خاتون البحارنة زوجة الشيخ الصفار: في بيتنا «ديموقراطية»
أزواج.. وزوجات.. يعيشون حياتهم خلف الابواب المغلقة لا احد يعرف عنهم شيئاً.. بهذه المساحة نفتح تلك الابواب: تتحدث زوجة عن زوجها.. ويتحدث زوج عن شريكة حياته عن ما الذي يدور في حياتهما.. وكيف.. ولماذا؟
تضيء خاتون عبدالله علي البحارنة، زوجة الشيخ حسن الصفار، المفكر الاسلامي، شمعة الحوار عن حياة زوجها وكيف ان منزلهما وحياتهما العائلية تتسم بروح الديمقراطية وان زوجها -رغم مشاغله الكثيرة- حريص على الجلوس مع ابنائه ومتابعة امورهم.
كما ترى ان لغة التفاهم وعدم تضخيم الامور هما ماهو سائد فيما بينهما. كما تتحدث عن كيفية ارتباطها بزوجها وماذا اضاف اليها هذا الزواج.
«مما يسعدني ان الشيخ حسن اختارني بنفسه زوجة له.. وكما علمت منه بعد الزواج ان اختياره وقع عليّ بعد ان سأل عني وعن اسرتي فوجد ما شجعه على التقدم لخطبتي.. وما عدا ذلك فد كان موضوع الخطبة والزواج بالطريقة التقليدية المعروفة».
هذا ما قالته خاتون عبدالله على البحارنة في حديثها عن حياتها الزوجية مع الشيخ حسن الصفار المفكر الاسلامي.
انا من مواليد القطيف في العام 1379هـ.. اكملت المرحلة الدراسية المتوسطة وتزوجت.. ورزقت بخمس بنات وولد ربيناهم على القدرة على التأقلم مع كل الظروف ولا أرى فيهم حتى الآن ولله الحمد تلك المشكلات التي يعاني منها جيل اليوم.
• وماذا اضاف لك زواجك من حسن الصفار؟
- اضاف لي موقعاً اجتماعياً مميزاً.. وتقدير واحترام الآخرين وعلاقات واسعة ومعارف كثيرين ذلك غير الاهتمام الثقافي والاجتماعي.
• وما هي ابرز الصفات المشتركة بينكما؟
- الصبر والتحمل والتنازل في سبيل خدمة المجتمع.
• عادة ما ينفرد الزوج بالقرار.. هل حسن الصفار من هذه النوعية من الازواج؟
- قراراتنا فيما يختص بالوضع العائلي مشتركة أبنائي لا يعانون من مشكلات العصر. اعتدنا على طرح مشاكلنا بهدوء.. زوجي يحترم الآخر ولا يضخم الخلافات ونتبادل فيها الرأي مع الابناء.. وفي الغالب نأخذ بتوصيتهم.
• وهل هناك أوجه اختلاف في شخصية زوجك كونه مفكراً وشخصيته كأب مسؤول عن أسرة؟
- ابداً.. فهو كما يهتم بما يفيد مجتمعه يهتم ايضاً بتوجيه ورعاية اسرته.. ولذلك فهو يمارس الدور ذاته في الداخل والخارج.
• نريد اجابة وبصراحة تامة: هل وجدت الشيخ حسن انموذجاً للزوج المثالي؟
- نعم.. ولكن مقاييس المثالية لديه مختلفة فهو دائم السعي لتوفير كافة الامور الاساسية في المعيشة.. يوفر لنا بيئة مريحة جداً بعيداً عن اجواء عمله أو المشكلات التي يمر بها.. وهو يهتم كثيراً بأولاده لأبعد درجة ويتابع أمورهم أولاً بأول.. ومع ان ظروف عمله واهتماماته قد تبعده عن المنزل أو قضاء اجازات نهاية الاسبوع بيننا الا انه يحاول التواجد معنا خاصة في مناسبات الاعياد بقدر مايسمح له الوقت.. ويسعى في نهاية كل عام دراسي الى السفر بنا رغم الانشغالات التي ترافقه حتى في اجازاتنا.
• يقول البعض ان لحسن الصفار فلسفة خاصة في علاقته بزوجته واسرته وبالآخرين عموماً.. هل ذلك صحيح؟
- ابداً.. انا ارى ان فلسفته في علاقته باسرته وبالآخرين تقوم على مبدأ واحد هو احترام الطرف الآخر والحرص على التواصل معه وعدم تضخيم نقاط أو قضايا الاختلاف في وجهات النظر.
• وما هي الاسس التي اتفقتما عليها لبناء هذه الاسرة؟
- التعاون والاحترام المتبادل.. وحرية الرأي واحترامه.. وتوفير جو هادئ ومريح في المنزل بعيداً عن المشكلات والتشنج والحرص على حل المشكلات بهدوء وروية.. والعمل على توجيه ابنائنا للعلم والمعرفة وتطوير انفسهم وقدراتهم.. هذه هي الأسس التي تسير عليها اسرتنا.
• الاختلاف بين الزوجين احياناً امر طبيعي وذلك في وجهات النظر.. وعندما تواجهان ذلك كيف تتصرفين انت.. وكيف يتصرف زوجك؟
- في هذه الحالات اعتدنا ان نحاول عدم تضخيم المشكلة او الاختلاف وعدم اعطائها اكبر من حجمها.. ونحاول ايجاد الحلول بطريقة هادئة عن طريق الحوار والتفاهم والتفكير الايجابي وقد يتغاضى احدنا عن بعض الامور التي نرى ان نقاشها يزيد من حجم المشكلة.
• كونك زوجة للشيخ حسن الصفار بكل مشاغله ومسؤولياته.. وانت في هذا الوضع هل اكسبتك «العشرة» نقاطاً مميزة؟
- نعم.. هذه العشرة اكسبتني الكثير ومن ذلك القدرة على التأقلم على الاوضاع والبيئات التي نوضع فيها سواء كانت ظروفاً قاسية أو بسيطة اضافة الى القدرة على التفاهم وحل المشكلات والازمات التي نواجهها سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي وتجاوزها بهدوء.
الحوار:
• هل اكتسبتم لغة حوار خاصة بينكم وبين ابنائكم؟
- نعتمد لغة التفاهم والتعاون ورأي الاغلبية في اتخاذ اغلب القرارات ولكننا في بعض الامور نتجاوز ذلك ونأخذ برأي الشيخ حسن الصفار بشكل مباشر على اعتبار ان نظرته للأمور بشكل أشمل وأوسع في تحديد المصلحة بحكم خبرته وتجاربه.
• ماذا تبقى من رصيد الذكريات الاولى في بداية زواجك من الشيخ الصفار؟
- اذكر انني ذهبت معه الى مسقط - بسلطنة عمان- حيث كانت لديه بعض الاعمال وهناك اقمنا لعدة اشهر وتعرفت فيها على أناس في غاية الطيبة والصلات الاجتماعية ولم اشعر بوجودي معهم بالغربة خاصة انها كانت المرة الاولى التي ابتعد فيها عن أهلي وقد كانت أياما جميلة لا تنسى. وكما ان هناك ذكريات جميلة في السفر فهناك ذكريات ايضاً مزعجة من الصعب نسيانها تحضر بعضها في سفرياتنا، خاصة ان الشيخ الصفار -كما اسلفت- حريص على السفر في نهاية كل عام دراسي بالرغم من انشغالاته التي تطارده اينما سار.