المقاومة الإسلامية تحرير الأرض والإنسان
تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار في كلمة جمعة سابقة بتاريخ 8 ذو الحجة 1424هـ عن المقاومة الإسلامية في لبنان، وعن الإنجازات التي حققتها تلك المقاومة، وقد كان حديث سماحته يتزامن مع ذكرى وفاة الإمام الباقر حيث سلط الضوء على بعض الجوانب من شخصيته ومعاناته.وقد تطرق سماحته "حفظه الله" إلى دور الإمام في تحمل مسئوليته تجاه هموم الأمة وآلامها، والى وتطرق أيضا إلى دور الإمامين الباقر والصادق في رسم ملامح مدرسة أهل البيت الفكرية والفقهية، وموقفهما من الغلاة والوضاعين.
ثم اقتبس من أقوال الإمام الباقر قوله (أولياءنا وشيعتنا في ما مضى خير من كانوا فيه، أن كان إمام مسجد في الحي كان منهم، وإن كان مؤذن في القبيلة كان منهم، وإن كان صاحب أمانة كان منهم، وإن كان عالم في الناس يقصدونه لدينهم وصالح أمورهم كان منهم) لينطلق منها في بيان التميز الذي يجب أن يكون عليه شيعة أهل البيت ، فالتشيع ليس انتماءاً قلبياً وروحياً فقط وإنما هو ممارسة وسلوك، ولا يصح أن يبق الانتماء لأهل البيت انتماء فكريا وعقديا فقط، بل المطلوب هو التميز في السلوك، التميز في الكفاءات والمواهب.
وأشار سماحته "حفظه الله" إلى أن المطلوب أن يكون الموالي لأهل البيت صاحب سلوك مميز، وكفاءة مميزة، وسيرة متميزة، فقدوتنا أهل البيت وهم أصحاب مدرسة متميزة فيجب أن يكون المتخرج منها متميزا، لا نقول ذلك من باب المباهاة والتفاخر المذهبي، وإنما للتذكير بتحمل المسؤولية ولتأكيد التنافس الإيجابي.
ثم ذكر سماحته "حفظه الله" أمثلة من التاريخ لنماذج متميزة من تلامذة أهل البيت ، فلم يجد هارون أفضل من علي بن يقطين ليجعله وزيرا، وكذا المتوكل العباسي، فبالرغم من موقفه من أهل البيت وشيعتهم إلا أنه لم يجد لتأديب وتربية أبناءه أفضل ولا أكفأ من ابن السكيت الكوفي.
ثم انتقل سماحته بالحديث إلى الحدث الأبرز اليوم فقال:
النموذج الأبرز اليوم هو ما تقوم به المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، فهي عطاء متميز من عطاءات أهل البيت ومدرستهم.
ففي الوقت الذي تعيش فيه الأمة حالة من الذل والمهانة أمام قرارات وضغوط الأمريكان والصهاينة، نجد أن هذه المقاومة تسبح عكس التيار، فإنجاز حزب الله لبنان يقلب المقاييس، ويفرض نفسه ليكون هو صاحب اليد العليا.
وأضاف سماحته "حفظه الله": إن الأنظمة الحاكمة لم تستطع أن تحرر شبرا من الأرض بدون تقديم تنازلات كما حصل في كامب ديفيد، بينما هذه الفئة المتوكلة على ربها المستعينة به، حررت أرضها بكل شموخ وإباء.
واليوم هم يفرضون شروطهم على العدو ولا يمكنونه أن يملي عليهم أي شرط.
وأخيرا استطاعوا بتوفيق من الله، وبفضل توكلهم عليه سبحانه، أن يحرروا أسراهم.
ونحن إذ نبارك للأمة الإسلامية وللمقاومة الإسلامية في لبنان وللأمين العام لحزب الله العلامة المجاهد السيد حسن نصر الله، ولكل الشرفاء و الأحرار هذا الإنجاز الكبير الذي سيعطي لعيدنا هذا العام نكهة مميزة، ففرحة العيد تمازجها هذه الفرحة بهذا الإنجاز الكبير، ونحن إذ نبارك لهم ذلك لا ننس أن ندعو لهم بالتوفيق.
وختم سماحته "حفظه الله" حديثه بكلمة عن يوم عرفة وفضله وتطرق لبعض الأعمال المستحبة فيه.