فرق عمل لتفعيل الحوار الوطني
قدم سماحة الشيخ حسن الصفار مداخلة في إحدى جلسات اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الذي انعقد بمكة المكرمة (4-8 ذي القعدة 1424هـ 27-31/12/2003م)، تحمل اقتراحاً لتشكيل لجان أو فرق عمل من المشاركين في اللقاء لمتابعة بعض القضايا التي يتفق على أولويتها..وفيما يلي نص المداخلة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين:
لدي اقتراح حول تفعيل دور هذا اللقاء ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فان المجتمعات العربية والإسلامية تكون لديها انطباع بأن المؤتمرات واللقاءات أصبحت حرفة لدى شريحة من النخبة وعملاً روتينياً لا يخدم شيئاً من تطلعات الشعوب، وحتى القرارات والتوصيات غالباً ما تبقى حبر على ورق.
وهذا اللقاء المبارك (اللقاء الوطني) لقاء طال انتظاره وتشخص إليه أبصار المتطلعين من أبناء الوطن والمراقبون والمهتمون بوضع بلادنا من الخارج.
فلا بد وأن نتحمل مسؤوليتنا في تحقيق أكبر نسبة من النجاح لهذا اللقاء المبارك. إن الاجتماع والتلاقي مكسب مهم لنا جميعاً فقد التقينا من مناطق مختلفة ومدارس متنوعة. وتساقطت من بيننا الحواجز والحساسيات والحمد لله.
كما أن تبادل الآراء والأفكار والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة هو الآخر مكسب هام.
لكن حكومتنا ومجتمعنا ينتظران منا انجازاً فعلياً وليس مجرد خطابات وكتابات.
لقد أنتج اللقاء الأول إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ولكن ماذا سينتج هذا اللقاء؟
كنت أتمنى أن يكون موضوع اللقاء هو دور مركز الملك عبدالعزيز وآفاق عمله.
ولكن يبدو أن المحنة التي يواجهها الوطن وهي الإرهاب الناتج عن الغلو، قد فرضت نفسها على هذا اللقاء.
إني اقترح أن يتبنى المركز تشكيل لجان مختارة من بين المشاركين لتتحمل مسؤولية متابعة بعض القضايا الهامة.
فمثلاً أن تتشكل لجنة لتأكيد الوحدة الوطنية وحمايتها، يشارك فيها عضو أو أكثر من كل اتجاه، بحيث تكون خمسة أو ثمانية أعضاء يتفقون على لقاءات منتظمة، ويبحثون المسألة ميدانياً ومع الجهات المرتبطة بها، تحت رعاية مركز الحوار الوطني، وفي اللقاء القادم تقدم رؤيتها وتوصياتها.
وكذلك موضوع الإصلاح السياسي والذي يتطلع إليه كل المواطنين وتحدث حوله خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في افتتاح الدورة الحالية لمجلس الشورى، كما أشار إليه سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني ورفعت حوله العديد من العرائض للدولة.
فتتشكل لجنة لمتابعة الموضوع حتى لا يحصل تباطؤ فيه ولا يكون ميداناً للمزايدات.
أيها الإخوة الأعزاء:
إن الوطن يواجه تحديات صعبة تهدد كيانه ومستقبله، حكومة وشعباً، لقد عاش الوطن العربي والإسلامي طوال الحقبة الماضية ثنائية شائكة بين الحكومات والشعوب، وربما كانت بعض الحكومات سابقاً تراهن على دعم الخارج في مواجهة إرادة الشعوب، وربما كانت بعض الشعوب تراهن على الدعم الخارجي لمواجهة تسلط الدولة. هذا في الماضي.
أما في الحاضر فإن البلاد الإسلامية بحكوماتها وشعوبها هي في مدى الخطر.
وشكراً....