عقيدة الإمام المهدي (عليه السلام) يمكنها أن توحد الأمة الإسلامية
الصفار لـ «الدار»: الديمقراطية الكويتية من أفضل النماذج في الوطن العربي.. بعد لبنان
شدد الصفار على ان السعودية بدورها الريادي مدعوة إلى الانفتاح اكثر على القوى المعارضة في لبنان.
وفي سياق اخر نفى الصفار الاتهامات التي توجه للشيعة مثل الهلال الشيعي والولاء لايران مؤكدا ان هذه الاتهامات تؤكد وجود خلل في النظام السياسي العربي.
وقال الصفار ان الاميركيين كان لديهم دوافع معينة لجعل صدام يحارب ايران وهي الدوافع نفسها التي تجعلهم يوجهون الاتهامات للشيعة بالولاء لايران.
كما تطرق الى الديمقراطية في الكويت والبحرين واستبعد الحرب على ايران..
وفيمايلي تفاصيل الحوار:
• عقد في السعودية قبل شهرين المؤتمر العالمي الاسلامي للحوار وثمة اتهامات وجهت اليه تقول انه مؤتمر صوري ولا توجد نتائج ملموسة له فما مدى صحة هذا الاتهام؟
- لا اعتقد ان هذا المؤتمر والمؤتمرات المناظرة له هدفها الدعاية وان كانت هناك بعض الجهات تستفيد منه في هذا الاطار لكنه في تقديري مؤتمر مفيد ومؤثر ويتيح الفرصة للقاء كل الاطراف المشاركة وتكسير الحواجز بينهم ويفترض في المشاركين فيه ان يكون لهم دور في توجيهه واستثماره، ومن خلال حضوري في هذه المؤتمرات وجدت ان هناك فرصا كبيرة يتعين على الواعين والمخلصين الاستفادة منها وان تتبلور ارادتهم معا.
واضاف قد تكون هناك جهات سياسية وراء انعقاد هذه المؤتمرات ولكن المشاركين هم من العلماء والمفكرين ويجب ان تكون لهم ارادة وتأثير للاستفادة منها ليرسخوا الوحدة في داخل الامة الاسلامية وذلك ان الساحة الاسلامية مليئة بتيارات وصراعات وبعضها ينزع نحو التعصب وترغب في استمرار القطيعة بين ابناء الامة في المقابل هناك تيارات تريد الوحدة والتقارب وعلى الوحدويين الا يستسلموا وعليهم ان يناضلوا من اجل خدمة الوحدة كهدف نبيل وسام تتطلع اليه الامة.
• هل تعتقد ان ثمة تواصلا قد حدث بين المشاركين في المؤتمر الاخير؟
- القوى التي ترغب بالتواصل سعت الى ذلك وانا شخصيا في كل مؤتمر اسعى الى التعرف على اناس وقوى جديدة واجلس معهم واتبادل الاحاديث وبعد انتهاء المؤتمر اسعى للتواصل معهم واجد ان هناك استجابة من بعضهم في المقابل هناك من لايرغبون بالتواصل او انهم لم يبرمجوا على تحقيق هذا التواصل، ولدينا علماء وشخصيات في الامة يكتفون بادوارهم التقليدية التي يقومون بها كامام مسجد او صاحب مركز يبقى يعمل بحدود مركزه فقط. وهذا لا يتوقع منه ان يبادر للتواصل او يتفاعل معه ولكن هناك واعين وطموحين في الامة.
• هل لمست وجود تأثير للاتفاق بين حزب الله ومجموعة من قوى التيار السلفي في السعودية؟ والى اي مدى؟
- بالرغم من ان هذا الاتفاق كان عمره قصيرا ثم جمد ولكني اعتقد انه كان مفيدا جدا ووجه رسالة قوية ومفيدة للاطراف المختلفة ان هناك امكانية للتوافق حتى بين جهتين كان يظن انهما بعيدتان عن التوافق وفي المملكة ارتاحت القوى التي تطمح الى ان يكون هناك تواصل لهذه الخطوة وانتعشت امالهم، والتراجع الذي حدث بتجميد الاتفاق اشعرنا بان هناك جهودا مضادة لهذه المسيرة، وهذا لا ينبغي ان يشعرنا بالاحباط وانما ان يدفعنا للمزيد من العمل حتى لا تنجح مثل هذه العراقيل المضادة، وانا شخصيا قبل4 سنوات كانت لدي دعوة كتبت حولها ونشرت كتابا تحت عنوان «السلفيون والشيعة نحو علاقة افضل».
وتحدثت في هذا الكتاب عن ان القطيعة بين الطرفين ليست قدراً محتوماً او انها ستستمر الى يوم القيامة بل ينبغي ان نتعاطى مع الامر باعتباره نتاجا لعصر تاريخي معين، ونتاج بيئة معينة، وعلينا ان نسعى لتجاوز هذه الحالة ووجدت نوعا من الاستقبال من بعض القوى والعلماء السلفيين في المملكة تجاه هذا الطرح ونشرت بعض فصول الكتاب في جريدة الشرق الاوسط، وتحدثت عن انه لا توجد موانع حقيقية بين السلفيين والشيعة فهناك الكثير من الامور التي يجب ان تدفعهم للتلاقي وتجاوز حالة القطيعة فالقطيعة الموجودة نتيجة وضع سياسي وناتجة عن وضع ثقافي وبيئي ومع تغير الحالة الثقافية والبيئية الاسلامية الى وضع افضل من الممكن ان يتجاوزا حالة القطيعة.
وكنت متفائلا من ان هذا سيحصل واعتقد ان الاتفاق الذي حصل في لبنان خصوصا وان الطرف الموقع عليه ما زال مقتنعا بصلاحية هذا الاتفاق وحسب ما تابعت من تصريحات الدكتور حسن الشهال الذي قال ان تجميد هذا الاتفاق فقط من اجل مراعاة الداخل السفلي والا فانه مقتنع بالاتفاق ويسعي لاقناع هذا الداخل السلفي بالاتفاق.
• البعض يقول ان الاسباب الحقيقية للتجميد هي تأثير الاتفاق سياسيا على تيار المستقبل في الشمال اللبناني؟
- العامل السياسي هو اساس الصراع في لبنان وليس الصراع المذهبي ولكن مع الاسف الشديد فان مختلف الاطراف تستعين بالعناوين المذهبية لمصلحة معاركها السياسية والواضح من خلال الضغوط من اجل تجميد هذا الاتفاق انه ينطلق من منطلقات سياسية.
وانا تابعت ما اثير حول هذا الاتفاق والمؤتمر الصحفي لداعي الإسلام الشهال فلم اجد تبريرا دينيا لتجميد هذا الاتفاق وانما اهم المبررات هي مبررات سياسية كالحديث عما حدث في 7 ايار ببيروت وزعامة تيار المستقبل ومرجعيته السياسية والحديث حول الانشقاقات داخل التيار السلفي وضرورة توحيد الطائقة السنية، فهذه كلها مبررات سياسية، ولم يكن هناك مبرر ديني مقنع، فلم يستطع احد ان يبرر بان هذا الاتفاق يخالف الدين او يخالف الشرع او ان الدين لا يسمح باتفاق من هذا القبيل ولم يستطع ان يقدم ذلك بطريقة مقنعة.
• لماذا لم تمارس السعودية ضغوطا على حلفائها في لبنان لانجاح هذا الاتفاق في ظل رعايتها للمؤتمر الاخير للحوار؟
- السعودية لا تخفي انها اقرب الى تيار المستقبل لانها ترى ان هذا التيار يمثل ارادة الدولة في لبنان بينما تنظر الى المعارضة علىانها تمثل ما هو خارج عن ارادة الدولة او التغلب على ارادة الدولة.
والمملكة تنظر الى ان المعادلة في لبنان هي معادلة ضمن المحيط العربي وهي معادلة تيار المستقبل بينما ينظر الى المعارضة على انها ضمن فلك اقليمي اخر غير الفلك العربي.
• هل يعني هذا ان الرؤية السياسية للمملكة غلبت على الرؤية الدينية في سبيل وحدة المسلمين؟
- لا اعتقد ان المملكة ترفض التقارب المذهبي لانها رعت قمة مكة الاستثنائية والتي اقرت تعدد المذاهب واكدت على وحدة الامة الاسلامية فمن حيث الشعار فان السعودية لم تتراجع عن هذا الشعار وانا لست في موقع الدفاع عن سياسة المملكة ولكني اوضح ما افهمه في تصور المملكة، فالسعودية قد تكون عندها اشكالية في التطبيق الواقعي في الخارج فهي تعترض باعتبار اشكاليتها على الوضع السياسي القائم في البيئة اللبنانية وليست اشكالية على اصل المبدأ.
• هل هذا الموقف السعودي يفسر نجاح قطر في التوصل الى اتفاق بين الاطراف المتنازعة في لبنان؟
- اعتقد ان المملكة لديها مقومات اكبر من دولة قطر ومع احترامنا لدور دولة قطر ولكن من حيث المقومات الذاتية فالسعودية لديها مقومات اكثر لكي تقوم بدور ريادي في الساحة العربية لكن ما تحتاجه سياسة السعودية في هذه المرحلة هو الانفتاح اكثر على الاتجاهات المختلفة. وهذا الانفتاح على القوى المعارضة يعالج الشعور بانحياز المملكة إلى فريق دون آخر. وعندها اعتقد ان السعودية ستكون لها دور ريادي اكبر في لبنان.
• هناك اطراف عراقية تتهم دولا عربية باثارة المشكلات والفتن داخل العراق حتى تظل بؤرة للمشكلات ولا يأخذ دوره الريادي والكبير في الوطن العربي؟
- لا شك ان العراق اصبح ساحة مفتوحة امام النفوذ الدولي والاقليمي فكل دولة من الدول تريد اظهار نفوذها في الساحة العراقية باتجاه ما يخدم مصالحها واهدافها وهو ما لا يمكن انكاره ولكن ينبغي على القوى العراقية ان تحصن واقعها في الساحة العراقية فحينما تتحاور هذه القوى مع بعضها البعض وحين يكون اطار السلطة والعمل السياسي في العراق يتسع لكل الاطراف ويطمئن هذه الاطراف الى مستقبلها فحينها تستطيع تحصين بلدها من التأثيرات والنفوذ الخارجي وقد رأينا اخيرا حين تبلورت العملية السياسية في العراق بشكل افضل وقويت ارادة الدولة استطاعت ان تضع حدا لنفوذ تلك الجهات.
• هناك اعتراضات كثيرة داخل العراق على الاتفاقية الامنية ما تعليقكم على هذا الموضوع؟
- لا يوجد عربي ومسلم يمكن ان يقبل بتلك الاتفاقية بالصورة التي طرحت والتي تشرع للوجود الاميركي في العراق لان الشعوب من حقها ان تحافظ على سيادتها واستقلالها ولان الشعوب تعرف اهداف السياسة الاميركية ومطامعها فاي وجود اميركي تضفى عليه شرعية في العراق يخالف توجهات الشعوب في المنطقة، ونحن نعتقد ان القيادات العراقية الواعية لن تسمح بان تكون الاتفاقية بالشكل الذي يريده الطرف الاميركي وهم مضطرون الى ان يكون هناك اتفاقية ما فلعل واقعهم الداخلي يفرض عليهم نوعا من الاتفاق مع الاميركين ضمن سقف زمني معين وضمن حدود معينة ولكن هذه الاتفاقية يجب الا تتنافى مع مبدأ السيادة والاستقلال.
• ما تعليقكم على الاتهامات التي توجه لشيعة العراق ومراجعهم على انهم اتباع للاميركيين؟
- هذه الاتهامات هي افراز للصراع السياسي القائم ونتاج للعهد الذي عاشه الطرفان السنة والشيعة في العراق اضافة الى الاكراد الذين عاشو وضعا غير طبيعي في العلاقة وانهارت الثقة المتبادلة بين الاطراف مما خلق الارضية لمثل هذه الاتهامات.
الصحيح ان الوجود الاميركي في العراق قبل أن يأتي الى احتلال العراق كان شمال العراق لمدة عشر سنوات خاضعاً للحماية الاميركية والاكراد ليسوا من الشيعة فمن الناحية المذهبية هم مصنفون ضمن السنة، ولا نجد مبررا لاتهام الشيعة بأنهم متعاونون مع الاحتلال، فالشيعة في العراق وجدوا انفسهم ازاء امر واقع، وهناك مقاومة عسكرية تقاوم الاحتلال وامتازت عن جهات أخرى بانها لم تتورط باستهداف الناس مع ادانتنا للاحداث الطائفية البشعة التي حصلت كرد فعل لحادثة سامراء. وهناك مقاومة سياسية ايضا ولكن الوضع فرض على كل الاطراف ان تنخرط بالعملية السياسية من اجل انقاذ سيادة العراق ومستقبله وشاركت اطراف سنية في ذلك.
• هذه الاتهامات التي توجه للشيعة في مختلف البلدان العربية - مثل الهلال الشيعي وولاء الشيعة لايران - هل يعقل ان تكون توارد افكار بين من يطلقونها ام انها خطة مدروسة وبرو باجندا إعلامية؟
- هذه من مظاهر الخلل في النظام السياسي العربي فهو عاجز عن استيعاب مكونات هذه الشعوب العربية، في بعض المناطق نرى ان التنوع القومي يظهر هذا الخلل وفي بعض الاماكن نرى ان التنوع العرقي يظهره ايضا ففي منطقة دارفور بالسودان لا يوجد تنوع مذهبي فكلهم مسلمون من اهل السنة ولكننا نجد هناك حدة الصراع، ونجد ان الاحصائيات والتقارير تتحدث عن مئات الالاف من القتلى والجرحى واكثر من مليوني مشرد هذا يعني ان النظام السياسي عجز عن احتواء مكونات الشعب السوداني وكذلك الامر في الصومال فهي من اكثر الدول تحانسا من حيث العرق الواحد الدين الواحد والمذهب الواحد ولكن هناك تنوعا قبليا وسياسيا ونرى ان الصومال لم تقم له دولة منذ اكثر من عشرين عاما وفي مصر هناك تنوع ديني ووضع الاقباط فيه وما يحصل من مشاكل ونجد في المنطقة الخليجية وبعض الدول العربية ان هناك عجزا في استيعاب هذا التنوع المذهبي. هذا العجز يظهر في الاتهامات المتبادلة والتميز الطائفي بين الناس واعتقد ان الاتهام بان ولاء الشيعة لايران هو من مظاهر الخلل في النظام السياسي العربي فكلنا نعلم ان المواطنين الشيعة وخاصة في المناطق الخليجية موجودون قبل قيام الدولة الحديثة ودفاعهم عن بلدانهم لا يستطيع ان يشكك فيه احد. وفي البحرين الشيعة هم الذين عملوا لصالح استقلال البحرين ورفضوا القبول بما كانت تدعيه ايران بان البحرين جزء منها.
واضاف: وفي الكويت دورهم واضح في الدفاع عن استقلال الكويت واثناء الغزو كان للشيعة دورهم الطليعي في مواجهة الاحتلال وفي السعودية الشيعة لهم دور كبير وهم من مؤسسي هذا الكيان فالشيعة في السعودية دخلوا في الكيان السعودي دون اي مقاومة.
فاذا كانت مناطق اخرى في المملكة قاومت هذا الكيان حين تأسس فان الشيعة في المنطقة الشرقية هم من بادروا بدعوة الملك عبد العزيز للمجيء الى المنطقة وبذلوا مالهم وجهدهم وعرقهم في الدفاع عن هذا الكيان السعودي وانا شخصيا كنت جزءا من معارضة سياسية للنظام السعودي ولكن حينما كان الوطن مهددا اثناء الغزو العراقي للكويت اعلنا تجميد معارضتنا ودعونا مجتمعنا ليكون مع الحكومة في خندق واحد حتي يتجاوز الوطن المحنة ورفضنا كل الاغراءات التي قدمها النظام العراقي لكي نكون الى جانبه ضد بلدنا ونحن هنا لا نمن على وطننا او على احد ولكنها مسؤوليتنا الدينية الوطنية.
وبالتالي فان الاتهامات الموجهة للشيعة بالولاء لايران هو ظلم واجحاف.
• البعض يعود بهذه الاتهامات الى فترة قيام الثورة الاسلامية في ايران، ومخاوف الحكومات من تصدير الثورة التي جاءت اميركا في نهاية المطاف للخليج لحماية مصالحهم بعد حرب الخليج الاولى؟
- لا ينبغي ان نتجاهل ان قيام الثورة الاسلامية في ايران ازعج الاميركيين والغربيين وبالتالي كان لابد من مواجهة هذه الثورة ومن طرق مواجهتهم لهذه الثورة محاصرتها ومنع تفاعلها مع محيطها والعكس ايضا. والدور الأميركي كان واضحا في دفع نظام صدام لمحاربة ايران وهو امر معلن ولايشك فيه احد، فالدافع الذي جعل الاميركان يدفعون بصدام للحرب مع ايران هو نفس الدافع الذي يجعلهم يصبون الزيت على نار الفتنة الطائفية وتوجيه الاتهام للشيعة، وفي الواقع ليس للشيعة فقط فنحن نجد حين ترتبط حركة حماس الفلسطينية بايران فان نفس الاتهامات توجه اليها وحماس ليست من الشيعة كذلك الامر بالنسبة لحركة الجهاد الاسلامي وبعض الاخوان المسلمين ومن الحركات القومية والاسلامية، نجد انهم يواجهون الاتهامات حين يتعاملون مع ايران ومن جانب آخر لايمكن ان ننكر ان هناك حالة طائفية موروثة في الامة الاسلامية فالصراع الطائفي بين الطوائف والمذاهب ليس امرا طارئا ولكن له جذورا في التاريخ وله جذور في التراث الموجود. ولو قرأنا في كتب الشيعة لوجدنا الكثير من الامور التي تؤجج الصراع ضد السنة ولو قرأنا كتب السنة لوجدنا ايضا الكثير مما يؤجج الصراع مع الشيعة وهذا الموروث قابل للتفعيل في اي وقت، فالعامل الاول هو الدافع الاميركي لمواجهة ايران التي يرونها مخالفة لمصالحهم وتوجهاتهم وافقدتهم الهيمنة على المنطقة بعدما كان الشاه شرطيهم على هذه المنطقة والسبب الثاني وجود الموروث التاريخي والثقافي بين السنة والشيعة والسبب الثالث الذي يجب ان نقر به من باب النقد الذاتي هو انه في بداية الثورة الاسلامية في ايران وباعتبارها ثورة ناشئة كان هناك بعض التصريحات وبعض المواقف من قبل بعض المسؤولين الايرانيين او الاعلاميين الايرانيين غير مدروسة وغير حكيمة ساعدت على اثارة هذا القلق وهناك بعض التصرفات والممارسات حصلت من قبل بعض الشيعة في مناطقهم بسبب حماسهم وتفاعلهم مع حدث الثورة في ايران وهي تكشف عن حداثة التفكير السياسي وعدم النضج والخبرة.
• اين أصبح مشروع الشرق الاوسط الجديد بعد ان من الله على حزب الله بالانتصار على الصهاينة؟
- اعتقد ان الاميركيين في طور المراجعة لسياستهم وعليهم ان يعترفوا بقبول التعامل مع الشعوب والدول تعاملا نديا وان يتجاوزوا العصر الذي كانوا يفرضون فيه التبعية على الدول والشعوب، وان يعطوا الفرصة لهذه الشعوب ان تمارس ارادتها وحريتها وهناك كثير من التقاطع المصلحي بين الدول ولا احد يدعو الى القطيعة ومايراد هو التنازل عن النظرة الاستعلائية. والمجتمع البشري اقرب مايعيش حالة التداخل والعولمة فرضت نفسها، والاميركيون امام خيارين اما الاستعلاء والاستمرار بسياستها العدوانية فستستمر حالة المواجهة والمقاومة في وجه مخططاتهم خاصة فيما يرتبط بالانحياز الاميركي العنيف الى جانب الاحتلال الصهيوني ومشاعر الامة مستثارة ومنزعجة وغاضبة من ذلك.
• في ضوء ذلك هل سترضخ الدول والحكومات العربية لإرادة شعوبها والوقوف إلى جانبهم بعد غرقهم في المستنقع الاميركي؟
- كل القيادات والحكومات العربية في عمقها استياء من الدور الاميركي ومن يخضع في هذه الحكومات للدور الاميركي فهو من باب الاضطرار أو سوء الفهم للمعادلة القائمة وإلا فلا اعتقد أن حاكما مسلما يرضى وجدانه وكرامته لما يلاقيه الفلسطينيون ولا يقبل بهذه الإهانة والاذلال الذي يمارسه الأميركيون والمشكلة ان الاميركيين لا يحفظون كرامة من يدور في فلكهم لكن المسألة ترتبط بالخوف على كراسي الحكم، وعدم امتلاك الشجاعة ومن ناحية أخرى هناك سوء تقدير لارادة الشعوب.
• على المستوى الكويتي ما رأيكم بالحياة السياسية والبرلمانية في الكويت خاصة وان هناك اتهامات لاطراف عربية بمحاولة تشويه الديمقراطية في الكويت لانزعاجها من تأثيرها على شعوبها؟
ـ الديمقراطية في الكويت تعتبر من أفضل النماذج في الوطن العربي إذا ما استثنيا لبنان ونأمل أن يكون النموذج العراقي بعد تحريره من الاحتلال أن يكون نموذجا جيدا للتعددية والديمقراطية وبالطبع نحن نشعر بشيء من القلق تجاه حالة الاضطراب بين الإرادة الشعبية المتمثلة بمجلس الأمة والسلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة الكويتية هذه الحالة من الاضطراب بالعلاقة والتي أدت الى حل البرلمان أكثر من مرة نحن قلقون منها ونأمل ان تتجاوز الساحة الكويتية مثل هذه الحالة وتصل الى التنسيق والتعاون الايجابي بين الجهة التنفيذية والتشريعية لحماية هذا النموذج الديمقراطي وحتى لا يتمكن المشككون بالحالة الديمقراطية من تكريس مثل هذا القلق والتشكيك.
• الى اين وصلت الديمقراطية الموعودة، في البحرين والوعود التي قطعت للمعارضة هناك في حرية ممارسة هذه الديمقراطية؟
- إذا أخذنا كلام المعارضة الرئيسية البحرينية وهي جمعية الوفاق فإنهم يتحدثون عن وجود تباطؤ في تحقيق هذه الوعود وعن تلكؤ في ذلك بينما الحكومة تأخذ على المعارضة ضعف ايجابيتها، ونحن نأمل ان يتحقق المزيد من الانسجام بين الحكومة والقوى الشعبية فلا مصالح لشعوبنا ومنطقتنا في وجود حالة التنازع ولابد من السير في حالة الاستقرار السياسي والى سد النوافذ أمام التدخلات الأجنبية في الشأن الوطني لدولنا.
• إلى أي مدى تثقون بالشائعات التي تتحدث عن توجيه ضربة لإيران في الأشهر المقبلة هل هناك اجواء حرب حقيقية أم هي حرب نفسية واعلامية لممارسة الضغوط. بسبب الملف النووي الإيراني؟
- أنا استبعد نشوب حرب على إيران وان كانت الادارة الاميركية الحالية عودتنا على ممارساتها خارج المنطق والمعقول واعتقد أن هذه الحرب لن تكون قادرة على حسم الصراع بل ستكون عاملا لاذكاء الصراع أكثر وقدرتهم على ان ينالوا من الايرانيين هي قدرة محدودة وليس بامكانهم ان يتدخلوا ويحتلوا أجزاء من ايران. فكل ما يمكن ان يفعلوه هو توجيه ضربات لبعض المواقع الإيرانية وهذا لن يركع الايرانيين ولن يثني اراداتهم بل ستتبلور الادارة في ايران وسيكون لصالح ايران اكثر من صالح أميركا.
• احتفلنا منذ فترة قصيرة احتفالات بمناسبة مولد مخلص البشرية الامام الحجة فما رسالتكم للعالم الإسلامي بهذه المناسبة؟
- موضوع الامام المهدي يمكن أن يبرز التقارب بين المذاهب الاسلامية لأن الموضوع متفق عليه بالأصل، لورود احاديث متواترة وحكم بعض علماء السنة بصحتها بأن الرسول وعد أمته بخروج رجل من ذريته من ولد فاطمة يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن تكون ملئت ظلما وجورا، وقال ان المهدي من ذريتي من ولد فاطمة الزهراء ولكن هناك اختلافا في بعض التفاصيل هل ولد أم لم يولد، وهل هو من ولد الحسن أو ولد الحسين لكن عقيدة المهدوية تبقى أملا مفتوحا للمسلمين وهذه العقيدة تشير الى التقارب الحقيقي الموجود بين المذاهب بأنهم ينهلون من منهل واحد هو القرآن الكريم وسنة نبيه وجزء كبير من هذه السنة متفق عليها.
أما الجانب الثاني فإن عقيدة الإمام المهدي تؤكد تطلع الأمة الاسلامية الى وحدتها وإلى العدل العالمي لأنه إمام للكرة الأرضية وينشر سياسة الحق والعدل، وما دمنا نتطلع الى الوحدة والعدل فليس هناك عدل ضمن المذهب الشيعي أو السني ولكن عدالة تشمل الأرض والعدالة بمفهومها الشامل تعني مراعاة حقوق الانسان وألا يظلم شيء من حقه أيا كان دينه أو عرقه.
وهناك في الداخل الشيعي من يتعامل مع موضوع الامام المهدي وكأنه تشريع للسبات والركون والاستسلام السلبي للواقع القائم وأن مهمة الاصلاح ونشر العدل مؤجلة الى حين الظهور، وهو ما ينبغي أن يُصحح والانتظار هو التهيؤ والعمل من أجل الأهداف التي سيظهر لأجلها وبالتالي هذه المناسبة يجب أن تدعونا الى أخذ موقعنا الفعلي في خدمة مصلحة الأمة والدين والانسانية، ومن يتجه الى خدمة طائفته ومذهبه فقط عليه ان يعرف أن هذا خلاف توجه الامام المهدي .
فهناك في الغرب من يتوجه الى العمل لمصلحة الانسانية فمؤسساتهم التي ينشؤونها تعمل على المستوى الانساني.
وأشيد هنا بالسفينتين اللتين كسرتا الحصار في غزة وعلى متنهما مختلف الجنسيات والديانات نحن أحرى أن نقوم بمثل تلك المواقف وليس فقط على المستوى الفلسطيني ولكن في دعم أي شعب مظلوم في هذا العالم.