صاحبها الاستاذ عبدالمقصود خوجة، وقد كان لبعض أبناء هذه المنطقة كرم الالتحاق بكوكبة المكرمين في الاثنينية، ولا زالت تمدنا بروائع إصداراتها المتنوعة التي تشكل مكتبة جامعة.
 

الدكتور السيف

وفي مداخلة مقتضبة للدكتور توفيق السيف طالب خلالها بترجمة الآراء والأقوال التي وصفها بـ"الرومانسية" إلى أفعال تلامس هموم الناس الحقيقية من قبيل التمييز المذهبي وتفاوت معدلات التنمية والمستوى المعيشي.

قال: الوطن وطنان، رومانسي و واقعي، الرومانسي هو الذي استمعنا إليه، وهو الذي يسكن قلوبنا وعواطفنا، وهو الذي تحدث عنه الشاعر الحمادي، وأما الوطن المادي فهو الذي نراه كل يوم حين ذهابنا إلى العمل.

وتساءل الدكتور السيف: هذا الوطن المادي إلى أي مدى نحس فيه بالحب والتنوع والفرح وتساوي الفرص بيننا؟

وقال: أظن أن نصف أزماتنا ناتجة عن التفارق والاختلاف والتباين بين الوطن الرومانسي والوطن الواقعي.

الوجيه القطيفي البارز من أهالي عنك الأستاذ سطام الخالدي من جهته أشاد بتجربة التعايش السلمي الذي مضى عليه أبناء السنة والشيعة في محافظة القطيف منذ مئات السنين.

وأضاف "طوال تاريخ المنطقة لم نشعر بأي نوع من الفروق المذهبية التي تتحدثون عنها." ولاطف السادة المتحدثين عن القضية المذهبية بلهجة دارجة "كبرتوها شوي يا جماعة".

وكان مسك الختام تواشيح نبوية ألقاها على مسامع الحضور المنشد الشاب حسن الشايب أعقبها مأدبة عشاء على شرف الضيف وبقية الضيوف الكرام.

اللقاء الذي شكل مناسبة وطنية بامتياز "التقى فيها الماء بالماء" في إشارة للبحر الأحمر والخليج وفقا للدكتور مغربي حضره نخبة واسعة من المهتمين بالشأن العام من أنحاء المملكة والخليج.

ومن الشخصيات المشاركة قاضي المحكمة الجعفرية بالأحساء الشيخ حسن بوخمسين وقاضي المحكمة الجعفرية بالقطيف الشيخ علي المحسن وأعضاء من المجلس البلدي بالقطيف وأعضاء بغرفة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية.

الدكتور علي العبد القادر والأستاذ سطام الخالديكما شارك في اللقاء سماحة السيد علي السيد ناصر السلمان، والشيخ فوزي آل سيف والشيخ عبدالكريم الحبيل والشيخ عادل ابوخمسين والشيخ عباس المازني والشيخ محمد العليوات والشيخ عادل الأمير والشيخ عبدالله اليوسف والسيد محمد العوامي والشيخ حميد عباس والشيخ محمد عبدالعال والشيخ حسن الخويلدي والشيخ جعفر البناوي، والشيخ ابراهيم الميلاد، والسيد هاشم السيد علي السيد ناصر، والشيخ علي الموسى ومدير تعليم المنطقة الشرقية الدكتور عبد الرحمن المديرس، ومدير فرع وزارة الزراعة الأستاذ سعد المقبل، والدكتور علي العبدالقادر الأستاذ في جامعة الملك فيصل بالدمام، والأستاذ عبدالكريم العليط مدير مركز الإشراف التربوي بالقطيف، والداعية الشيخ فيصل الكاف من الدمام، والأستاذ علي غنّام ، والكاتب في جريدة الوطن الدكتور يوسف مكي، والأستاذ نجيب الخنيزي، والأستاذ فؤاد الشيخ عبد الهادي الفضلي، والأستاذ علي الدميني، والأستاذ جعفر الشايب، والأستاذ حسن الشهري مدير مكتب جريدة الرياض في الشرقية، والأستاذ محمد محفوظ، والدكتور صادق الجبران، والدكتور السيد علي الحاجي الأستاذ في كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، والدكتور حسن البريكي والأديب السيد عدنان العوامي، والاديب الدكتور السيد محمد رضا الشخص أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود بالرياض، وعضو مجلس المنظقة وغرفة التجارة علي الملا، والأديب سعيد البريكي، والخطيب محمد علي الناصر، والأستاذ علي بن حسن أبو السعود، والأديب سعود عبد الكريم الفرج، والأستاذ غسان النمر، والأستاذ محمد بو خمسين، والمهندس حسن المرزوق، والأستاذ منسي الحسون، والأستاذ احمد الناصر، والدكتور السيد محمد الحبوبي، والسيد هاشم الحبوبي، وحشد كبير من مثقفي القطيف والأحساء ورجال الأعمال.

ومن البحرين شارك عدد من العلماء والشخصيات الاجتماعية في طليعتهم سماحة الشيخ أحمد العصفور عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين، والشيخ ناصر العصفور القاضي في المحكمة الجعفرية الكبرى في البحرين، والأستاذ محمد جميل الشيخ عبد الأمير الجمري عضو المجلس الوطني البحريني، والأستاذ صادق الجمري، والملا عبد اللطيف السكران نائب محافظ العاصمة، والدكتور منصور العريض عضو سابق في مجلس الشورى البحريني، فيما كان الوزير الكويتي السابق عبد الهادي الصالح والوجيه الحاج كاظم عبد الحسين على رأس وفد كويتي شارك فيه الشيخ أحمد الحسين عضو لجنة الوسطية المنبثقة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، والأستاذ نبيل المسقطي والأستاذ عمار كاظم عبدالحسين وآخرون.

وفي صباح اليوم التالي الأربعاء رافق الشيخ الصفار ضيوفه في جولة على معالم محافظة القطيف شملت ميناء دارين وقلعة تاروت والساحة الجديدة وسط القطيف «القلعة» وبعض الأحياء السكنية.

ثم شاهد الضيوف عرضاً قدمته مجموعة قطيف فرندز لفيلم «بقايا طعام» الذي حاز الاسبوع الماضي في الإمارات المركز الأول في جائزة أفضل فيلم روائي خليجي.

وكان الشيخ الصفار قد صحب ضيوفه فور قدومهم مساء يوم الثلاثاء إلى عزاء الفقيد الأديب عبدالله الجشي في حسينية السنان بالقطيف حيث قدموا تعازيهم لأسرته وذويه.

كما رافقهم الشيخ الصفار في رحلة إلى الاحساء مساء يوم الأربعاء ليلة الخميس حيث أقيم حفل تكريم واحتفاء بالشيخ عبدالمقصود خوجة في منتدى أبو خمسين بالهفوف حضره عدد كبير من أدباء وعلماء الاحساء وأعيانها.

صور من الحفل:

 السيد علي السيد ناصر السلمانالحاج كاظم عبد الحسين من الكويتالشيخ أحمد الحسين من الكويت والشيخ أحمد العصفور والشيخ عادل الأمير والشيخ ناصر العصفورضيوف من الكويت وسلطنة عمانمدير فرع وزارة الزراعة الأستاذ سعد المقبل

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
فؤاد سعيد آل سنبل
[ السعودية - القطيف ]: 16 / 3 / 2008م - 4:19 م
أحيي الشيخ الصفار على هذا اللقاء العظيم .
الذي يجممع أطياف المجتمع السعودي فيشع ضوءه في عيون القطيف وبين نخيل والأحساء .
2
fuad
[ s.a - قطيف الخير ]: 22 / 3 / 2008م - 2:38 م
شكرا والف شكر لك ياشيخ على هذا الانجاز حيث التكريم والتقاء وفد مثقفي المنطقه الغربيه الاستاذ عبدالمقصود خوجه وصحبه الكرام مع مثقفي المنقطه فهذه اللفاءات تجسد بلا شك الولاء للوطن فشكرا للشيخ مره أخرى اللذي همه الوطن والمواطن0