الحوار والإقناع: مشاهد من السيرة النبوية
مكتب الشيخ حسن الصفار محرر الموقع
أمَّ سماحة الشيخ حسن الصفار جموع المصلين بمسجد الشيخ علي المرهون "حفظه الله"، اليوم الجمعة 19/3/1423هـ. وكان حديث سماحته بعد الصلاة حول: الحوار والإقناع: مشاهد من السيرة النبوية. وقد بدأ سماحة الشيخ كلمته بهذه الفكرة: أن الإنسان لا يؤمن بفكرةٍ ما إلا إذا اقتنع بها، وما جاء بالفرض والإكراه لا أثر له. وبالتالي فإن من يسعى لنشر فكرته في أوساط الآخرين، ويهمه استجابتهم لدعوته، عليه ن يبحث عن منافذ التأثير على نفوسهم، وطرق الوصول إلى عقولهم، ليضمن افتناعهم وقبولهم بفكرته ودعوته.
ثم قال سماحة الشيخ: إن الله تعالى يُريد من عباده إيماناً صادقاً، لذلك لم يسمح لأنبيائه ممارسة أي لون لمن ألوان الفرض والإكراه، يقول تعالى: ﴿ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفانت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾.
ولهذه المهمة الأساسية زوّد الل هتعالى أنبياءه بأعلى قدرة وكفاءة ممكنة ليقوموا بدور تبليغ الرسالة.
وبعد ذلك سلط الأضواء على نهج السول الأعظم في تبليغه للدعو قائلاً: ونبينا الأعظم هو في القمة من هذه الخصائص والصفات. والذي واجه بها مجتمعاً غارقاً في الوثنية والشرك، خاضعاً للعصبيات القبلية، نشأ أباؤه على الإعتزاز بالذات، ما جعلهم صعبي المراس، ويستعصون على الإخضاء والانقياد.
وقد نجح رسول الله في استقطابهم للدعوة الإلهية، وخلقت منهم أمةً إسلامية رائدة تحمل رسالة الله إلى شعوب الأرض، فكيف تحقق ذلك؟
أولاًَ لم يكن رسول الله صاحب قوةٍ عسكرية، وثانياً كان فقيراً معتمداً على أموال زوجته خديجة . ونجح رسول الله بسلوكه طريق البلاغ المبين، وأسلوب الحوار الهادئ، ونهج الإقناع الصادق. وما سيرته إلى مصداقاً لمنهجه الكريم في تبليغ الدعوة إلى الله تعالى.
ثم استعرض سماحة الشيخ بعض اللقطات من سيرة الرسول الأعظم التي تبين منهجه السامي في تبليغ الرسالة، وجاء منها:
1- حوار الرسول الأعظم مع المشركين ومواجهته لاتهامهم بالمنطق الحكيم والحوار الهادئ.
2- حوار السول الأكرم مع الأنصار بعد معركة حُنين لعتابهم له على توزيع العطايا على شخصيات قريش.
3- إقناع النبي للشاب الذي طلب السماح والإذن له بالزنا، وكيف أقنعه الرسول بالتزام العفة.
نسأل الله أن يبارك للأمة ميلاد رسول الله وأن يُعيده عليها وقد تحرر المسجد الأقصى من دنس اليهود إن الله على كل شيءٍ قدير.